بيان ختامي المرصد يختتم حملة “هن في الإعلام”

بيان ختامي

المرصد يختتم حملة “هن في الإعلام”

تختتم مؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام حملتها السنوية “هن في الإعلام” والتي انطلقت يوم السبت 25 من نوفمبر 2024 وامتدت حتى اليوم الثلاثاء 10 ديسمبر والذي يوافق اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وذلك في إطار المشاركة في الحملة العالمية 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة. وقد اختارت الحملة “دور حضانة لرعاية الأطفال في المؤسسات الصحفية” موضوعًا لهذا العام مع الشعار العالمي “كل 10 دقائق، تُقتل امرأة. #لا_عذر، اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة”. 

هدفت هذه الحملة إلى رفع الوعي المجتمعي و التعريف بأشكال العنف التي تتعرض لها الصحفيات/ الإعلاميات، وتسليط الضوء على قضية حيوية تمسّ بشكل مباشر حياة الأمهات العاملات في المؤسسات الصحفية والإعلامية، وهي ضرورة توفير دور رعاية لأطفالهن، بما يساهم في تمكينهن من أداء عملهن بفعالية دون الشعور بالضغط أو القلق على رعاية أطفالهن.

جاءت هذه القضية ضمن أولويات المؤسسة جراء التحديات التي تواجه النساء العاملات في القطاع الإعلامي، حيث يتعين عليهن الموازنة بين مسؤولياتهن المهنية والأسرية، وتزداد هذه التحديات حدة في ظل غياب الدعم المؤسسي الكافي، عطفًا على أن توفير دور رعاية للأطفال في المؤسسات الصحفية لا يقتصر على كونه خدمة للأمهات العاملات، بل يعكس أيضًا التزام المؤسسات بتعزيز المساواة بين الجنسين وخلق بيئة عمل داعمة للجميع.

كما هدفت الحملة إلى ترسيخ رؤى وأفكار تشجع المؤسسات الصحفية والإعلامية على توفير بيئة عمل آمنة للنساء بداية من التوقف عن تنميطهن، مرورًا بضرورة التمكين وعدم اتباع أي سياسة إقصائية، وتبني لوائح داخلية للمؤسسات تضمن حقوق النساء العاملات بها حال تعرضهن للعنف الجسدي أو الجنسي أو أي انتهاك من شأنه أن يلحق بهن لكونهن نساء يعملن في الصحافة والإعلام.

ولتحقيق هذه الأهداف؛ قامت المؤسسة بإصدار ورقة بحثية بعنوان “النساء بين أعباء سوق العمل واﻷدوار الرعائية” كما أصدرت المؤسسة دليلًا تحت عنوان “الكتابة المراعية للنوع الاجتماعي:إرشادات وتطبيقات عملية”، عطفًا على تنظيم ثلاثة تدريبات وهم: كيف يعيد الذكاء الاصطناعي صياغة صحافة المرأة: تقنيات وممارسات حديثة، قدمته الصحفية إيمان الوراقي، التغطية الإعلامية لجرائم العنف ضد النساء: تعريفات وحلول للصحفية مارسيل نظمي والباحث القانوني محمود عبدالظاهر، أما التدريب الثالث كان بعنوان: العنف على أساس النوع الاجتماعي: الأنماط وطرق الحماية القانونية قدمته المحامية هالة دومة والمحامي والباحث أحمد عبداللطيف. 

كما أصدرت مؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام النسخة المطورة من لائحتها الداخلية سياسة مناهضة كافة أشكال العنف والتمييز، وذلك بناء على توصيات ومناقشات تتولى المؤسسة تنظيمها كل عام للخروج بنسخة متطورة ومواكبة للتغيرات التي تحدث حولنا، ضمانًا لتحقيق أقصى درجة من العدالة والشفافية وحفظ الحقوق، جدير بالذكر أن اللائحة في نسختها الأولى صدرت عام 2019.   

إلى جانب الأوراق البحثية، قمنا بإجراء مقابلات معمقة مع عدد من الصحفيات الأمهات لتتحدثن عن معاناتهن مع مؤسساتهن التي لا توفر لهن دور حضانات لرعاية أطفالهن، كذلك قمنا بنشر عدد 12 بروفايل قصير عن أهم النساء المؤثرات في الصحافة والإعلام، ورشحنا أكثر من 20 تحقيق وتقرير أبطالهن من النساء، وحرصنا على إنتاج تقرير تحت عنوان “بطلات في الظل: “أعباء مضاعفة” تتحملها زوجات الصحفيين المحبوسين” كان من المهم تسليط الضوء على الفئات النسائية التي تتحمل أعباء مزدوجة بسبب ظروف خارجة عن إرادتهن، إحدى هذه الفئات هي زوجات وبنات الصحفيين المحبوسين، اللواتي يواجهن ضغوطًا نفسية واجتماعية استثنائية، في ظل غياب الدعم الكافي والتحديات اليومية المرتبطة بالحرمان من الزوج والأب.   

في النهاية، يدين المرصد المصري للصحافة والإعلام كافة أشكال العنف الذي تتعرض له الصحفيات/الإعلاميات كونهن نساء، كما يوجه تحية لجميع النساء العاملات بمهنة الصحافة والإعلام في مصر، اللواتي يكافحن من أجل لقمة العيش وإثبات الذات في مجتمع لا يزال يفرض عليهن قيودًا طوال الوقت. وإيمانًا من المرصد بضرورة توفير مناخ مناسب للصحفيات/والإعلاميات بصورة عامة، والمغتربات منهن بصورة خاصة، يقدم المرصد مجموعة من التوصيات التي تتمثل في:

  •   نناشد الحكومة المصرية بالانضمام إلى والتصديق على الاتفاقية رقم 190 بشأن القضاء على العنف والتحرش في عالم العمل (C190).
  • ندعو جميع المؤسسات الصحفية والإعلامية لإقرار لوائح داخلية لمناهضة العنف والتحرش الجنسي داخل بيئة العمل لضمان الحماية الكاملة للصحفيات والإعلاميات.
  •  يجب إنهاء العنف الممارس ضد الصحفيات الحوامل، والذي يصل إلى الفصل التعسفي بسبب تنميطهن وتمييزهن تمييزًا سلبيًا .    
  • ضرورة إنشاء الحضانات في المؤسسات الصحفية التي يصل فيها عدد الصحفيات إلى 100 وإن قل عن ذلك على المؤسسات أن تعهد إلى دار حضانة في محيط العمل، تطبيقًا للمادة 96 من قانون العمل المصري.
  • تعزيز سياسات دعم الأمومة داخل المؤسسات الصحفية، حيث لابد من تطوير سياسات مرنة لوقت العمل تراعي احتياجات الأمهات العاملات، عطفًا على ضمان عدم تعرض الصحفيات للتمييز أو الانتقاص من حقوقهن الوظيفية بسبب الأمومة.
  •  إدانة ومنع التمييز وعدم المساواة بين النساء والرجال في الأجور وفرص التعيين والانضمام إلى نقابة الصحفيين.
  •  تفعيل دور لجنة المرأة بنقابة الصحفيين، والتواصل مع الصحفيات لا سيما المغتربات، من أجل توفير سبل الشكوى وإتاحة الحلول لما تعانيه الصحفيات/ الإعلاميات.
  •  ممارسة نقابة الصحفيين لدورها الرقابي على المؤسسات الصحفية بحيث تفرض عقوبات على تلك التي تمارس بشكل عمدي العنف أو التمييز تجاه النساء العاملات بها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى