أحمد جمال زيادة “مصور شبكة يقين” يكتب من داخل محبسه سنه أولي سجن

زي النهاردة من سنة 28/12/2013، كنت رايح أغطي إشتباكات جامعة الأزهر أول حاجة صورتها .. وطبعا كانت آخرحاجة ، فيديو صغير لإتنين طلبه ” مصطفي عبد الموجود ، حسين السويسي ” كانوا ماشيين قدام جامة الأزهر و رايحين إمتحاناتهم ، و فجأة لقوا عساكر و مخبرين بيضربوهم و كتفوهم بالحبال زي الغنم و رموهم ف البوكس !!
الباشا نائب مأمور قسم تاني مدينة نصر شافني و أنا بصور فبعتلي مخبر يسألني بعمل إيه ؟! قلت له زي ما حضرتك شايف بصور ، و ده شغلي..
فالمخبر قال لي ” كلم الباشا” و لما رحت للباشا ، لقيته غضبان ووشه جايب ألوان الطيف و كأني كنت بصور أماكن حساسة و خطر ع الأمن القومي !!
سب الدين و شتيمة بالأب و الأم ، و ضرب كمان ، و مبتصورش ولاد الـ… اللي في الجامعة لية ؟!
حاولت أفهمه إني فعلا كنت هصور كل حاجه ، بس قال لي ، إخرس يا ابن الـ… و طلع الميموري اللي في الكاميرا.
خد الميموري و الموبيل و حرزلي الكاميرا ،لأن طبعا الفيديو اللي في الميموري هيدينهم و هيوضح إنهم بيعتقلوا ناس برئية لأنهم مش قادرين يمسكوا الجاني ..
– الحرز كاميرا ؟!
أه و الله كاميرا و المهنة مصور صحفي ؟!
تخيلوا ..
و عدت سنة في السجن من غير ما أتحاكم علي حاجة أنا معملتهاش أصلا !!
تاني يوم إتعرضت علي النيابة في معسكر السلام اللي شفت فيه أسوء أيام السجن و المحامي جاب صورة من التصريح بالتصوير في الوقت اللي إتقبض عليا فيه و كارنية الشبكة .
و المحامي قال لي “حط في بطنك بطيخة صيفي “
بس للأسف ملقتش بطيخ عشان الدنيا كانت بتشتي !!، و في معسكرالسلام في طالب نادي علي اسمي من الطلاب الي معانا ، و قال لي أن في واحد قال لوكيل النيابة عايزينك تظبط الواد اللي إسمه أحمد جمال زيادة ، فعرفت وقتها أنى مش خارج ، و الله أعلم مين بقي اللي وصى عليا و ليه ؟!
تكية مبارك رجعت تاني و أسوء من الأول ..
لما يعتقلوني و أنا في شغلي و يعدي سنة حبس إحتياطي و لسه متحاكمتش علي الحاجة اللي معملتهاش حرق كلية تجارة اللي معرفش شكلها أصلا …
و في أول جلسه بعد سنة القاضي يتنحي و استني المحاكمة من جديد ، و لما كل الأدله تثبت إني برئ
“الكاميرا ، الكارنية ، التصريح ، مدير الشبكه ،زملائي المصورين ” بس برده لسه محبوس 366 يوم و السنة في حساب السجن 9 أشهر يعني تقريباً سنة و نصف !
و لما كل ما نروح مكان نتضرب و نتهان و معانا بنات في القضية ، في قسم تاني طول اليوم العساكر بتضرب فينا و هما نفسهم مش فاهمين بيضربونا ليه ؟!
و في معسكر السلام نفس القصة ، و في سجن أبو زعبل تأديب و حبس إنفرادي ، و يدخل عليك ملثمين في الزنزانة يضربوك و يسرقوا كل إحتياجاتك و ياخدوا اللبس الشتوي و البطاطين و بعدها إدارة السجن تمنع دخول البطاطين !!
و لما 14 بنت يبقوا متهمين بحرق كلية تجارة بنين مع أن البنات مبيدخلوش أزهر بنين و يتحالوا جنايات بعد الجنح و لسه مخدوش بالهم من الغلطة الفضيحة !!
يبقي أكيد تكية مبارك رجعت تاني و أكيد مفيش دولة !!
يعني إيه لما المحامين يفقدوا الأمل في القانون و القضاء و النيابة و ينتظروا عفو رئاسي ؟!
عفو رئاسي ؟! يعني في النهاية أنا المظلوم اللي عمري بيضيع في السجن منتظر عفو رئاسي ؟! مع أن المفروض العكس، المفروض كل النظام هو اللي يطلب العفو مني و من كل مظلوم ، علي العمر الضايع و علي الذل اللي أهالينا شافوه و علي ناس أمهاتهم ماتت من الحصرة علي أولادهم !!
لو كان خروجي من السجن هيكون بعفو من ظالم ، فأنا برفض الخروج و لن أطلب العفو إلا من الله ..
– ملحوظة عنوان المقال مقتبس من عنوان كتاب سنة أولي سجن لمصطفي أمين
أحمد جمال زيادة سجن أبو زعبل 2014/12/28