#اسم__مستعار

قال موسى صبري عن محمد التابعي: لست أدري كيف أصف أسلوب التابعي لأنه مرتبط بعقلي وعاطفتي معا، وأبرز ما فيه أنه ينم عن قدرة على التعبير وفيها إعجاز وهذا أصعب ما في صناعة القلم، فليس المهم أن تكون الفكرة واضحة ومدروسة في نفس الكاتب بقدر أن يكون هو قادرا على عرضها في وضوح هو يستطيع أن يبسط الفكرة في كلمات معدودة، ويضع العبارة الصحيحة في مكانها الصحيح دون تزايد أو إطالة.

بينما وصفه الكاتب الساخر كامل الشناوى بمنقذ الصحافة حيث استطاع أن ينقذ فن الصحافة من السجع والمحسنات اللفظية وأدوات التجميل، وأن يخلصها من طنين المبالغة واصطناع البلاغة،وبهذا التجديد الجريء استطاع أن يتواصل مع القارئ المصري الجديد، أي المواطن.

دخل التابعي الصحافة بسبب غيرته على وطنه من الإنجليز حين كان طالبًا وقرأ مقالًا في جريدة الإيجبيسيان يُهاجم مظاهرات 1919، فقرر أن يكتب مقالة بالإنجليزية يُهاجم فيها سياسة الإنجليز ويرسلها للجريدة ذاتها، وتفاجأ أن الجريدة نشرتها وفي مكان بارز.

نشأت صداقة بين التابعي ورئيس تحرير الإيجيبسيان وقتها وحضرا معًا مسرحية “غادة الكاميليا” وحين أنتهى العرض سأله رئيس التحرير عن رأيه فقال أن الممثلة روز قد قامت بدورها بشكل جيد بينما انتقد أداء يوسف بك وهبي، وفي اليوم التالي كتب مقالة نقدية عن هذا ومن وقتها توالت مقالاته النقدية بعدما أنضم لجريدة الأهرام.

فبحسب ماذكر التابعي إنه بدأ حياته الصحفية الجادة عام 1924 تحت اسم مُستعار وهو “حندس” والذي يعني الظلام الدامس؛ كان يوقّع مقالاته النقدية بهذا الاسم في جريدة الأهرام، لإنه كان يخشى المسؤولية كونه موظفًا في قلم الترجمة بمجلس النواب.

ويقول الأستاذ كمال الملاخ عن مقالاته الفنية أنها تميزت بالسخرية وبالانتقاد المتزن، وبالرغم من شهرته بالهجوم على يوسف بك وهبي لكنهما أصبحا صديقين وقال عنه وهبي” التابعي كان بارعًا أن يعطيني السم مغلفًا بالسكر”.!