أبو السعود محمد.. كاتب صحفي يحمل هموم المهنة
بطل هذا الأسبوع كاتب صحفي مهني و جاد وصاحب مواقف محترمة ونقابي سابق يحمل هموم المهنة على كتفه كان ولا يزال صوتا لزملائه.. فتعالوا بنا نتعرف على السيرة الذاتية الخاصة بالكاتب الصحفي أبو السعود محمد.
وُلد أبو السعود محمد، يوم السادس من يناير عام ١٩٨٠ بمركز دار السلام التابع لمحافظة سوهاج ، وبعد اجتيازه المرحلة الثانوية التحق بقسم الصحافة بكلية الآداب جامعة سوهاج، وهو القسم الذي تخرج فيه الكثير من كبار الصحفيين على مر العصور نظرا لأنه أول قسم تم إنشاؤه بعد كلية إعلام القاهرة.
كانت الكتابة الأدبية والشعر، من أهم الأسباب التى دفعت أبو السعود محمد لدخول المجال الصحفي، ففي صغره كان يحلم أن يكون شاعرًًا عظيمًا مثل عبد الرحمن الأبنودي.
تأثر أبو السعود فى بداية مشواره المهني بقامات صحفية كبيرة مثل أحمد رجب وأنيس منصور ومحمود السعدني، كما عمل فى العديد من الصحف منها المصري اليوم والأهرام والبوابة نيوز والأهالي وتاز الألمانية.
فى يونيو 2009، زار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مصر ، وبدأت الزيارة بلقاء الرئيس مبارك فى قصر القبة، بعدها ذهب إلى مسجد السلطان حسن، ثم اتجه بعد ذلك إلى جامعة القاهرة، لإلقاء خطابه التاريخي الموجه للعالم الإسلامى. وقبيل هذه الزيارة ألتقي أبو السعود بأحد العمال الذين كانوا يرصفون الطريق أمام جامعة القاهرة تمهيدا لاستقبال أوباما، وكتب عنه قصة إنسانية حصل الصحفي بسببها على جائزة القصة الإنسانية من نقابة الصحفيين عام 2009.
شارك في تأسيس أول وأكبر موقع تعليمي في مصر والوطن العربي تحت اسم السبورة، كما أسس عدد من أقسام التعليم في الصحف اليومية من بينها المصري اليوم والبوابة نيوز.
وكان من الرعيل الصحفي الأول المؤسس لجريدة المصري اليوم وأسس فيها أول لجنة نقابية في الصحف الخاصة وصل فيها لرئيس قسم الأخبار ثم مراسلا لها من ألمانيا، وأخيراً مستشارا للتحرير. و يتولى أبو السعود محمد الآن رئاسة تحرير الحدث نيوز كما يعمل باحثا في الدراسات الأنثروبولوجية.
🔹 العمل النقابي
يعتبر أبو السعود، أول صحفي يعمل فى جريدة خاصة (المصري اليوم) يحصل على عضوية مجلس نقابة الصحفيين، لذا يعتبر فوزه بعضوية مجلس النقابة لدورتين متتاليتين أكبر تكريم له من زملائه الصحفيين، خاصة أن جريدة “المصري اليوم” لا تشكل كتلة تصويتية كبيرة مقارنة بالكتل التصويتية الموجودة في المؤسسات القومية كالأهرام والأخبار والجمهورية، ووكالة أنباء الشرق الأوسط.
بدأ أبو السعود مشواره فى العمل النقابي عام 2011، حيث كان يرى أن هناك بعض الأشياء فى العمل النقابي لدية القدرة على تغييرها، وقد ترشح إلى مجلس النقابة 3 مرات لم يوفق في المرتين الأولى والثانية، وفاز فى المرة الثالثة فى انتخابات 2015، وبعد فوزه اختار الأعمال الصعبة مثل لجنة الاسكان، وكانت له بصمة واضحة فى هذه اللجنة.
🔹بصماته فى لجنة الإسكان
ونظرا لصعوبة تنفيذ مشروع إسكان خاص بالصحفيين، بحث أبو السعود عن بدائل مختلفة وحصل على إسكان اجتماعي للصحفيين، واستطاع من خلال التواصل مع المسئولين فى الاسكان وتحديدا الأستاذة مي عبد الحميد، أن يغير بعض البنود التى تسبب معوقات لحصول الصحفيين على شقق الاسكان الاجتماعي، ومنها مد الحد الأقصى لسن الحصول على الشقة من 50 إلى 55 عامًا، وأن تكون الوحدات السكنية فى محل العمل أو الميلاد أو محل الإقامة، وأن تشمل الشقق الصحفيين وأسرهم والعاملين بالنقابة، وكل النقابات المهنية الأخرى.
كما ساهم في توفير مقابر للزملاء الصحفيين، وحصل على وحدات سكنية للصحفيين الذين لديهم قدرة مالية كبيرة على الشراء داخل “مدينتي”، وقد استفاد من هذه الفكرة الشباب عبر حجز الوحدات والتصرف فيها بالبيع، بشرط أن توافق النقابة على البيع وأن تحصل على 20 ألف جنيه نظير الموافقة، الأمر الذى ساهم فى إدخال 7 ملايين جنيه إلى خزينة النقابة.
ويرى أبو السعود أن العمل النقابي له أكثر من جناح، وأن أهم أجنحة هذا العمل هو كيفية توفير موارد مختلفة للنقابة والزملاء بعيدًا عن الطرق التقليدية، ولذا تعرض لانتقادات كثيرة من قبل بعض الزملاء بسبب مشاريع “إسكان مدينتي”، وبسبب دعوته إلى إنشاء مستشفي استثماري للصحفيين يقدم خدماته للصحفيين وفى نفس الوقت يكون له جانب اقتصادي يزيد من موارد النقابة.
الكاتب الصحفى أبو السعود محمد، كان أحد المشاركين في إنشاء معهد تدريب نقابة الصحفيين، ليس هذا فحسب بل انقذ المشروع من عدم الاستكمال بسبب بعض الإجراءت النقابية التي كادت تتسبب في إعاقة تنفيذ المراحل النهائية له، ويرى أبو السعود، أنه يمكن الاستفادة من هذا المشروع فى تنمية الموارد المالية للنقابة من خلال السماح بتدريب طلبة أقسام وكليات الإعلام فى الجامعات المصرية، وعدم الاقتصار على تدريب الصحفيين النقابيين فقط.
🔹الشهادات المزورة
وبجانب ملف الإسكان، تولى أبو السعود خلال فترة عضويته بمجلس نقابة الصحفيين، ملف الشهادات المزورة، ودعا إلى تطهير النقابة من أصحاب هذه الشهادات، وبعد أن قطع شوطًا كبيرًا فى هذا الاتجاة بفحص عدد من الشهادات واكتشاف عدد من المزورين، لاقت جهوده انتقادات كثيرة من قبل أعضاء المجلس، حيث تحدث البعض عن صعوبة موافقة الجامعات على عملية الفحص أو طلب رسوم مقابل الفحص، وتخوف آخرون من أن الكشف عن الزملاء المزورين قد يشوه صورة النقابة أمام الرأي العام.
تعطلت الجهود التي قام بها أبو السعود فى كشف الشهادات المزورة لعدم وجود دعم ومساندة من قبل أعضاء الجمعية العمومية، ولكنه ساهم فى وضع العديد من الضوابط فى هذا الشأن؛ منها عدم اعتماد أي ورقة تأتي للنقابة على أنها شهادة تخرج، وإنما لابد أن تحتوى الشهادات على مواصفات معينة وأن يكون عليها أختاما معينة من المجلس الأعلى للجامعات ووزارة التعليم العالي وجامعة الأزهر.
وتولى في نقابة الصحفيين أثناء عمله النقابي عده مهام منها رئيس لجنة الإسكان وأمين الصندق المساعد وعضو لجنة القيد وسكرتير عام مساعد ، وكذلك قائم بإعمال سكرتير عام النقابة.
🔹 حلم شقة لكل صحفي
وﻷن الأحلام الكبيرة لا تتحقق فى يوم وليلة، يحلم الكاتب الصحفى أبو السعود محمد، بأن يحظي كل صحفي حاصل على عضوية نقابة الصحفيين على شقة بالتقسيط وبمساحة مناسبة ليبدأ بها حياته، أسوة ببعض المؤسسات الأخرى كالداخلية والقضاء.
شارك أبو السعود فى انتخابات مجلس نقابة الصحفيين التى عقدت فى عام 2021، ورغم عدم نجاحه فى هذه الانتخابات إلا أنه يرى أن خسارته منحه من الله، وذلك ﻷن مجلس النقابة الحالي به خلافات كثيرة، فهناك مجموعة تستحوذ على لجان معينة، ومجموعة ثانية جرى إقصائها، وهناك لجان لا يتولى أحد إدارتها، لذا فإن التشكيل الحالي كان سيعيقه عن القيام بعمله ويسبب له الكثير من المتاعب.
🔹 الحوار الصحفي
وانطلاقا من دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للحوار الوطني، دعا أبو السعود، مؤخرًا لفتح الحوار الصحفي بين أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين حول قضايا المهنة والعمل النقابي، تشمل دعوة الحوار كل الصحفيين والمختصين في الإعلام وليست مجموعة مختارة أو فئة منتقاة، بهدف تقديم وثيقة تقرير مصير المهنة بشكل واضحة للدولة تتضمن الحقوق المفقودة و الأهداف المرغوبة، والمسؤوليات المفروضة عليهم تجاه المجتمع.
🔹 عودة جديدة للكتابة الأدبية
ﻷنها الصحافة مهنة كتابة، فقد شغلته قليلا عن كتابة الشعر والقصص، وقد عاد إلى شغفه الأول عام 2021، برواية “وداع الياسمين”، التى تناولت رسائل حكاية شاب عربي سافر إلى ألمانيا، واستغرق في كتابتها سنتين كاملتين، ويجهز الآن بعض الأعمال الأدبية.
ولأن التعلم والتعليم شيء مفيد فى الحياة، التحق أبو السعود محمد بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة لدراسة “الأنثروبولوجيا”، هو قسم “علم الإنسان” ويتضمن الجانب البيولوجي كجسم الإنسان وتكويناته وبدايته، أو الجانب الثقافي وهي شيء مهم للعمل الكتابي سواء الصحفي والأدبي.
وبجانب هذا يعطي أبو السعود، بعض المحاضرات العملي فى كليات الإعلام بالجامعات المصرية، ويشارك فى تقييم مجلات التخرج لطلاب الإعلام.