«يا ولاد يا ولاد… تعالوا تعالوا… علشان نسمع أبلة فضيلة رح تحكي لنا حكاية جميلة».. نداء تربى عليه جيل كامل من الأطفال استمع لحكايات وحواديت فضيلة توفيق الشهيرة بـ«أبلة فضيلة» فى برنامجها الإذاعي «غنوة وحدوتة».
بكلمتها المميزة “حبايبي الحلوين” ضربت فضيلة توفيق موعدا ثابتا مع الأطفال بصوتها الدافئ الحنون، و اختارت أن تكون أختاً للأطفال، لا والدة لهم، وقرنت اسمها بلقب أبلة، بدلاً من ماما الذي كانت تختاره مذيعات برامج الأطفال
ولدت فضيلة توفيق فى٤ أبريل 1929م لأب مصري وأم تركية، وهي شقيقة الفنانة محسنة توفيق، ترعرعت في شارع الملكة نازلي (رمسيس حالياً)، ودرست في مدرسة الأميرة فريال ومن زميلاتها فاتن حمامة، وناريمان التي تزوجها الملك فاروق فيما بعد، وتخرجت في كلية الحقوق؛ وزاملت عاطف صدقي رئيس الوزراء الأسبق الدكتور أسامة الباز والدكتور فتحي سرور رئيس مجلس النواب الأسبق.
كان حلم فضيلة، العمل في الإذاعة، وهو ما تحقق بتعيينها مذيعة لنشرة الأخبار، وبعد ذلك اختارها الإذاعي محمد محمود شعبان «بابا شارو» عام 1959م لتحل محله في تقديم برنامج «غنوة وحدوتة» وانتقل هو إلى العمل بالتليفزيون.
أول مرتب حصلت عليه أبلة فضيلة كان 12 جنيها، وكان كبيرا بالنسبة لها لدرجة أنها كانت توزع نصفه على الفقراء، وبعد ما اشتهرت وأصبح صوتها معروفا وقبل شرائها لسيارة خاصة، كان سائقو التاكسى بعد معرفة صوتها يرفضون الحصول على أجرة منها، فكانت تصر وتقول لهم “خدوا الأجرة وهاتوا بيها حاجة حلوة لأولادكم.
استطاعت أبلة فضيلة، بصوتها الدافئ وطريقتها الشيقة السلسة أن تجذب الأطفال حتى نهاية الحكاية وبعد انتهائها تختم بجملة شهيرة توته توته خلصت الحدوتة، فكان الصغار ينتظرون برنامجها بشغف، ومن أشهر الحواديت حكاية عم الغلباوي، حكاية الكسلان، حكاية كوب اللبن وأشطر الشطار وغيرها من الحكايات التي قامت بما عجزت عنه النصائح والإرشادات٫
واستضافت أبلة فضيلة خلال برنامج «غنوة وحدوتة» شخصيات كثيرة بارزة منهم أديب نوبل نجيب محفوظ وأنيس منصور والدكتور فاروق الباز ومحمد عبد الوهاب وكامل الشناوى وسيد مكاوى وعبد الحليم حافظ والدكتور يحيى الرخاوى والسيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس الراحل حسنى مبارك. كما قدمت مجموعة من الأطفال الموهوبين مثل صفاء أبو السعود، وهاني شاكر، ومدحت صالح.
تولت منصب مراقبة برامج الأطفال 1960م، ثم مدير عام برامج الأطفال 1970م، فنائب رئيس الشبكة التجارية عام 1980م، قدمت على مدار مشوارها الإذاعي عدة برامج منها برنامج مستقبلي، ولكن يظل (غنوة وحدوتة) أشهر برامجها على الإطلاق.
تزوجت من كبير مهندسي الإذاعة المصرية إبراهيم أبو سريع وأنجبت ابنتهما الوحيدة ريم، وحصلت أبله فضيلة على وسام الاستحقاق من رئيس الجمهورية الأسبق حسني مبارك، وشهادة تقدير من الاتحاد السوفيتي ونقابة الصحفيين المصريين، ومن المركز الكاثوليكي للسينما باعتبارها صاحبة أجمل رسالة في عالم الطفولة، وتم تكريمها (أم مثالية للإعلاميين) في عيد الأم لعام 2016.
المصادر:
رائدات الإعلام المصري مسيرات مهنية من الصحافة إلى «ماسبيرو»
أبلة فضيلة.. طفلة عمرها 92 عاما..!
“توتا توتا” أبلة فضيلة.. صاحبة أجمل “غنوة وحدوتة” في عالم الطفولة
