#اسم_مستعار

للأذكياء أقول، مواقف من السلوك الخاص، موعد معك، يفضلني أكثر بمايوة ازرق داكن، يوميات فتاة رصيّنة، في خطابات خاصة.

في الوهلة الأولى ومن عناوين هذه المقالات، ستعرف أنها امرأة، كاتبة، تُعبّر بشكل أنثوي عما يدور في خاطرها من أفكار جريئة في وقتها، توقع في نهاية كل مقال باسم “نادية”، ثم “نادية عابد”، لا تظهر أبدًا في أي لقاء ولا يعرف عنها أحد شيئًا، فكتبت لها “شريهان” ذات يوم: “نفسي أشوفك في الحياة، ولا أعرف لماذا يتغيب عنكِ التلفزيون كل هذا”.

والحقيقة أن “نادية عابد” لم تكن سوى “اسم مُستعار” للكاتب والمحاور مُفيد فوزي، ليُدوّن أفكاره وتطلعاته وخواطره عن المرأة، واستمر في ذلك لمدة 18 عامًا في باب أسبوعي في مجلة صباح الخير، ويقول المُحاوِر الشهير عن ذلك: “حبيت أقول إزاي ممكن يبقى تفكير امرأة مصرية عصرية”.

وكانت “نادية” هي أبنة لأحد السفراء، التقى بها مفيد فوزي في أمستردام، وجلس يحاورها لثماني ساعات متواصلة، ويقول في حوار له: “عندما تحدّثت مع نادية، أدركت أن المرأة ليست نصف المجتمع، وإنما هي المجتمع كله، فنادية أثبتت أن المرأة كائن جبار، عقرب ناعم، تستطيع بذكائها الشديد أن تبتلع الرجل”.

دخلت نادية عابد لكل البيوت المصرية، وأرسل لها القُرّاء عشرات الرسائل، وذات يوم اتصل رجل بمفيد فوزي يسأله أن يتواصل مع نادية عابد، التي تكتب في مجلة صباح الخير، فرد عليه أنها مسافرة، فقال المُتصل: “هذه امرأة لا تفهم أي شيء عن الرجال وعاوزة الضرب!”، فسأله مفيد فوزي: “ماذا حدث؟”، فأجاب الرجل: “لقد أثارت في بيتي لغطًا عندما كتبت إذا مد زوجك يده عليك فأطلبي الطلاق، وأنا تصرفت كذلك، ففي الصباح قالت لي زوجتي طلقني!”.

أصدر الإعلامي مفيد فوزي ثلاثة كتب تحت اسم نادية عابد، بعنوان “للأذكياء أقول”، ثم كتاب “الرومانسيات في زمن الجفاف”، وأخيرًا كتاب “ياحبيبي الذي أذكره”.