تعد قضية التنمية أحد أهم القضايا التي تقع على أولويات أجندة الأمم المتحدة، وتقوم بالتركيز على هذه القضية في مختلف المناسبات الدولية والإقليمية وحتى المحلية، ويتم تناولها باستخدام العديد من اﻵليات منها التركيز على عمل مراكز الأمم المتحدة للإعلام، بهدف الوصول إلى الناس في جميع أنحاء العالم بأكبر عدد من اللغات، وإبراز الدور الهام للصحفيين وحرية الصحافة في ما يخص عملهم بشكل عام، ومجهوداتهم في ما يخص قضية التنمية بشكل خاص، إضافة إلى تسليط الضوء على المشاكل المتنامية المتمثلة في إساءة استخدام تكنولوجيا الاتصالات لنشر معلومات خاطئة وأخبار زائفة، وكذلك عملها المستمر في تسخير الأدوات التكنولوجية والرقمية وإطلاق الحملات المختلفة لخدمة أغراض التنمية.
في إطار ما سبق؛ قامت الأمم المتحدة بالتركيز على الإعلام الإنمائي كأحد الوسائل الهامة واللازمة لتعبيد الطريق لتحقيق أهداف التنمية، وإنهاء الفقر والجوع عبر العالم، وتمهيد الطريق لحصول الجميع على الخدمات الصحية والتعليمية والعدالة وفرص العمل اللائق، وحددت الجمعية العامة، في عام 1972، يومًا عالميًا للإعلام الإنمائي، يراد منه لفت انتباه الرأي العام العالمي لمشاكل التنمية والحاجة إلى تعزيز التعاون الدولي من أجل حلها. وقررت الجمعية أن يتوافق تاريخ هذا اليوم العالمي من حيث المبدأ مع يوم الأمم المتحدة في 24 أكتوبر، وهو التاريخ الذي اعتمدت فيه الاستراتيجية الإنمائية الدولية الثانية لعقد الأمم المتحدة الإنمائي.
وفي هذه المناسبة الدولية؛ يصدر “المرصد المصري للصحافة والإعلام” هذه الورقة البحثية النظرية التي تقوم بالتركيز على الإعلام الإنمائي، والدور المنوط به في تحقيق التنمية. لذا تسعى هذه الورقة إلى الإجابة على السؤال الرئيسي التالي: كيف تلعب حرية الإعلام دورًا في تدعيم الإعلام الإنمائي؟ من خلال تناول 3 محاور رئيسية كالآتي:
• أولًا: مفهوم الإعلام الإنمائي.
• ثانيًا: وظائف ومتطلبات الإعلام الإنمائي.
• ثالثًا: دور حرية الإعلام في تدعيم الإعلام الإنمائي.