يعد فن الكاريكاتير أحد أبرز الفنون الصحفية ليس في مصر فقط، ولكن عالمياً، وقد مر الكاريكاتير بمراحل وتطورات كبيرة شأنه في ذلك شأن كافة الفنون الأخرى، فمن مرحلة التركيز على العيوب الآدمية وتضخيمها للسخرية عليها، إلى مرحلة الإضحاك وأخيراً الجدية والقدرة على توصيل كافة الرسائل بأبسط الطرق في الرسم والقدرة على التعبير عن أعقد الأفكار الفلسفية والاجتماعية والسياسية باللون وخلق الصورة الملائمة للفكرة. 

 

وفي كتابه “الكاريكاتير في الصحافة” – الذي نرشحه لكم/ن اليوم لقراءته، يصحبنا الكاتب الراحل دكتور حمدان خضر السالم، أستاذ الصحافة في كلية الإعلام بجامعة بغداد، في رحلة شيقة من التعريفات الخاصة بهذا الفن، ومدارسه المختلفة منذ نشأته حتى العصر الحديث ووصوله إلى أن يكون فناً قائماً بذاته وقادراً على حجز مساحة تفرد له صفحات بكبرى الصحف العالمية. 

 

كما يشير خلال الكتاب إلى ارتباطه بكبرى الأحداث الثورية والتغيرات السياسية التي حدثت على مدار التاريخ، وحضور هذا الفن بشكل أصيل ليغير من الأفكار كمثال لذلك على حضوره في الثورات وما بعد الحرب العالمية الثانية وفي فترة الإصلاح الديني في ألمانيا في القرن السادس عشر. 

  

 

من أجواء الكتاب

 

كما يتناول الكاريكاتير الحياة اليومية، فإنه يتناوب أيضاً الجوانب الفلسفية والتأميلة والفكرية، وكذلك الشؤون الاقتصادية كالإعلان والسياحة والتوجيه الصناعي، والسلامة المهنية وغيرها. 

 

وقد تساهم الرسوم الكاريكاتيرية في الحملات الصحفية أو السياسية حتى أنها أخذت تحتل في معظم الصحف مكاناً ثابتاً في صفحة الافتتاحيات والتي غالباً ما ينسجم منطوقها مع الافتتاحية الرئيسية اليومية. 

 

 وكانت الرسوم الكاريكاتيرية وظفت في الدعاية السياسية منذ وقت مبكر في أوروبا فقد كان المصلح الديني مارتن لوثر أول من استعمل الرسوم الكاريكاتيرية اللاذعة على نطاق واسع في خدمة حركته. إذ كتب لوثر عام 1525 خطاباً تحدث فيه عن تأثير الرسوم والأغاني والفكاهة.. وقد أدت فكرة لوثر مهمتها خير أداء، حتى أن أحد مؤرخي البابا ليو العاشر الكاثوليكيين، يعزي نجاح حركة الإصلاح الألمانية إلى استعمال الكاريكاتير في الدعاية، وكانت رسوم الإصلاح الديني هذه تتفاوت بين ما يرضي العامة وما يروق للخاصة. 

 

عن الكاتب: 

 

قام بتدريس مادة مناهج البحث العلمي للدراسات الأولية والعليا في بغداد.

 لديه كتابان مطبوعان الأول بعنوان “صحافة السخرية والفكاهة في العراق”، والثاني بعنوان “الكاريكاتير في الصحافة”. 

أشرف على العديد من طلبة الدكتوراة والماجستير والدبلوم العالي ولديه العديد من البحوث العلمية والمشاركات في المؤتمرات العلمية.