تنطلق اليوم بداية فعاليات حملة الـ16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، وهي حملة عالمية بدأت عام 1991؛ بهدف مناهضة جميع أشكال العنف والتمييز ضد النساء، في جميع أنحاء العالم.

واختارت الهيئة العامة للأمم، شعار “اتحدوا! الاستثمار لمنع العنف ضد النساء والفتيات”، موضوعًا لاحتفالية هذا العام (2023)، كما اختارت الأمم المتحدة هاشتاج #لا_عذر ليكون الهاشتاج الرئيسي للتدوين حول العالم.
تبدأ الحملة من اليوم 25 نوفمبر، وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، وتنتهي يوم 10 ديسمبر، وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
لم يزل العنف ضد المرأة والفتاة، واحدًا من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان شيوعًا في العالم؛ حيث تشير التقديرات إلى أن 736 مليون امرأة على مستوى العالم -أي واحدة من كل ثلاث نساء تقريبًا- وقعن ضحايا للعنف الجسدي و/أو الجنسي مرة واحدة على الأقل في حياتهن، وهذه آفة تفاقمت في بيئات مختلفة، بما في ذلك أماكن العمل، والمساحات عبر الإنترنت؛ وذلك بسبب آثار ما بعد الجائحة والصراعات وتغير المناخ.
كما تشير الإحصاءات إلى أن 86% من النساء والفتيات، تعشن في بلدان لا توجد بها أنظمة حماية قانونية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وأضيف إلى أنواع العنف نوع جديد فرضته التطورات التكنولوجية الحديثة، وهو العنف عبر الانترنت؛ حيث أشارت دراسة قام به الاتحاد الدولي للصحفيين (IFJ) إلى أن ما يقرب من ثلثي الصحفيات تعرضنّ للإساءة عبر الإنترنت، وأن نسبة 47% من هؤلاء لم يُبلغن عن تلك الإساءات، والتي تنوعت ما بين تهديدات بالقتل أو الاغتصاب، أو الإهانة، أو التحقير من العمل، أو التعليقات الجنسية، أو إرسال صور فاحشة، أو محاولات الاختراق للحسابات الشخصية، أو التنمر الإلكتروني، أو الملاحقة عبر الإنترنت.
على الصعيد المحلي، تتعرّض النساء في مصر إلى المضايقات اليومية، من تحرش جنسي ومضايقات تتكرر بشكل روتيني، كما تعاني النساء من الامتيازات الممنوحة للرجال في شتّى المجالات، ولا زالت الموروثات الاجتماعية والثقافية تلعب دورًا كبيرًا في منع المرأة من العمل، وعدم إعطائها حقوقها كاملة.
وفي القطاع الصحفي والإعلامي بشكل خاص، تتعرّض الصحفيات والإعلاميات لضغوط ومشكلات متزايدة عن نظرائهن من الرجال، ويواجهن هذه المشكلات فقط لكونهن نساء، كما تتعرّض الصحفيات/الإعلاميات للتحرش بصورة أكبر من غيرهن من النساء، وينتج عن هذه النظرة مشكلات تواجهها النساء داخل أماكن العمل وخارجها، مثل التمييز في الأجور، والتنميط، والنظرة الدونية لكفاءة المرأة مقارنة بالرجل، وأيضًا الفصل التعسفي، تحديدًا في أوقات الحمل وما بعد الولادة، وأخيرًا العنف المتزايد عبر الإنترنت.
في إطار ما سبق، وفي إطار حرصه وسعيه الدائمين إلى تحسين مناخ البيئة الصحفية والإعلامية في مصر، يطلق المرصد المصري للصحافة والإعلام حملة بعنوان “هن في الإعلام”، وذلك تزامنًا مع حملة الـ16 يوم لمناهضة العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي.
وتُعد هذه الحملة استمرارًا للأنشطة التي تقوم بها المؤسسة منذ 6 سنوات، في ضوء برنامج العدالة الجندرية.
وقد اختار المرصد عنوان “هن في الإعلام”، كعنوان سنوي دائم لحملة الـ”16 يوم”، واختار عنوان “هنا تتحدث الصحفيات” موضوعًا وهاشتاجًا لهذا العام، مع الهاشتاج العالمي #لا_عذر.

تهدف هذه الحملة إلى رفع الوعي المجتمعي بالمشكلات، وأنماط العنف التي تتعرّض لها الصحفيات/الإعلاميات، من خلال التدوين الصوتي لعدد من الصحفيات/الإعلاميات في جميع أرجاء مصر، ونعرض مجموعة متنوعة من التجارب النسائية المٌلهمة؛ ليكون المرصد -كما كان دائمًا- منصة آمنة لصوت الصحفيات/ الإعلاميات، وحكاياتهن.
كما تهدف هذه الحملة إلى رفع الوعي المجتمعي بأحد أنماط العنف الجديد والأكثر انتشارًا، وهو العنف الواقع على الصحفيات/ والإعلاميات عبر الفضاء الإلكتروني، من خلال ورقة بحثية تحت عنوان “العنف والإساءة الإلكترونية الموجّه ضد الصحفيات/الإعلاميات في مصر”، نعرض فيها بعض صور العنف والإساءة الإلكترونية الواقعة على الصحفيات/الإعلاميات، والفجوات الموجودة في القانون المصري، فيما يتعلق بالحماية من العنف والإساءة الإلكترونية، وأخيرًا الدور الذي يجب أن تقوم به نقابة الصحفيين حيال ذلك.
وأخيرًا، فإن هدفنا الأساسي هو ترسيخ رؤى وأفكار، وتشجع المؤسسات الصحفية والإعلامية، على توفير بيئة عمل آمنة للنساء، بداية من التوقف عن تنميطهن، مرورًا بضرورة التمكين، وعدم اتباع أي سياسة إقصائية، كما نؤكد بدورنا على ضرورة تبني لوائح داخلية للمؤسسات، تضمن حقوق النساء العاملات بها، حال تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي، أو أي انتهاك من شأنه أن يلحق بهن، لكونهن نساء يعملن في الصحافة والإعلام.
نتطلّع لمشاركتكن، ووجودكن، وأصواتكن، التي تُلهمنا دائمًا، وتساعدنا في تكثيف جهودنا نحو تقديم ما يمكن تقديمه من أجل حياة مهنية أفضل، ومن أجل بيئة عمل مستقرّة وآمنة، ومٌشجعة للنساء على التحقق والإنجاز.