محطات من حياة أوبرا وينفري.. في الذكرى الـ34 لبث برنامجها

يوافق اليوم الثلاثاء 8 سبتمبر2020، ذكرى بدء عرض برنامج حواري للمذيعة والممثلة الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفري.
وبهذه المناسبة يستعرض المرصد المصري للصحافة والإعلام ملامح من حياة “سمراء الشاشة الأمريكية” ذات الأصل الأفريقي، والتى تبلغ من العمر 66 عامًا.

طفولتها
ولدت أوبرا جيل وينفري، في مزرعة منعزلة بمدينة كوسيوسكو، في ولاية ميسيسيبي الأمريكية، في 29 يناير 1954، انفصل والداها بعد وقت قصير من ولادتها وتركوها في رعاية جدتها لأمها، والتي حرصت على تعليمها القراءة وهي بعمر العامين ونصف، ونجحت في هذا السن الصغيرة أن تقدم خطاب بكنيستها حول “متى قام يسوع في عيد الفصح”.

انتقلت وينفري، للعيش مع والدتها في أحد الأحياء الفقيرة وهو حي اليهود في ميلووكي، وهي في السادسة من عمرها، وفيه تعرضت للعديد من الانتهاكات الجنسية من قِبل أقربائها وأصدقاء والدتها، وصلت إلى حد الاغتصاب، وكان هذا الحادث الأليم من العلامات الفارقة في حياتها.

وعند بلوغها سن الـ 12، تم إرسالها للعيش مع والدها الذي كان يعمل حلاقًا في ناشفيل، تينيسي، ومعه بدأت حياة جديدة، استهلتها بإلقاء الخطب في المناسبات الاجتماعية والكنائس، وحدث ذات مرة أنها حصلت على 500 دولار مقابل إلقاء خطاب، وقتها أدركت أنها تريد أن تحصل على أجر مقابل الكلام.

دراستها
رغم الظروف الصعبة التى عاشتها، كافحت أوبرا وينفري، من أجل استكمال تعليمها، وكان لوالدها دورعظيم في ذلك، حيث قالت عنه إنه هو من أنقذ حياتها، فقد كان يطلب منها قراءة عدد من الكتب وكتابة تقارير أسبوعية عنها، ما ساعدها على المشاركة في نادي الدراما وأندية النقاشات ومجلس الطلاب بالمدرسة.

فازت أوبرا وينفري بمنحة دراسية كاملة في جامعة ولاية تينيسي، بعد تفوقها في مسابقة Elks Club للخطابة.

أثناء دراستها تعرضت للتنمر من قبل زملائها بسبب لون بشرتها، فقد كانت من أوائل الأفارقة الذين يلتحقون بهذه الجامعة، ورغم ذلك أصبحت وينفري ملكة جمال بلاك ناشفيل وملكة جمال تينيسي خلال سنتها الأولى في ولاية تينيسي.
حصلت وينفري على شهادة البكالوريوس في الفنون المسرحية.
حياتها المهنية

بدأت وينفري مشوارها المهني مراسلة في محطة إذاعية محلية WVOL، ليبدأ مشوارها الإعلامي وحياتها المهنية، وهي في عمر الـ17 كقارئة لنشرات الأخبار بعد الظهر.

وعقب تخرجها من الجامعة قامت وينفري بتحديثات للأخبار المحلية، والتي تسمى cut-ins في برنامج صباح الخير أمريكا.
وفي عام 1976 انتقلت للعيش في بالتيمور- ماريلاند، وقدمت هناك برنامج المحادثة The People are Talking حيث حقق العرض نجاحًا كبيرًا واستمرت فيه 8 سنوات.

اختيرت وينفري، من قبل محطة شيكاغو في يناير 1984 لتقدم برنامجها الصباحي الخاص A.M.Chicago وكان منافسها الأقرب إليها Donahue Phil.

وفي غضون أشهرٍ معدودة حصدت وينفري 100 ألف متابع إضافي، متجاوزةً بذلك Donahue ودفعت ببرنامجها من المراتب الأخيرة إلى المقدمة في التصنيف العام.

بعد 3 أشهر تم توسيع البرنامج الذي أُعيدت تسميته إلى عرض أوبرا وينفري، إلى ساعة واحدة، لتزداد شهرتها وتنهال عليها عروض سينمائية؛ شاركت وينفري في فيلم The Color Purple عام 1985 للمخرج Steven Spilberg، رشحت عن هذا الفيلم لنيل جائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد.

في عام 1986 تلقت وينفري جائزة خاصة من أكاديمية شيكاغو للفنون لمساهماتها الفنية، وحصلت على لقب امرأة الإنجاز من قبل المنظمة الوطنية للمرأة، أما برنامج أوبرا وينفري فقد حصل على عدة جوائز منها جائزة إيمي لأفضل برنامج حواري، وتم تكريم وينفري كأفضل محاورة.

برنامج Oprah Show

أطلقت وينفري برنامجها الحواري الخاص The Oprah Winfrey Show في 8 سبتمبر عام 1986، والذي جرى بثّه على 125 قناة، وتابعه 10 ملايين مشاهد. وفي عام 1998، أدرج Oprah Show في مجلة تايم، كأفضل برنامج تلفزيوني من القرن العشرين.

بعد فترة قصيرة حصلت وينفري على ملكية البرنامج من شبكة ABC حيث أعادت تخطيطه وتجهيزه بإشراف شركة إنتاجها الجديدةHarpo) ) ـ يمثل اسم الشركة الترتيب العكسي لأحرف كلمة (Oprah)

حصدت وينفري المزيد من الأموال من خلال بيع البرنامج للقنوات التليفزيونية. وفي عام 2002، أبرمت اتفاقًا لبث برنامجها عبر الإنترنت.

بعدها بعامين، وقعت عقدًا لاستكمال برنامجها الحواري حتى موسم نوفمبر 2010، وقد وصل حينها عدد القنوات التي تبث البرنامج إلى 212 قناة أمريكية، وتابعه ملايين المشاهدين في أكثر من 100 دولة على مستوى العالم.
وفي عام 2009، أعلنت وينفري عن اتخاذها قرارا بإنهاء برنامجها الحواري عندما ينتهي العقد مع شبكة ABC عام 2011، انتقلت وينفري بعد ذلك إلى شبكتها الجديدةThe Oprah Winfrey، وهي مشروع مشترك مع شركة Discovery Communications

بعد انتهاء برنامجها في 9 سبتمبر 2011 بقيت وينفري تساهم في تقدم وتنوع الإعلام في مجالاته كافّة من خلال شبكتها OWN .

في عام 2015 أعلنت وينفري أن استوديوهات شركتها Harpo الموجودة في شيكاغو سوف يتم إغلاقها من أجل إتمام عملية الاندماج مع شركتها الجديدة والانتقال إلى مقر رئاسة الشركة OWN في لوس أنجلوس.

وعن هذا تقول وينفري:” لقد حان الوقت للانتهاء من هذا الجزء من العمل وللانتقال إلى الأمام وسيكون الوداع محزنًا، لكنني أنظر إلى الأمام وأنا أعلم أن المستقبل يحمل لي أكثر مما يمكنني أن أرى”.

عادت وينفري للتمثيل في فيلم Greenleaf والذي يعتبر أول عمل تليفزيوني مكتوب تقوم به، حيث تم عرضه لأول مرة على شبكة أوبرا وينفري التلفزيونية OWN في يونيو 2016.

استضافت أوبرا وينفري في برنامجها العديد من الشخصيات العالمية من كافة المجالات، من بينهم مغني الراب مايكل جاكسون عام 1993م، وجرى بث الحلقة على الهواء مباشرة من داخل مزرعته نيفرلاند، وقد بلغت مشاهدة هذه الحلقة أكثر من 100 مليون مشاهدة حول العالم محققة أعلى نسبة مشاهدة لحلقة في برنامجها مما زاد من شهرتها عالميًا في أوائل التسعينات.

كما استضافت شخصيات سياسية اجتماعية بارزة مثل بيل كلينتون، هيلاري كلينتون، وكوندوليزا رايس.
وفي عام 2013 بثت وينفري لقاءها مع Lance Armstrong، الدراج الأمريكي الحاصل على جائزة طواف فرنسا للدراجات الهوائية 7 مرات والذي تم تجريده من جميع ألقابه في هذه المسابقة عام 2012 كعقوبةٍ لتعاطيه المنشطات.

اعترف أرمسترونغ، خلال المقابلة أنه استعمل المنشطات طيلة حياته المهنية في سباقات الدراجات الهوائية، ومنها هرمونات الكورتيزون والتستوسترون والإريثروبويتين (المعروف أيضًا باسم أي بي أو) ويقول: إنني مخطئ بشكل كبير. أدفع الثمن الآن وأعتقد أن ذلك جيد، إنني أستحق ذلك”. وقد حققت هذه المقابلة عائدات بملايين الدولارات لشبكتها OWN.

وتقول وينفري عن لقائها مع أرمسترونغ: “لم يعترف بالأسلوب الذي كنت أتوقعه، لقد كان ذلك مفاجئًا لي، وأود أن أقول عن نفسي وعن فريق العمل أننا كنا مسحورين ببعض إجاباته، شعرت أنّه كامل، كان وقورًا وجدّيًا وربما حضّر نفسه من أجل تلك اللحظات وأعتقد أنه وجد الفرصة والوقت المناسب ليقول ما قال، وفي النهاية الجميع كانوا منهكون جدًا”.

انجازاتها
ساهمت أوبرا وينفري بشكل كبير في عالم النشر من خلال إطلاقها مشروع Oprah’s Book والذي دفع بالعديد من الكتاب المغمورين إلى مراتب متقدمة في قائمة الكتاب الأكثر مبيعًا.

وفي عام 1999 ظهرت شركة Oxygen Media وكانت وينفري من المؤسسين لها، وكان الهدف من الشركة هو إنتاج الكابلات وبرمجيات الإنترنت للنساء، وبذلك ضمنت وينفري صدارتها لمجال الإعلام وكواحدة من أقوى وأغنى الناس في البرامج الحوارية. وفي مطلع الألفية الاولي، أصدرت وينفري مجلة The Oprah Magazine .

اتجهت أوبرا وينفري، إلى الأعمال الخيرية، حيث رصدت شركتها Angel Network قرابة الـ 51 مليون دولار، من أجل الأعمال الخيرية بما فيها تعليم الفتيات في جنوب أفريقيا، والإسعافات والمساعدات لضحايا إعصار كاترينا. فاستحقت أن تكون: “أعظم فاعل خير في التاريخ الأمريكي”، بحسب ما أطلقته عليها مجلة Business Week في عام 2005.

كما اهتمت وينفري بحقوق الأطفال، وفي عام 1994 وقع الرئيس كلينتون على مشروع قرار كانت وينفري قد اقترحته على الكونغرس، يهدف إلى إنشاء قاعدة بيانات وطنية تتضمن كل المحكومين بجرائم الاعتداء أو إيذاء الأطفال. وأنشأت مؤسسة The Family For Better Live، وقد حازت على جائزة بوب هوب الإنسانية من أكاديمية الفنون والعلوم التلفزيونية.

وفي سبتمبر عام 2002 تبرعت وينفري لجامعتها ـ جامعة ولاية تينيسي ـ التي تخرجت منها.

كما حصلت في نوفمبر 2013 على الميدالية الرئاسية للحرية من الرئيس أوباما تقديرًا لمساهماتها.

وتعتبر وينفري، أول امرأة سوداء تفوز بجائزة “سيسيل بي ديميل” الفخرية عن مجمل أعمالها، في حفل توزيع جوائز جولدن جلوب (الكرة الذهبية) في دورته الـ75 الذي أقيم في لوس أنجلوس، عن مجمل إنجازاتها الفنية والإعلامية.

عُرف عن أوبرا وينفري إرادتها القوية، فقد خسرت من وزنها الكثير، وشاركت بماراثون في واشنطن خسرت فيه ما يقرب من 90 باوند من أصل 150 باوند. وقد اعتبرتها مجلة Life المرأة الأكثر تأثيرًا بين بنات جيلها.

ثروتها
بلغت ثروتها عام 2003، مليار دولارٍ أمريكي مما وضعها في المرتبة 427 في اللائحة التي تضم 476 ملياردير.
وحسب تصنيف مجلة Forbes الأمريكية لعام 2005، فقد احتلت أوبرا وينفري المركز الثاني في قائمة أكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم الذي ضم 100 شخصية وصعدت وينفري لتحل محل ميل جيبسون من حيث الثروة فقد بلغ دخلها السنوي 225 مليون دولار، وبذلك اعتبرت وينفري أغنى امرأة أفريقية-أمريكية في القرن العشرين والمليارديرة الوحيدة ذات البشرة السوداء لثلاث سنوات متتالية.

حياتها الشخصية
لم تعش أوبرا وينفري حياة هادئة كباقي قريناتها، حيث تعرضت في سن الـ14 إلى حادثة اغتصاب على يد أحد أقاربها، ونتيجة لذلك حملت بطفلها الأول، إلا أن مولودها لم يكتب له العيش طويلًا، وتوفي مباشرة بعد ولادته بساعات قليلة، وحُرمت من نعمة الإنجاب.

وخلال مراهقتها، أدمنت وينفري الحبوب المخدرة والمهلوسة، وتطور بها الأمر إلى حد تعاطي الهيروين والكوكايين.
كانت أوبرا وينفري على علاقة بمدير العلاقات العامّة Stedman Graham منذ منتصف عام 1980، وخطباعام 1992 لكنهما لم يرتبطا بعقد زواج، وعاشا في شيكاغو.

* أقوالها
اشتهرت أوبرا وينفري بلقب “العاصفة التي لا تهدأ”، لكفاحها ودأبها المستمر على النجاح والتميز طوال مشوار حياتها، اعتبرها البعض شخصية ملهمة واتخذوها قدوةً لهم. ومن أقوالها:

• أعتقد أن كل ما يحدث في حياتنا له مغزى، وأن كل تجربة مهما كانت، تحمل رسالة ما، فقط إذا كنا مستعدين لقراءتها.
• كن شاكرًا على كل ما تمتلك من نعم ، فسوف يزداد كل ما لديك مع الوقت، لكن إذا قمت بالتركيز فقط على الأشياء التي لا تمتلكها، فلن تصل أبدًا إلى ما يكفيك .
• فكر دائمًا كالملوك؛ فالملوك لا يخشون الفشل لأن الفشل قد يكون خطوة جريئة نحو العظمة.
• ستجد الكثير من الناس يرغبون في الركوب معك في سيارتك الفارهة، لكن ما أنت بحاجة إليه حقيقة أن تجد من حولك من هو على استعداد أن يستقل الحافلة معك عندما تفقد سيارتك.
• تعلمت منذ الصغر أن أفضل طريقة لقمع العنصرية ضد العرق أو الجنس هي أن تتميز دائمًا وأبدًا، هكذا أدير حياتي.
• أعظم التحولات تأتي من أصغر التغيرات، تغيير بسيط في سلوكك يمكن أن يغير عالمك ويعيد تشكيل مستقبلك.
• لقد تعلمت أنه لا يمكن أن تحصل على كل شيء، وتفعل كل شيء في الوقت ذاته.
• متأكدة أن ما نُصر عليه هو ما نصبحه.
• لا أعتبر نفسي فتاةً فقيرة صعدت للشهرة؛ أرى نفسي شخصًا عرف منذ طفولته أنه مسؤول عن نفسه لذا عليه أن ينجح.
• الصراع الذي مررت به في حياتي، علمني التعاطف فانا أتفهم الألم، والهجران ، وأن يكون المرء غير محبوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى