هدى العجيمى..صوت الإذاعة الحنون
الإذاعية هدى العجيمى، هي واحدة من حبات عنقود الإبداع الحقيقى المتفرد فى تاريخ الإعلام المصري، كان لها دور عظيم فى الحياة الثقافية المصرية، فهى التى تبنت معظم أدباء مصر الشبان على مدار ربع قرن من السبعينات إلى التسعينات من خلال برنامجها الشهير مع الأدباء الشبان.
ولدت هدى العجيمي يوم 24 يونيو 1936 فى مدينة بور سعيد، وحصلت على ليسانس الآداب قسم ” اللغة العربية”، التحقت بالإذاعة في بداية الستينيات محررة بالأخبار ، وبعد فترة تقدمت لاختبار المذيعين ونجحت، وبعد تعينها مذيعة، اختارتها الإذاعية صفية المهندس للعمل معها مساعدة لها في برنامج “ربات البيوت” وأسندت إليها إخراج أطول مسلسل إذاعي ، وهو “عيلة مرزوق أفندي” .
قدمت العديد من البرامج ، من بينها: برنامج “إذاعة ترانزيستور” ، وفي مجال البرامج الثقافية قدمت برنامج “من سور الأزبكية” ، وبرنامج “عمل قدمني للجمهور” الذي جمعت فيه سير العمالقة في مجال الفن والأدب .
موقف كوميدي
فى عام 1965، كانت الإذاعية هدي العجيمي تسجل داخل استوديو 10 حلقة عن كيفية تحلي الأمهات بالشجاعة أمام أطفالها، وخلال التسجيل حدثت المفاجأة، فأر صغير تسلسل إلى الاستوديو، وبمجرد أن وقع نظر المذيعة عليها تملكها الخوف، وصرخت بأعلى صوت: “فار .. فار ..”، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 14 أغسطس 1965.
أسرع مهندس الصوت إلى الاستديو، وبدأ رحلة مطاردة الفأر الصغير، وبعد دقائق تمكن مهندس الصوت من الانتقام من الفأر الذي أثار الذعر للمذيعة، وأرداه قتيلا بعدها هدأت المذيعة واستأنفت حلقتها المثيرة جدا عن الشجاعة، وأنهت المذيعة الحلقة وبعد أن وصلت إلى باب الإذاعة تذكرت أنها لخوفها من الفأر لم تغلق الميكروفون، وبمراجعة شريط التسجيل ظهر أول الحديث في الحلقة عن الشجاعة، وفي وسطه صرخة ورعب من الفأر، فاضطرت المذيعة لإعادة التسجيل وقلبها يرتعد خوفا من شبح الفأر.
الأدباء الشبان
في بداية عام 1971 حصلت على بعثة إلى ألمانيا الشرقية “سابقًا” للدراسة في معهد برلين للدراما، والتدريب في برامج الشباب بالإذاعة الألمانية، وبعد عودتها ، قدمت برنامج “زهور وبراعم ” الذي كان نواة لبرنامجها ” مع الأدباء الشبان”، كما كان أيضًا نافذة للمواهب الشابة لعرض أعمالهم الأدبية علي الجمهور ، ومن خلال هذا البرنامج الذي جاء تتويجًا لأعمالها البرامجية، والذي استمر قرابة 25 عامًا، قدمت رسمًا تفصيليًا لخريطة الحركة الأدبية في أنحاء الجمهورية .
وكان البرنامج سجلاً وتسجيلاً حياً لكل جديد ومختلف فى فنون الأدب منذ عام 1971 وحتى عام 1996 عام خروجها إلى المعاش.
اختيرت عضوًا بمجلس إدارة اتحاد كتاب مصر من عام 1997 وحتى 2001، وحصلت على عدة جوائز منها جائزة “صندوق الأمم المتحدة للسكان” عن أحسن تغطية إعلامية لمؤتمر المرأة في بكين، وجائزة أحسن برنامج إذاعي عن استطلاع رئيس الإذاعة والتليفزيون حول البرامج الاجتماعية، ودبلوم من إذاعة كولونيا عام 1985، وجائزة صندوق الأمم المتحدة للمرأة عن أحسن تغطية إعلامية إذاعية لمؤتمر المرأة في بكين عام 1995.
المصادر:
الإذاعية الكبيرة هدى العجيمى: هكذا تحدث لى صاحب نوبل
هدى العجيمى : صوت بورسعيد البليغ
خلال حلقة عن شجاعة الأمهات.. المذيعة تصرخ: “فار في الاستديو”