آمال فهمي.. ملكة الكلام

بدأت مسيرتها فى الإذاعة المصرية فى سن الثامنة من عمرها، عبر مشاركتها في برامج الأطفال التي كانت يقدمها “بابا شارو” و”ماما زوزو”، حيث غنت بصوتها الأغنية الشهيرة “قطتي صغيرة ..اسمها نميرة” التي لايزال يرددها الأطفال حتى وقتنا هذا.. إنها “ملكة الكلام” “صاحبة الناصية” الإذاعية آمال فهمي.

ولدت آمال فهمي بالقاهرة عام 1926، و التحقت بكلية الآداب جامعة القاهرة، وكانت بدايتها المهنية فى بلاط صاحبة الجلالة التى عملت فيها لفترة قصيرة، نالت خلالها جائزة مصطفى وعلي أمين للصحافة.

انتقلت آمال فهمي للعمل بالإذاعة المصرية عام 1951، وقد ساعدها فى ذلك دراستها للغة العربية ونطقها السليم لمخارج الألفاظ واختيار الكلمات، وكان برنامج “حول العالم” أولى برامجها الإذاعية وفيه قدمت المعلومات الثقافية والجوانب الحضارية لدول العالم، وقد ساعد هذا البرنامج في زيادة الوعي الثقافي لدى جمهور المستمعين.

وتوالت البرامج الجماهيرية التي قدمتها آمال فهمي، فكان برنامج “في خدمتك” الذي يعتمد على استقبال شكاوى المواطنين وإذاعتها، وبرنامج “عقبال عنكم”، ثم البرنامج المعروف “هذه ليلتي” الذي كان يستضيف عددا من نجوم السياسة والفن ونجوم الغناء ورؤساء التحرير، إلى جانب ” فنجان شاي”، والذي استضافت فيه شخصيات سياسية، وزعماء دول عربية منهم: أحمد بن بيلا، وهواري وبومدين، وجعفر نميري، والملك حسين.

وفى عام 1958، تسلمت آمال فهمي تقديم برنامج ” على الناصية” من الإذاعي الشهير أحمد طاهر وظلت تقدم هذا البرنامج حتى اعتزالها العمل الإذاعي عام 2014، وقدمت في برنامجها العديد من القضايا المجتمعية والسياسية وساهمت من خلاله في أعمال الخير وجمع التبرعات للمستشفيات.

حفرت آمال فهمي مكانتها ضمن الرائدات الأوائل للإذاعة المصرية، وشكلت مدرسة إذاعية تتلمذ على يديها كثيرون، فكانت أول من أدخل الفوازير إلى الإذاعة، بالتعاون مع الشاعرين بيرم التونسي وصلاح جاهين، وأول امرأة ترأس إذاعة الشرق الأوسط عام 1964، وحولت البرامج الإذاعية إلى تحقيقات صحافية، وكانت أول من يخرج بميكروفون الإذاعة إلى الشارع.

و لم تحب التلفزيون، ورفضت العمل به، لأنها كانت تريد للجمهور، أن يسبح بخياله معها، وبقى ظهورها الوحيد بشخصيتها الحقيقية من خلال حوارها في برنامج «على الناصية» مع المطرب عبد الحليم حافظ في فيلم «حكاية حب»، وقد غنى عبدالحليم آنذاك أغنيته الشهيرة “بحلم بيك”.

حصلت آمال فهمي في عام 1960 على لقب أفضل شخصية في العام، وذلك مناصفة مع الرئيس جمال عبدالناصر، وفقًا لاستفتاء أجرته مجلة “المصور” عن أفضل الشخصيات في هذا العام.

أُسند إلى آمال فهمي رئاسة إذاعة “الشرق الأوسط” عام 1964، ثم تدرجت في المناصب الإذاعية حتى أصبحت وكيلة لوزارة الإعلام،

وكانت آمال فهمي صاحبة فكرة البرنامج الإذاعي” الشعب يسأل والرئيس يجيب”، والذي كان يذاع في رمضان عام 2013، حيث كان يجيب خلالها رئيس الجمهورية على أسئلة من المواطنين، وذلك بعد الإفطار مباشرة.

ورحلت الإذاعية القديرة آمال فهمي عن عالمنا يوم 8 أبريل عام 2018، عن عمر ناهز 92 عامًا.

المصادر:

https://gate.ahram.org.eg/News/1892592.aspx

https://2u.pw/x8Lm3

زر الذهاب إلى الأعلى