إخلاء سبيل أيمن منصور ندا في اتهامه بنشر أخبار كاذبة.. القصة الكاملة للقضية
أخلت جهات التحقيق سبيل الدكتور أيمن منصور ندا، رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، على ذمة القضية رقم 9840 لسنة 2021 جنح التجمع الخامس، بضمان محل إقامته، ووصل إلى منزل فى ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء الموافق 16 نوفمبر 2021، وفقا لتصريحات صحفية أدلى بها المحامي محمد حلمي، دفاع ندا.
وتواصل المرصد المصري للصحافة والإعلام، مع المحامي محمد حلمي، للحصول على تفاصيل حول واقعة إخلاء السبيل والدور الذى قام به فى القضية، إلا أنه رفض التعليق، قائلا:”معنديش تفاصيل غير أنه تم إخلاء سبيله وأنه عاد إلى منزله”.
الدكتور أيمن منصور ندا هو أكاديمي مصري، حاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الرأي العام والإعلام الدولي من جامعة القاهرة، وعلى درجتي الماجستير والدكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة جورجيا الأمريكية، ودبلوم في إدارة المؤسسات الجامعية من جامعة سيراكيوز الأمريكية، وله 73 دراسة منشورة، و12 كتابًا فى مجالات الإعلام والرأي العام والاتصال السياسي، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية في الإعلام، وجائزة جامعة القاهرة التشجيعية في مجال الدراسات الاجتماعية والإنسانية، وعدة جوائز أخرى محلية وعربية.
ألقى القبض علي ندا فى أواخر شهر سبتمبر الماضي، وحققت معه النيابة العامة فى القضية رقم ٩٨٤٠ لسنة ٢٠٢١ جنح التجمع، والتى اتهم فيها بنشر أخبار كاذبة عن الإعلام المصري، و سب المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، و سب الهيئة الوطنية للصحافة، وقذف المجني عليه کرم كامل إبراهيم المكلف برئاسة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وسب المجني عليها رانيا متولي هاشم عبد الرحمن المكلفة بعضوية المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وسب المجني عليه عبد الصادق محمد عبد العزيز الشوربجي المكلف برئاسة الهيئة الوطنية للصحافة، و سب المجني عليه طارق على محمد سعده ” نقيب الإعلاميين.
البداية
كان الدكتور ندا قد بدأ في 20 فبراير الماضي في نشر سلسلة مقالات على شبكات التواصل الاجتماعي، وجه فيها انتقادات شديدة لأشهر الشخصيات الإعلامية التي تعمل في عدد من القنوات المصرية الخاصة، مثل عمرو أديب وأحمد موسى ونشأت الديهي، كما انتقد دور الأجهزة الرسمية في السيطرة وتوجيه الصحفيين والإعلاميين في مصر.
انتشرت مقالات أيمن منصور ندا بصورة واسعة وأثارت ضجة كبيرة في مصر، وخصوصًا في الأوساط الإعلامية، إذ بدأها بمقال يحمل عنوان “عمرو أديب.. بين الاستمرار والاعتزال”، ألمح خلاله إلى أن الإعلامي المصري الأشهر هو أحد الأسباب الرئيسية في تردي الحالة الإعلامية، وتضمنت مقالات أخرى مثل “إعلام النكسات.. من أحمد سعيد إلى أحمد موسى”.
ولكن المقال الذي أثار حفيظة السلطات كان بعنوان “رئيس تحرير مصر”، والذي اعتبر فيه أن هناك رجل واحد يقف “خلف المشهد الإعلامي ويمسك بكل الخيوط ويحرك كل العرائس”، مضيفا أن هذا الشخص “هو صاحب لقب (رئيس تحرير إعلام مصر) و(الرئيس التنفيذي لمصر) في المجال الإعلامي: المقدم أحمد شعبان”، وهو “ضابط مقرب بشدة من اللواء عباس كامل (مدير المخابرات العامة) ومن السيد/ محمود السيسي (ابن الرئيس المصري والضابط بالمخابرات العامة)”، واختفى المقال بعد ساعة من نشره، ليتفاجأ بإخطار من فيسبوك من قناة «بي إن سبورت» القطرية، تدعي الملكية الفكرية للمقال، ومن ثم تم حذفه.
ونشر أيمن منصور ندا، بعد ذلك، اعتذارا عن تعرضه بالاسم لأحد أفراد الجيش، ولكنه عاد لينشر مقالا بعنوان “ولا تزال المعركة مستمرة… إعلام البغال من أحمد موسى إلى كرم جبر”، تابع فيه انتقاداته القاسية لمهنية العاملين حاليًا في البرامج الحوارية، و متسائلًا بسخرية، عن دور المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الذي يترأسه الصحفي كرم جبر.
وأثارت هذه المقالات سلسلة من هجمات الإعلاميين الذين تعرضوا للنقد مثل أحمد موسى ونشأت الديهي، مستخدمين عبارات وصفات غاية في القسوة ضد أستاذ الإعلام، بالإضافة إلى المؤسسات والهيئات الإعلامية التي قدمت بلاغات إلى النائب العام ضد ما أسموه تجاوزات أستاذ الإعلام في حق الإعلام والإعلاميين المصريين، وقرر المجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة تقديم شكوى جنائية إلى النائب العام المصري بحق ندا، واتخاذ كافة الإجراءات، بحجة أن “ما كتبه يمثل جرائم سب وقذف في حق الإعلاميين في مصر عامة وفي حق بعض الزملاء”.
ولكن الإجراء الأول، كان ما اتخذته كلية الإعلام بجامعة القاهرة بوقفه عن العمل، بانتظار التحقيق في واقعة تعديه على وكيل الكلية الأسبق الدكتور بركات عبدالعزيز وخروجه عن التقاليد والأعراف الجامعية، وتم إحالته إلى التحقيقات، وتم استدعاء الطرفين، وذلك في إطار الإجراءات القانونية المتبعة في مثل هذه الأحوال وذلك وفقاً للوائح والقوانين المنظمة للعمل الجامعي.
وقالت الكلية، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إنه بناءً على الفعل والتعدي الذي وقع من الدكتور أيمن منصور والذي يجرمه قانون تنظيم الجامعات واللوائح الداخلية لجامعة القاهرة، قرر المحقق- وهو أحد كبار أساتذة كلية الحقوق- إيقاف الدكتور أيمن منصور ندا عن العمل حفاظًا على عدم التأثير على سير واستكمال التحقيقات التي يتم إجراؤها بكلية الحقوق طبقًا للمادة ١٠٦ من قانون تنظيم الجامعات.
وأضافت الكلية أن الشكوى تضمنت ارتكاب الدكتور أيمن منصور ندا، العديد من التجاوزات والمخالفات التي تتنافى مع قيم وتقاليد العمل الجامعي، وأن ما بدر منه خلال اجتماع لجنة الدراسات العليا بالكلية ضد زميل وأستاذ جامعي لها تاريخ طويل من العمل المهني والأكاديمي يعد خروجًا عن قواعد وقيم العمل الجامعي.
القبض عليه
استهدف ندا رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد عثمان الخشت في منشورات له على الفيسبوك واتهمه فيها بالفساد، وبعد سلسلة مقالات حول وضع الإعلام المصري وحول إدارة جامعة القاهرة واتهامه بالفساد المالي والإداري وسوء الإدارة.
قام ندا بكتابة مذكرة للخشت، وتم تسليمها لمكتب القائم بأعمال رئيس جامعة القاهرة الدكتور عثمان الخشت، صباح يوم الإثنين الموافق 9 سبتمبر 2021 يقول فيها إنه تقدم ضده ببلاغ إلى النائب العام (بلاغ رقم 37979 بتاريخ 29 أغسطس 2021) يتهمه فيه بإهدار المال العام في جامعة القاهرة، واستخدام منصبه العام لتحقيق منافع شخصية، والإساءة إلى سمعة الجامعة والتحقير من شأنها في المحافل الدولية، وتجاوز القانون، والتربح ومساعدة آخرين على التربح من الوظيفة، والتفريط في الحقوق المالية لجامعة القاهرة لدى الغير.
أضاف ندا إلى ذلك، أن إحالته للتحقيق (أحد عشر تحقيقًا خلال أسبوع واحد فقط) ينم عن كيد، وفيه تعسف في استخدام السلطة.
واستمر بعدها في الكتابة عنه بنفس الطريقة، إلى أن تم إرسال ورقة باستدعائه للتحقيق معه يوم الثلاثاء الموافق 12 سبتمبر 2021 الساعة 12 ظهرًا.
وظل في الاستمرار في الكتابة بنفس الشكل عن الخشت والكشف عن فساده الإداري والمالي، قام ندا بالذهاب إلى مباحث الأموال العامة، للإبلاغ والإدلاء بأقواله وتقديم المستندات اللازمة إزاء بعض القضايا.
وبعدها كتب مقالًا يوم الخميس الموافق 23 سبتمبر 2021، مهم عن كيف تحولت القضية بينه وبين الخشت من قضية شخصية إلى قضية عامة، حيث سرد بالمقال بداية علاقته الشخصية مع الخشت وما حدث بينهم من خلافات وبداية انتقاده له.
إلى أن تم القبض عليه يوم الجمعة 24 سبتمبر 2021، بسبب مقالاته عن الخشت، و تجاهلت سلطات التحقيق البلاغات التي قدمها ضد رئيس جامعة القاهرة.
أشارت الجزيرة إلى رسالة ندا عبر مجموعة تضم زملاء دفعته على تطبيق “واتساب” بـ سكرين شوت من الرسالة قائلًا نصًا:
“يتم محاكمتي وفق قانون الإرهاب وترويع وتعطيل مؤسسات تابعة للدولة.. وتم تجاهل التحقيق في البلاغات التي قدمتها ضد الخشت.
هيقتلوني بتهمة الإرهاب، أنا في قسم أول التجمع وجارِ عرضي على قاضي التحقيقات بكره لحبسي 15 يوم.
وذكرت الجزيرة أنها لم يتسن لها التأكد من صحة الرسالة أو مما تداوله النشطاء من مصادر مستقلة، كما لم يصدر عن السلطات المصرية تعليق حتى الآن.
المصادر: