بمجرد إعلان دار الإفتاء المصرية موعد أيام الشهر الكريم، انطلق أطفال مركز أبنوب التابع لمحافظة أسيوط، لتجهيز الزينة من أوراق قديمة وخيوط ومواد لاصقة لإعداد الزينة الرمضانية، وتعليقها على شرفات المنازل وساحات الشوارع.

 

لم يعتمد الصغار على شراء الزينة الملونة الجاهزة، بل يحرصون كل عام على صناعتها بأيديهم كما علمهم آبائهم معتبرين ذلك من أهم مظاهر الفرح عندهم منذ الزمن القديم.

 

كواليس الصورة

 

انتهت صلاة العصر من نهار اليوم الأخير في شعبان، وهدأت حرارة شمس الصعيد قليلًا، فانطلق أطفال “أبنوب” خارج المنازل مجتمعين في مكان اتفقوا عليه مسبقًا، لتجهيز زينة رمضان بكافة مراحلها، واقتسموا المهام بينهم، وحسب رواية المصور أحمد مصطفى، صاحب الصورة في حديثه مع المرصد المصري للصحافة والإعلام، منهم من تولى تقطيع الأوراق البيضاء من كشاكيل المدارس، وقصها بالشكل الذي يظهر في نهاية الخطوات معالم فانوس رمضان، ومنهم من يتولى إعداد العجين المصنوع من النشا والماء لاستخدامه في اللصق، وآخرون يتولون مهمة لصق الأوراق.

 

بمجرد أن انتهى الأطفال من خطوات إعداد زينة رمضان يتولى شباب المنطقة تعليق الزينة بامتداد الشوارع، في مشهد احتفالي يجتمع فيه الصغار والكبار على عتبات أبواب المنازل كعادة قديمة توارثوها منذ القدم يحرصون على اتباعها كل عام رغم ظهور الزينة الجاهزة الملونة، حسب وصف المصور أحمد مصطفى.

 

المصور أحمد مصطفى

 

المصور أحمد مصطفى، هو مصور حر يعمل لحساب مؤسسة”يونيسف مصر” ومن أبناء محافظة أسيوط، ويحرص على المشاركة في العديد من معارض التصوير، آخرهم معرض للتصوير عن تراث الصعيد فى متحف الحضارة أقيم في بداية مارس الجاري، كما دشن المصور الصعيدي العام الماضي، معرضًا خاصًا للصور استعرض فيه تراث مركز إسنا بالأقصر تحت عنوان” إسنا كبسولة زمنية حية”.