مارسيل نظمي: كلما طرحت قضية حساسة يشكك البعض في دوافعي ويهاجمونني

هذه شهادة الصحفية مارسيل نظمي، التي قررت أن تروي للمرصد المصري للصحافة والإعلام، ما حدث معها كي ﻻ يظل العنف الرقمي في الظل:

أنا صحفية أحب مهنتي التي تفتح أبوابًا جديدة لموضوعات لم يتعمق فيها أحد بعد. أستمتع بالتفكير المشترك مع الآخرين، وأطرح الأسئلة التي تفتح آفاقًا جديدة وتدفع القراء والقارئات للتأمل والتساؤل. أريد لكل من يقرأ موضوعاتي أن يشعر بوجود شيء مختلف، وأن يدفعه الفضول لاكتشاف ما وراء السطور.

حبي للصحافة جزء لا يتجزأ من كياني، فهي الوسيلة التي أعبر من خلالها عن أفكاري وأسلط الضوء على القضايا التي تشغلني كما تشغل غيري.

ورغم أنني أجد الكثير من التعليقات الإيجابية، إلا أنني أيضًا واجهت انتقادات شخصية تهدف للنيل من كياني لمجرد أنني امرأة تطرح قضايا حساسة.
هذا الهجوم يزداد حدة، حيث يتم البحث عن هويتي والتشكيك في دوافعي، وكأن مجرد كوني امرأة يجعل من طرح هذه المواضيع أمرًا مستهجنًا.

على سبيل المثال، في بعض الأحيان، يتسلل بعض الأشخاص إلى حسابي الشخصي، ويبدؤون الحديث برسالة بطرح سؤال يبدو بريئًا: “أريد الاستفسار عن مقالك الأخير” ولكن سرعان ما يتحول النقاش إلى أسئلة شخصية لا علاقة لها بالموضوع، ففي كل مرة أتطرق لقضية حساسة، كقانون الأحوال الشخصية للمسيحيين، وضرورة إعادة نظر الكنيسة في ضحاياه، أو ظواهر سلبية في المجتمع الإسلامي، تتوالى الأسئلة بهدف التقليل من شأني: “أنتِ أدرى من البابا؟” أو “أنتِ مسيحية، فهل تفهمين أكثر من شيخ الأزهر؟”

هذا النوع من الهجوم لم يكن سوى محاولة للإساءة والتقليل من قيمتي، كما أنه يضع المتحدث في دور السلطة التي تحاكم وتضعني كمتهمة، وينحرف النقاش عن مساره الطبيعي مما يسمح المتحدث لنفسه بالتطاول على شخصي، ما كان يدفعني أحيانًا للتراجع أو التقليل من النبرة الجريئة في كتاباتي. وهنا يظهر تأثير العنف الإلكتروني القائم على النوع الاجتماعي، حيث يتم إضعاف الفكرة وإخمادها بسبب هذه الضغوط.

حتى القيم التي أدافع عنها، مثل حق النساء في اختيار حياتهن بكل تفاصيلها من ملابسهن إلى أسلوب حياتهن وشكل عيشهن، تتعرض للهجوم أحيانًا. على سبيل المثال، عندما كتبت مقالة للدفاع عن الفنانة إلهام شاهين كنموذج قوي وصامد يتعرض للابتزاز والتهديد وكافة أشكال التنمر الإلكتروني، فوجئت بسيل من التعليقات المهينة، التي لم تطلها وحدها، بل وصلت إلي أيضًا، كمحاولةً لتقويض صوتي.

لكن مع الوقت تعلمت أن التحديات لا تزيدني إلا إصرارًا على مواصلة الطريق، فكل نقاش وكل رسالة هي فرصة للنمو والتغيير وإن كان بطيئًا وغير مرئي، لكنني ماضية في رحلتي بثقة واستمرارية

زر الذهاب إلى الأعلى