خالد ممدوح في رسالة من محبسه لـ”المرصد”: ليس من المنطقي أن أُحتجز لمجرّد أنني صحفي أكتب

حصل المرصد المصري للصحافة والإعلام، على رسالة من الصحفي المحبوس احتياطيًا خالد ممدوح، نقلتها إلينا زوجته، وجاءت لتكشف جانبًا من معاناته داخل محبسه.
وقال في رسالته:
منذ لحظة القبض عليّ يوم 16 يوليو 2024، تعرّضت للاحتجاز خارج إطار القانون ستة أيام، ثم مثلت أمام النيابة يوم 21 يوليو 2024، وحتى الآن لم تُوجَّه إليّ أي تهم واضحة؛ إذ قال لي ضابط أمن الدولة الذي حقق معي: “احكِ لي كل شيء، قصّة حياتك، أين عملت وماذا فعلت؟، ولم تكن هناك تهمة أو أحراز”، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم أشعر بظلم شديد.
أما عن المشاكل والتضييقات، ففي الفترة الأخيرة أصبحت الزيارات مُعضلة كبيرة؛ إذ لا أتمكن من الجلوس مع أسرتي، فالزيارة لا تتجاوز ربع ساعة أو ثلث ساعة على الأكثر، بعد يوم شاق يبدأ معهم من السابعة صباحًا حتى الثالثة عصرًا، انتظارًا، وتفتيشًا، ومعاملة ليست بالطبع الأفضل، وفي ذلك الوقت القصير لا نتمكّن من الحديث، ولا من معرفة أخبار بعضنا، ولا أي شيء.
ومؤخرًا، حالتي النفسية أصبحت سيئة جدًا، ولم أعد قادرًا على التواصل مع أسرتي.
أنا هنا لا أعرف سبب وجودي، ولا توجد أي تهمة حقيقية؛ فالتُهم الموجهة لي هي “الانضمام لجماعة”، و”نشر أخبار كاذبة”، وأنا بعيد تمامًا عن تلك الأمور؛ فعملي كان كله في السياسة الخارجية، ولم أكن أكتب في الشأن المحلي أو المعارضة، وقد عملت 12 عامًا في قناة “إم بي سي مصر”، وكان آخر منصب لي مدير قسم السوشيال ميديا.
الزيارات أيضًا أصبح فيها تعنّت تجاهي؛ فالكتب التي أطلبها يسمحون بدخولها أحيانًا مرة واحدة، ثم يمنعونها أربع أو خمس مرات، وكذلك الملابس يُرفض إدخال بعضها دون أن نعرف السبب، رغم أن آخرين تدخل جميع أشياؤهم بشكل عادي.
أنا لا أفهم لماذا ولا ما الذي يحدث، فأنا بالداخل لا أفتعل مشاكل، وأحاول تمرير الأمور حتى تسير، ومع ذلك لا أدرك لماذا تم القبض عليّ أصلًا.
مسألة رفضي وجود محامٍ لا تعود إلى فقدان الثقة في المحامين، بل إلى اقتناعي بأن القبض عليّ من البداية غير قانوني، وأن حضور محامٍ يجعل ما يجري يبدو وكأنه إجراء قانوني بينما هو ليس كذلك إطلاقًا؛ فعندما يحضر المحامون أمام القاضي، لا يلتفت إليهم ولا يستمع لهم، ويجدد الحبس مباشرة دون أن يتيح أي فرصة للكلام.
عندما تم القبض عليّ، لم يكن هناك أي أحراز أو أوراق أو حتى منشورات تثبت أنني ارتكبت شيئًا أو أن لي صلة بالإخوان من قريب أو بعيد، وبهذا أكون قد قضيت سنة وشهرين بعيدًا عن أسرتي وأولادي، دون أن أحضر حفلات تخرّج ابني وابنتي، ولا يوم خروج ابني الآخر من الجيش.
الأيام تمضي، وحالتي النفسية تتدهوّر، وأنا أشعر أنني لم أفعل ما يستحق أن أُوضَع في هذا الوضع.
بعد كل السنوات التي عملت خلالها بإخلاص وتفانٍ كمترجم، ومذيع، ومدير في “إم بي سي مصر”، وكذلك كمحلل سياسي، لم يكن من المفترض أن يكون هذا مكاني، أرى أن ما يحدث ظلم كبير، ولا يُعقل أن يتم حبسي فقط لأنني صحفي وأكتب!
أرغب في أن يُنشر ما يحدث، ويُعرف أن هناك تضييقًا عليّ، وأنني محبوس بشكل غير قانوني فقط لكوني صحفيًا.
أشعر أنني أُهمَل، وأن الأمر بلا نهاية، والعمر يمضي، والصحة تتدهور، ولا توجد أي نتيجة، هذه هي الرسالة التي أردت إيصالها.