سامية علام: أكثر عنف رقمي يؤثر فيّ هو ما يأتي من الأهل

هذه شهادة الكاتبة الصحفية سامية علام، التي قررت أن تروي للمرصد المصري للصحافة والإعلام، ما حدث معها كي ﻻ يظل العنف الرقمي في الظل:

المشكلة في إنك تكوني صحفية والمنصات بتنشر محتواكي وتعملك منشن ده بيخليكي صيد ثمين لحوادث العنف الرقمي أو الإرهاب الرقمي.

أفتكر في مرة كتبت موضوع عن الجانب المظلم للأمومة وضحت فيه أننا كأمهات ونساء بالذات في أول طفل بيتقالنا دايمًا إن “الخلفة جميلة والأمومة لذيذة”، بينما محدش بيقولك أنك هتعاني من بكاء الطفل المستمر أو التعب أو السهر وقلة النوم وانهيار مساحتك الخاصة، والقلق والخوف والشعور بالذنب وكل الحاجات السلبية دي.

كتبت المقال وقولت إننا لازم نكون حريصين وفاهمين أساليب التوعية والنساء ميتمش خداعهم ويتقالهم السلبيات قبل الإيجابيات، وقتها تعرضت لهجوم مش منطقي من ستات ورجالة، كل التعليقات كانت سلبية، أفتكر أسوأ تعليق كان من سيدة من إحدى الدول العربية قالتلي: “أتمنى أنك تموتي وآخد بنتك أربيها”.

كمان فكرة أنك مسلمة ومحجبة وبتتناقشي في الحقوق والحريات والصحة الجنسية والإنجابية، هيتقالك: “أنتي إزاي محجبة وبتقولي كدة؟”.

مرة كنت بتكلم عن واحدة من قضايا الحريات الجنسية، واتعرضت لهجوم قوي، وممكن حد يتخانق معاكي لو مجرد حاطة صورة دعم لفلسطين، وبتدافعي عن الحريات الجنسية، هيقولوا إزاي؟

كتبت قبل كدة تقرير عن ما تعانيه النساء أثناء القيادة في الدول العربية من مساحات غير آمنة، اللي بيحصل إن ناس بتطاردنا أو بتزنق علينا أو بيتشد الباب وإحنا ماشيين، والفكرة النمطية بتاعت الستات مش بتعرف تسوق.

جزء تاني من الإرهاب الرقمي هي حملات التشوية اللي بتحصل للضحايا في حوادث العنف، يعني اللي بينزل صورة راجل قتل زوجته وبيبقا مكتوب عليها عشان رغاية، يعني حد اتقتل يتم تشويهه بالمنظر ده؟

أكتر نوع عنف رقمي بيأثر فيا هو اللي من الأهل والأقارب، يعني لما أنزل تقارير ويقولولي مكناش فاكرينك كدة، ده خلاني أعمل نوع من الرقابة الذاتية، ودي حاجة مؤلمة جدا أني افرض على نفسي رقابة ذاتية عشان أخلص من الانتقادات

بعد ما كنت بتفاعل على السوشيال ميديا طول الوقت دلوقتي كل فين وفين بنشر الشغل بتاعي، ببقا عاوزة أعلق على حاجات بس مبقدرش، ودي حاجة مؤلمة ومزعجة جدا.

حاجة من الحاجات اللي خلتني أقلل نشر على السوشيال ميديا هو إصدار الأحكام طول الوقت، يعني مثلًا أكتب حاجة عن الرجالة ألاقي حد متتبع معلوماتي وبيقول أني كارهة للرجالة أو أني مثلية مادام بدعم الحريات الجنسية.

الستات محتاجين استراتيجية كاملة كل الأطراف تكون مشتركة فيها لحمايتها من العنف الرقمي، والمفروض إن القوانين الدولية تكون صارمة في موضوع العنف الرقمي، ومنصات التكنولوجيا لازم تلعب دور محترم وتحس بالمسؤولية والدور اللي عليها، لازم لما نقول محتوى عنيف مانستخفش بيه ونعترف أنه محتوى عنيف، كذا مرة أقدم شكاوى في المنصات الرسمية بإزالة محتوى محرض على النساء ويتم رفض شكواي

مينفعش نبرر للقاتل، القاتل لايبرر له والضحية لا تلام، لازم كلنا نشتغل أكتر على الفكرة دي لأنها واحدة من أكبر المشكلات اللي بتساهم في العنف الرقمي، نحتاج إلى الإرادة والالتزام لننهي العنف ضد النساء.

زر الذهاب إلى الأعلى