حكاية أول صورة التقطتها كاميرا التصوير في مصر
حكاية أول صورة التقطتها كاميرا التصوير في مصر
قبل أكثر من مائة وثمانون عامًا، عندما علم محمد علي باشا، حاكم البلاد في ذلك الوقت، باختراع كاميرا التصوير بادر بجلب أوائل المصورين المحترفين الغرب إلى مصر ليوثقوا إنجازاته والتطور الحضاري الذي شهدته الدولة حينها، فكان ذلك سببًا في أن يترك لنا صورًا ولقطات لا تزال باقية، تعكس تفاصيل حياة المصريين البسطاء منهم والأغنياء.
بداية دخول كاميرا التصوير لمصر
فى نوفمبر عام 1839 جاء المستشرق الفرنسي والرسام المعروف “إميل جون هوراس فيرنيه” إلى مصر باتفاق مع الحاكم محمد علي باشا، حامًلا واحدة من الكاميرات القليلة التي صُنعت حينها في دول أوروبا، ليوثق بها صورًا متنوعة تعكس التطور الحضاري والنهضة العمرانية والصناعية التي شهدتها مصر في عصر الأسرة العلوية.
حسب حديث الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ المعاصر والحديث لمؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام،فإن محمد علي باشا كان رجلًا ذو عقلية متفتحة، يسعى دائمًا لفتح مصر على العالم الخارجي ونقل إنجازاته إلى خارج حدود البلاد، وبالتالي أصبح هناك حاجة مُلحة لتوثيق إنجازاته بالتصوير ولذلك دخلت كاميرات التصوير إلى مصر.
حكاية أول صورة لمصر
كانت أول صور “فيرنيه” المتميزة التي وثقها بعدسته لمصر، هي صورة لقصر محمد علي باشا في محافظة الإسكندرية، حيث كانت واجهة القصر الفخم أول ما وثقته عدسته لمصر ومن بعدها العديد من الصور التي تعكس التطور الحضاري في البلاد، وبحسب الدكتور جمال شقرة، لم يظل “فيرنيه” المصور الوحيد الذي وثق ملامح مصر، فبعد أن بدأت أربعينيات ذلك القرن توافد المصورين الأجانب، منهم سبعة مصورين معروفين بريطانيان، وخمسة فرنسيين.
فى الخمسينيات من القرن التاسع عشر تزايد عدد المصورين الأجانب الوافدين إلى مصر ليصل عددهم إلى 34 مصورًا أغلبهم من الأسماء المعروفة فى أوروبا وقتها، أهمهم المصور الفرنسي “فليكس تينار” الذي وثق مصر بعدسته من خلال سلسلة من الصور و طبع نحو 160 صورة عن مصر فى كتاب بعنوان “مصر والنوبة”.