شارك المرصد المصري للصحافة والإعلام، فى الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة، وأصدر بيانًا يوم 25 نوفمبر 2021، للتعريف باليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة، حرص المرصد على تقديم التحية لكل النساء العاملات في مهنتي الصحافة والإعلام، وأدان بأشد العبارات، أي شكل من أشكال العنف الذي قد يطالهن أثناء عملهن الصحفي والإعلامي

ودعا المرصد المصري فى بيانه، كافة السلطات المعنية، إلى القيام بدورها في توفير الحماية لكل العاملين والعاملات في مهنتي الصحافة والإعلام، كما أوصي المؤسسات الصحفية والإعلامية باتباع سياسة تمكين المرأة في الوصول إلى المناصب القيادية، كما أوصي المجلس الأعلى للإعلام بتبني مدونة سلوك تحد من ظاهر العنف ضد النساء ووضع عقوبات مغلظة على المؤسسات الإعلامية التي تنتهك حقوق النساء بشكل خاص، ووجه المرصد المصري للصحافة والإعلام سؤاله لنقابة الصحفيين، متسائلًا عن مصير لجنة حماية المرأة ورصد ومتابعة أوضاعها في أماكن العمل الصحفي؟، التي أعلنت النقابة عن نيتها في انشائها منذ عدة أشهر!، ويوضح المرصد أن أي تأخير في إنشاء هذه اللجنة تقع مسئوليته على نقابة الصحفيين، وهو اسهام غير مباشر في زيادة العنف الموجه ضد المرأة.

نص بيان اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة

 

كما أطلق المرصد فى هذه المناسبة حملة توعوية بالمخاطر التى تتعرض لها النساء العاملات فى مجال الصحافة والإعلام، ونشر قصص لبعض الصحفيات اللاتي تعرضن للعنف داخل مؤسساتهم بشكل أو بآخر.

 

للاطلاع على القصة عبر الفيس بوك اضغط هنــــــــــــــــــــــــــا

فيديو العنف الإلكتروني

فيديو التحرش الجنسي

“كانوا واعدني بالتعيين وبعدين لما جيت خلفت قالولي مش هينفع تتعيني عشان خلفتي، ودلوقتي معاكي طفل ومش هتقدري تجيلنا ومش هتقدري تنزلي تغطي، وشغلك هيقل، فاعتبري نفسك فى إجازة مفتوحة، ولما نحتاجك هانقولك، وعينوا بدل مني صحفي مستجد عشان هو مش وراه مسئوليات وأنا كنت معاهم سنة بتطحن انفرادات وشغل، وفضلت أحاول معاهم وقلت لهم هشتغل من غير فلوس خالص فى مقابل التعيين، قالولي أنت بتساومينا عالتعيين ورفضوا”.
الصحفية(ر.ع) مش وحدها اللى بتعاني من مشكلة مع المؤسسة اللى شغاله فيها، فيه مئات الصحفيات فى مصر بيعانوا من نفس المشكلة.
جانب من ورقة بحثية بعنوان “نظرة حول أوضاع الأمهات العاملات فى المجال الصحفي”، للاطلاع المزيد اضغط على الرابط التالي: https://2u.pw/XtIyh
الصحفية (م.ص) :
“اشتغلت فى مؤسسة صحفية قومية من غير عقد عمل لمدة 6 سنوات، وبعد إدراج اسمي فى قوائم الصحفيين المرشحين للتعيين، فوجئت بحذف اسمي من تلك القائمة، سألت إدارة المؤسسة عن السبب، يا جماعة أنتوا شيلتوا اسمى ليه؟!، أنا ليا الأولوية عن ناس تانية!
فتلقيت إجابة صاعقة صدمتني، وهى إحنا عرفنا إنك كمان أسبوع هتتجوزي وهتاخدي إجازة الجواز، قولتلهم إجازة الجواز دي 10 أيام أو أسبوع، وهعمل شغلى اللى يغطيني الـ10 أيام دول، و لو فيه حاجة تانية إحنا مع بعض على التليفون، ردوا رد غريب وقالولى أنت أخدتي نصيبك واتجوزتي سيبي بقي الرزق لحد تاني، إية علاقة إني اتجوزت بإن فلانة تتعين مكاني عشان ده رزق”
كررت المؤسسة نفس التعنت معي وحذفت اسمي من قوائم التعيينات بسبب حملي: وقالت لي الإدارة : أنت هتولدي ولما تولدي هتاخدي إجازة وضع 3 شهور، والمفروض إن ال3 شهور دول هما الاختبار اللى انت بتتحطي فيه بعد التعيين، وبعد ما ولدت حصلت تظلمات بعدها بأسبوع وأنا أخدت إجازة وضعي شهر، وحبيت أرجع اشتغل بعد الشهر عشان اقدم فى التظلمات فرفضوا التظلم بتاعي بحجة إني لسة والدة وإن أنا فى حالة إجازة وضع ، حتى بعد ما كسرت الإجازة ونزلت رفضوا بردو”.
جانب من ورقة بحثية بعنوان “نظرة حول أوضاع الأمهات العاملات فى المجال الصحفي”، للاطلاع المزيد اضغط على الرابط التالي: https://2u.pw/XtIyh
بعض الدول أذكر منها الهند وإيطاليا تمنح المرأة ما يعرف بـ إجازة الطمث، وتوجد دول أخرى تمنح نفس الإجازة، وتتنوع بين مدفوعة وغير مدفوعة الأجر، ورغم أن إرهاق الدورة الشهرية غالبا ما يكون خارج إرادتنا نحن الإناث، إلا أننا نرتضي أخذ هذا اليوم إجازة غير مدفوعة الأجر، في مقابل أن يشعر مرؤوسينا (من الرجال غالبا) بتلك الآلام الدامية التي تبدأ أحيانا من الرأس إلى أخمص القدمين، حيث تشعر الإناث بفوران الألم في كل جزء من جسدها، ليصبح الفراش في هذا الوقت هو أفضل صديق يمكن معانقته، للاستلقاء، ولممارسة بعض الأوضاع التي تساهم في تخفيف الألم، والتي يستحيل عملها في المؤسسات الصحفية، لتتحول الأنثى في هذا اليوم إلى كائن منطفئ منكفئ على مكتبه بمزاج سيئ وألم أكثر سوءا، لا تقوى حتى على الرد.
في المؤسسات الصحية، وخاصة في مجال العمل فيما يخص المرأة تجبرنا التغطيات الإعلامية للأخبار المحلية والدولية على التعاطي مع حقوق النساء بالخارج، وهو ما عرضني للانتقاد، والألم في آن واحد، حينما تحدثت بجرأة عن حقنا في مصر بل وفي كل العالم في إجازة طمث تيمنا بإيطاليا (وهي آخر الدول المانحة لهذا الحق)، فكانت الردود من رؤسائي في العمل (الإناث قبل الذكور) عنصرية ومؤلمة، فطبيعة خلق الأنثى، هي سبب دورتها الشهرية، فلماذا سمعت عبارات مثل:
(والله اللي مش قد الشغل متشتغلش).
و(ده لو كل واحدة أخدت إجازة عشان الدورة الشهرية الجرنان كله مش جاي).
(إجازة دورة آه وماله.. طيب يلا على المطبخ).
و(صحيح ناقصات عقل).
وغيرها من العبارات العنصرية ضد المرأة والتي ترسخ للاختلاف النوعي والجندري، ألم شديد وعنف شعرت به في مؤسسات يجب أن ترسخ لحقوق المرأة وتنتزعها لهن من مؤسسات الدولة والمجتمع.
أرسلت إحدي الصحفيات إلى المرصد المصري للصحافة والإعلام، هذه الشهادة بمناسبة حملة الـ16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة ، وتحدثت فيها عن حرية الملبس، وجاءت كالتالي:
الحرية في الملبس، حق يكفله الدستور والقانون، وأعمل في مهنة تعلم تلك الحقوق للناس، فالصحافيات بالتبعية يجب أن يكن هن الأكثر استخداما له، خاصة في أماكن العمل والتي من المفترض أن تكون بيئة مناسبة تماما لممارسة الحق الطبيعي في أن ارتداء الملبس، ولكن بعض المؤسسات الصحفية تسلب هذا الحق وكأنه حقهم في اختيار شكل الصحفية التي تلائم أفكارهم.
إذا كنتِي محجبة قد تتعرضين للانتقاد، ولكن جهنم تفتح مصراعيها عليك إذا كنت غير محجبة، وارتديتِ ملابس لا تتماشى مع أفكار بعض زملاء العمل، حيث تجدين أفكارهم هي المسيطرة ووجهات نظرهم هي السائدة، ويبدأ التنمر والتضييق وتبدأ عبارات سلب الحق والمضايقات تقال مثل: (مفيش بنت تلبس كدة) و(اعملي حساب أن في رجالة وشباب) ويبدأ (العيب وميصحش) في الظهور من القاع، وحتى إذا كانت ثقافة البنت وتربيتها تبيح لها ارتداء ما تراه مناسبا من الملابس يُنعت البيت كله بالـ(متسيب)!
كان هذا الموقف ظاهرا بشدة خاصة في المؤسسات الصحفية الصغيرة أو كما نطلق عليها (تحت بير السلم) وهي ما أضفت صبغة (سوء السمعة) على بعض الصحافيات!
أما المؤسسات الكبيرة، -حيث تنقلت بطبيعة عملي بين أكثر من مؤسسة-، فبعضها مارس معي تلك المضايقات على استحياء ما جعلني أتساءل كيف يكون وسط المفكرين والأدباء بهذه السطحية والسذاجة؟!، ولماذا يحكم علينا نحن الإناث بملابسنا وشكلنا وهيئتنا بينما الذكور ينعمون بكافة الحقوق والحريات؟!!
لا أستطيع نسيان بعض المواقف التي جعلتني أشعر بعدم الصدق أحيانا من قبل صانعي تلك المهنة، وأذكر بعضها فيما يأتي:
حينما أجبرني مديري على عدم ارتداء سروال عصري على أحدث موضة ولكنه يظهر الركبتين (متجيش كدة هنا تاني يا إما هتمضي استقالة).
أو حينما باغتتني نائبة رئيس القسم بمزاح اعتبرته سخيفًا (هو باباكي سايبك تنزلي كدة ليه؟) بسبب تي شيرت بدون أكمام!
وثالثة رفعت ملابسي من منطقة الصدر عنوة (متلبسيش مفتوح في الشغل تاني).
أشكال العنف متعددة، ولكن أكثرها ضيقا هي المغلفة بصبغة الأخلاق والكبرياء وادعاء الحريات على عكس الباطن.
تعاني الصحفيات المصريات من عدم عدالة فيما يخص أوضاعهن في مهنة الصحافة بالرغم من تواجدهن بشكل قوي في المؤسسات الصحفية.، وفى هذا السياق تروي إحدي الصحفيات:
“عدد الصحفيين والصحفيات كان متماثل تقريبًا، ولكن هتقولي مين اللى ماسك الأقسام أكتر فكانوا رجالة، هو مابيتقالش الأسباب صراحةً، بس فكرة إنه راجل وأعرف أجيبه من بيته فى أي وقت
وفي النهاية الصحافة هي انعكاس للمجتمع اللى أنتي عايشة فيه بكل طبقاته.. بكل طرقه الفكرية المختلفة، بما فيها الطرق التقليدية والمتخلفة.
ومكنش بيتقال صراحة فى وشي إننا بنفضل الذكور على الإناث بس كان بيتقال بشكل عام وهزار إحنا مش عايزين بنات بقى فى الجرنال، تاني المجال ده مش محتاج ستات، عشان لو وراها حاجة أو كدة مش هاتعرف تقوم بالمهمة دي، لكن الراجل هنعرف نجيبة فى أي وقت.. هي بتتقال بهزار بس ببقي عارفة إنهم فعلاً مؤمنين بكدة.
والحقيقة بغض النظر عن فكرة راجل أو ست، ده أحد أسوأ الحاجات فى الصحافة، بيتعاملوا مع الصحفي/ة إنه مالوش أهل أو حياة، ومفروض ي/ تكون متاح/ة 24 ساعة ولما كنا بنتكلم على فكرة إنه فيه شفتات كان يتقلنا أنتوا صحفيين/ات مش موظفين/ات تليفون الصحفي/ة ميتقفلش.. أي وقت ما نكلمكم نلاقيكم.. لكن فى الحقيقة بيتعامل معاك فى كل حاجة إدارية على أنك موظف/ة مش صحفي/ة، عندك مواعيد انصراف وحضور وها تتأخر أو تتأخرى يبقى لازم تعمل/ي إذن مسبق، بالإضافة لو فيه حاجة برة المواعيد دي لازم تنزل طبعا أو اشتغل فقمة الإزدواجية فى المعايير”.
جانب من ورقة بحثية بعنوان “الفجوة بين النساء والرجال في بيئة العمل الصحفي “، للاطلاع المزيد اضغط على الرابط التالي:https://www.eojm.org/?p=4470
لا يظهر التمييز والعنف ضد النساء فقط من خارج مؤسسات العمل، بل يظهر أيضًا في المؤسسات التي يعملن بها، ففى دراسة بحثية أجراها المرصد المصري للصحافة والإعلام، روي عدد من الصحفيات قصص تحرش تعرضن له من قبل رؤسائهن في العمل، وتقول إحداهن:
“كان فيه جريدة عاملة إعلان إنها بتقبل طلبة جامعيين وحديثي التخرج وتعينهم بشكل سريع وده مكنش بيحصل بشكل سريع، والكلام ده كمان كان في 2013، والصحافة كانت بتقفل وكان تصفية كبيرة في أعداد الصحفيين فكانت فرصة مهمة بالنسبة ليا، قدمت واتقبلت وبعدها المدير اختار 4 من البنات وبدأ يقعد معانا كل واحدة لوحدها، وقال إنه هيعملنا اختبارات نفسية واختبارات معينة عشان قال إنه شاف فينا بنات تنفع في التحقيقات، وفينا نوع من الجرأة والحماس، وشايف فينا نفسه وهو صغير.
في الأول فعلا كان بيكلفني بمهام صحفية وبيدربني، بعد كده لاحظت إن الصحفيات عنده أكتر من الولاد، وكل يوم بروح بلاقي صحفية مشيت من المعينين وكنت بستغرب جدًا وألاقي مشاكل واسأل ليه يقولولي بيتعامل وحش، البنات في الوسط الصحفي بتاعنا ما بتتكلمش لأن ده هيعملهم نوع من الوصم.
كان بيقعد معايا يقولي إزاي وصل وبقى رئيس تحرير، وكان بيقولي إنه كان ممكن يعمل أي حاجة لدرجة إنه كان ممكن ينام مع مصدر عشان ياخد منها مستند ولا حاجة، وقالي لو أنت عايزة تبقي صحفية ما تتردديش إنك تعملي ده عشان تاخدي المعلومة، أنا مكنتش عارفة أمشي، كنت بسأل نفسي أمشي وهو قاعد ولا هتبقى قلة أدب؟، طب والصحفيين بيتكلموا في ده عادي كده ولا أنا اللي خام لسه.
تاني مرة قعدت معاه كان آخر يوم أروحه، إداني ميعاد أنا وبنت تانية الساعة 6 و7 بالليل، إحنا مكناش متعودين أصلا نقعد في الشغل لوقت متأخر زي ده، البنت خلصت معادها لحد ما أنا دخلت وفي الوقت ده الصحفيين بيمشوا فيه، والمكتب بدأ يفضى وأنا مش واخده بالي وكانت البنت التانية خلصت وماشية وكانت خارجة متنرفزة ومشيت وقالت إنها مش جاية تاني ومقالتش ليه فأنا بحسب إنه رفض شغلها مثلا .
ولما دخلت قالي أنت أكتر واحدة في المتدربات شبهي وأنا صغير، وابتدا يقولي طب أنا عاوز أعملك اختبار صغير كده، دلوقتي في تغطية ميدانية وكتير بنقابل ناس من كل الألوان والأشكال، فعايزك تقولي 10 شتايم من اللى الشباب بيقولوها مع بعضهم، أوسخ شتايم سمعتيها، فأنا اتصدمت.
وقالي اه افرضي أنت نزلتي تغطية وعملتي نفسك بياعة مثلا ، ووصلني لدرجة إنك لو معملتيش كده فأنت هتفشلي وبقيت تحت ضغط نفسي كبير جدًا إن أنا لو معملتش كدة فأنا مش مؤهلة.
قعدت يجي نص ساعة مثلا عشان أطلع شتيمة زي يا كلب ويا حمار مش الألفاظ البجحة اللي كان عايزني أقولها، فأنا قولتله مش هأقدر أعمل ده، فلقيته بمنتهى البساطة جه قعد جنبي في المكان اللي أنا قاعدة فيه وقالي طب بوسيني، وأنا قولتله إيه، أما هو حاول هو يعمل ده فأنا ضربته بالقلم وسيبته ومشيت، وأنا من بعد الموقف ده مثلا قعدت 8 شهور ما بنزلش أي شغل، أنا أول مرة أحكي الموضوع ده محكيتوش لأي بني آدم”.
للاطلاع على المزيد من قصص التحرش ضد الصحفيات اضغط على الرابط التالي: https://2u.pw/cNrKB
 

“مفيش مرة البنت جت تشتكي وكانت كدابة، مستحيل، مفيش واحدة بتدعي التحرش”، هو رأي أحمد خالد أحد العاملين في مجال الموارد البشرية في مؤسسات مختلفة، تنقل بين المؤسسات الصحفية وغيرها، وتخطت خبرته 13 سنة، وأوضح خالد أن المؤسسات الصحفية تعمل بلائحة داخلية ترسل في بداية العمل إلى مكتب العمل ليصدق عليها، ويجب ألا تكون مخالفة لقانون العمل.

وعدد خالد أسباب صمت الفتيات عن التحرش داخل المؤسسات الصحفية، أولها وقوعها تحت طائلة مديرها المتحرش، والذي ينكل بها ويؤذيها في عملها، وكذلك الوصمة التي يمكن أن تلاحقها بعد ذلك، وهنا يأتي دور الإدارة في توعية الفتيات بضرورة التحدث لأنها ستكون دوما داعمة لها، ولكن كثير من المؤسسات لا تعمل على ذلك.

في لوائح العمل الداخلية “التحرش” مصنف بأنه، “أي اعتداء جسدي ولفظي من موظف على موظف زميل”، وهو لا يقتصر على الفتيات فقط، بل هو أي فعل يصدر عن الفتيات أو الرجال، عنف جسدي، أو تحرش، أو ضرب أو سب من قبل أي موظف على آخر، فالتحرش غير معروف بمفهومه الدارج، وإنما هو اعتداء على المرأة.
ومن هنا يستطيع ممثل الموارد البشرة أخذ حق المعتدى عليه، بتحقيق ونقل من القسم مع الفصل بينهما، والخصم من الراتب، والإنذار بالفصل، ويمكن أن يصل الأمر إلى الفصل وغيرها من الإجراءات المتبعة، وذلك بعد التحقيق مع طرفي المشكلة ومراجعة كاميرات المراقبة التي أصبحت في كل المؤسسات، ولكن في حالة القضايا الأخلاقية يجب أن يبلغ المعتدى عليه الجهات المختصة من الشرطة، بنفسه ولا يحق للمؤسسة التبليغ عنه.

لا يظهر التمييز والعنف ضد النساء فقط من خارج مؤسسات العمل، بل يظهر أيضًا في المؤسسات التي يعملن بها، ففى دراسة بحثية أجراها المرصد المصري للصحافة والإعلام، روي عدد من الصحفيات قصص تحرش تعرضن لها من قبل رؤسائهن في العمل، وإليكم القصة الثالثة:
“كان فيه مدير تحرير عايز يتجوزني عرفي وبيزن على ده، وكان بيخيرني إنه يحسن وضعي الوظيفي بمرتب عظيم مقابل إنى أتجوزه أو يقطع عيشي لأني شغالة فري لانس فمبيقبلش مني أفكار ولا شغل وسيبت الشغل، ومقدمتش شكوى لأن لو طلع عليك في مجال العمل إنك من النوع اللي يشتكي، هتبقي بتاعت مشاكل محدش هيرضى يشغلك، ومن ناحية تانية له شلته اللى هيقولوا إني بتبلى عليه.”
الحوادث من هذا النوع من السلوك غير اللائق تظل في الخفاء في أغلب الأحيان، ﻷن الضحايا، يخافون من الوصمة المجتمعية التى يمكن أن تطال سمعتهم فى حالة الإبلاغ
فى دراسة بحثية أجراها المرصد المصري للصحافة والإعلام، روي عدد من الصحفيات قصص تحرش تعرضن لها من قبل رؤسائهن في العمل، وإليكم القصة:
“اتعرضت لتحرش من مدير التحرير ووقتها كان سني صغير، طلب مني أروح مكتبه فدخلت المكتب قالي ليه قاعدة على الكرسي تعالي عايز أقولك حاجة، تخيلت إنه عايز يوريني حاجة متعلقة بالشغل، لقيته بيمد إيده على جسمي فبعدت على طول، وقلت له إيه اللي أنت عملته ده؟!، وسيبت المكتب بتاعه، بعدها فضلت طول فترة شغلي بتلاشاه مبكلموش، لكن لما بقى رئيس التحرير ومع نظرات الاحتقار اللي كنت ببصله بيها كان بيمنع شغلي ينزل وبالتالي سيبت الجرنال، وأنا ساعة التحرش ما قدمتش فيه شكوى لأن سني كان صغير جدًا.
يقع على الصحفيات فى المحافظات، تمييز لكونهن يعملن فى المحافظات فيكون الراتب أقل بكثير مما يتقاضاه الصحفيين الذين يعملون فى مقر الجريدة، بالإضافة التمييز الذي قد يحدث بسبب نوعهن الاجتماعي.
وتحكى صحفية بإحدي المحافظات قصتها مع واقعة تمييز مهني قائلة:
“أنا اشتغلت حوالي 4 سنين فى جرنال، بعدها قالوا احنا مضطرين نقلل المرتب، فقلت مفيش مشكلة استحمل عشان أدخل النقابة فى النهاية، النقابة هتكون أمان ليا، ولكن بعدها رئيس القسم اتصل عليا وقالي أنت عارفة موضوع الأزمة المالية، والإدارة قالت مش هينفع مراسلين اتنين فى المحافظة أنت شاطرة ومجتهدة بس أنت بنت ومش هتقدري تغطي حاجات معينة، وزميلك راجل وعنده مسئولية، ودي كانت صدمة بالنسبة لي.. أنا اتحملت تعب سنين وملاليم باخدها على أساس إني فى الآخر أدخل النقابة، وكنت بتحمل معاهم المرمطة وعملت عندهم انفرادات كتير، وكمان مراسلين المحافظات بيتعاملوا معاملة العبيد، مفيش ساعات عمل محددة، وأي حدث يحصل لازم ييجى فى وقته، وهو مالوش دعوة أجيبه إزاي.. لازم اتصرف بمعرفتي وأغطي الخبر ، أنا معنديش مشكلة مع ده.. رئيس القسم اتصل عليا الساعة 1:30 الصح، كان فيه انفجار وطلب منى أغطيه وقومت وغطيت الخبر”.