كتاب “الصحافة النسائية وتاريخها في مصر” لـ نبيل السمالوطي

طالت أحوال المرأة المصرية تطورات جذرية تستحق الكتابة والتأريخ، فعلى مر العصور، دونت صحفيات وأديبات وجهات نظرهن تجاه تغيرات الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية، على صفحات أكثر من ستين صحيفة ومجلة نسائية مصرية، تناولت قضايا المرأة المصرية وأحوالها في كل مجتمع.

ويعد كتاب الصحافة النسائية وتاريخها في مصر، حصيلة رحلة بحث ودراسة قام بها المؤلف نبيل السمالوطي، في واحد ضمن أبرز الكتب التي تؤرخ لتطور الصحافة النسائية، وترصد دور الصحفيات في تغيير وجه الكتابة في مصر، كما يتتبع خلاله تاريخ المجلات والصحف التي عبرت عن لسان حال المرأة في مصر، ومنها: “الفتاة، مرآة الحسناء، أنيس الجليس، المرأة في الإسلام، العائلة، فتاة الشرق، السيدات والبنات، الزهرة، الريحاني، الجنس اللطيف، وغيرها”.

في بداية الكتاب، رأى المؤرخ الصحفي نبيل السمالوطي أنه من الأهمية البدء بالحديث عن تاريخ المرأة المصرية في المجتمع المصري الفرعوني القديم، بقدر ربط الماضي بالحاضر وبيان تأثر النساء بالمعتقدات والتقاليد والعادات والأديان، من خلال ما دلت عليه النقوش والصور على الجداريات الفرعونية.

ثم يمر بالعصر الحديث ودراسة كيفية انطباع تلك التغيرات على مزاج الصحافة في مصر، وصناعة جرائد ومجلات تناقش قضايا المرأة على وجه التحديد، وتظهر ما في المجتمع من تناقضات ومفاهيم جديدة.

يبدأ الفصل الأول مع استعراض لتفاصيل تأسيس أقدم المجلات النسائية المصرية، مجلة “الفتاة”، الصادرة عام 1893 لصاحبتها هند نوفل اللبنانية الأصل، والتي أطلقت أولى أعداد المجلة في الإسكندرية، لتنتقل بعد ذلك إلى القاهرة.

ووصفت المجلة نفسها بأنها علمية أدبية تاريخية فكاهية، وجاء في الكتاب على لسان رئيسة التحرير: ” أن المجلة سوف تصدر مرتين شهرياً، بدون خلل في مواعيد طبعا وإدارتها، مقتطفة أهم الأخبار وأشهر الحوادث، وأحسن المواضيع وألطف الروايات والفكاهات التي تجعلها كزهرة يطيب للأنفاس طيب شذاها وهي مستعدة لنشر ما يرد لها من الرسائل والمقالات “من نثر وشعر” سواء كان من أقلام الرجال أو من أقلام السيدات في كافة المواضيع التي من شأنها تعزيز الفضيلة والنهضة الأدبية النسائية، وخصوصاً في المناظرات العلمية والأدبية، مع الواجبات البيتية والحقوق الزوجية واﻷشغال اليدوية”.

وتفاخرت هند نوفل بمجلة الفتاة قائلة عنها أنها باكورة جرائد النساء في الشرق، وأنها أنشأت لتدافع عن الحق المسلوب، وتستلفت الأنظار إلى الواجب المطلوب.

في نهاية الكتاب، أفرد الكاتب فصلاً كاملاً لمجموعة كبيرة من رسومات كاريكاتيرية ﻷشهر رسامي الكاريكاتير، وانتقى من رسوماتهم صوراً تعبر عن النساء وأحوالهن، وتسخر من الأزمات المجتمعية في قالب لا يخلو من الفكاهة والتجديد.