13 فبراير.. اليوم العالمي للإذاعة
الثالث عشر من فبراير.. هو اليوم العالمي للإذاعة، الذي اعتمدته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونيسكو”، للاحتفاء بـ الإذاعة ومحطات الراديو حول العالم، نسبة إلى اليوم الذي انطلق فيه بث أول إذاعة للأمم المتحدة عام 1946.
ويسلط اليوم العالمي للإذاعة الضوء على مكانة هذه الوسيلة الأساسية للإعلام والاتصال في المشهد الإعلامي سواء المحلي أو الإقليمي أو العالمي.
- الراديو.. وسحر موجات الأثير
يرجع انطلاق الراديو إلى عام 1892، حيث وضع العالم الأمريكي نيكولا تسلا، تصميمًا أساسيًا للمذياع، ثم شهد العالم أول بث إذاعي من قبل الإيطالي غوليلمو ماركوني، عام 1896 لينال بموجبه براءة اختراع الراديو من بريطانيا، ثم توالى تطور الإذاعة بظهور موجات إذاعة “إف إم” عام 1939، فبثت أول إذاعة للأمم المتحدة عام 1946.
وفي عام 1954 تم اختراع الراديو الترانزستور، فأصبح الراديو أداة متنقلة وسهلة الاستماع في كل مكان، ومن بعدها أخذت الإذاعة بالتحول والانتقال إلى منصات بث جديدة، مثل الإنترنت ذات النطاق الواسع، والهواتف الخلوية والصفائح الرقمية، وفي 1990 ولدت إذاعة الإنترنت والعصر الرقمي.
- الإذاعة في مصر
محليًا.. عرفت مصر الإذاعة في منتصف العشرينيات من القرن الماضي، واستمرت الإذاعات الأهلية في عملها حتى توقفت عن الإرسال في مايو عام 1934.
وانطلقت الإذاعة الحكومية الرسمية يوم 31 مايو 1934 بمقدمة شهيرة بصوت الإذاعي القدير أحمد سالم صاحب العبارة الشهيرة “هنا القاهرة”، فأصبح هذا اليوم عيدًا للإذاعة المصرية.
- رحلة الإذاعة المصرية
مرت الإذاعة المصرية بعدة مراحل، بداية من عهد الإذاعات الأهلية ومرورًا بـ شركة ماركوني البريطانية، ثم مرحلة التمصير وعهد الثورة، وصولًا إلى مرحلة الشبكات الإذاعية.
- أهم تلك المراحل هي مرحلة تمصير الإذاعة المصرية، بعد تأزم الأمور بين مصر وبريطانيا بسبب عدم جلاء القوات البريطانية، وتقديم مصر شكوى ضد بريطانيا فى مجلس الأمن، وقيام خلاف بين الحكومة المصرية والشركة البريطانية على سياسة الأخبار الإذاعية.
- في مايو 1947 تم إنشاء إدارة الإذاعة اللاسلكية المصرية، وتشكل مجلس إدارة للإذاعة وأصبح للإذاعة استقلالًا خاصًا بها يعطي لمجلس الإدارة الحق في اختيار المذيعين والكتاب والأدباء والموسيقيين.
- أصبحت الإذاعة هيئة مستقلة ذات شخصية معنوية تلحق برئاسة مجلس الوزراء وتسمى الإذاعة المصرية، وذلك بموجب صدور تشريع للإذاعة وفق القانون رقم98 لسنة 1949.
- زادت ساعات الإرسال وأصبحت برامج الإذاعة بأربع وثلاثين لغة وأنشئت إذاعة صوت العرب عام (1953) ثم توالى إنشاء الإذاعات، ومن بعدها تم تدشين إذاعة الشرق الأوسط عام (1964) و إذاعة القرآن الكريم(1964)، ثم البرنامج الموسيقي(1968)، وإذاعة الشباب(1975)، بالإضافة إلى الإذاعات الموجهة ولعبت الإذاعة المصرية في تلك الفترة دوراً كبيرا، فأنشأت مصر إذاعات موجهة إلي إلى البلاد الأفريقية المحلية باللغتين الإنجليزية والفرنسية.
- وفي فترة الخمسينات تحولت استديوهات الإذاعات الموجهة في القاهرة إلى ما يشبه غرفة عمليات لقيادة المقاومة ضد قوات الاحتلال الأجنبي في الخمسينات من القرن الماضي.
- الإذاعة المصرية من بعد ثورة يوليو
بدأت الإذاعة المصرية مرحلة جديدة اتسمت بالتطوير من حيث الشكل والمضمون، خلال فترة ثورة يوليو عام 1952، حيث كان الراديو وسيلة لتعبئة وحشد الرأي العام، وقدمت الإذاعة خلال تلك الفترة محتوى إعلامي يؤيد الثورة ويشرح أهدافها.
- وفي فبراير 1958 صدر القرار الجمهوري رقم 183 لسنة 1958 باعتبار الإذاعة المصرية مؤسسة عامة ذات شخصية اعتبارية، وإلحاقها برئاسة الجمهورية.
- وشهدت الفترة من 23 يوليو 1952 حتى أبريل 1981 العديد من التغييرات والتوسع في الخدمات الإذاعية من حيث الشكل والمضمون، فزاد متوسط الإرسال الإذاعي وتنوعت لغة بث برامج الإذاعة حتى تناسب مختلف ثقافات الجمهور.
- وفي أول أبريل 1981 دخلت الإذاعة المصرية مرحلة جديدة، حيث تم تطبيق نظام جديد عٌرف بنظام الشبكات الإذاعية بموجب هذا النظام، أصبحت الإذاعة تتكون من سبع شبكات، وحتى يومنا هذا لاتزال الإذاعة المصرية قائمة على تطوير المنظومة الإذاعية للعمل على رقمنة البث الإذاعي التي تتيح وصول المادة الإذاعية إلى المستمع مع ضمان جودة في الصوت.
- ومن بعدها عرفت مصر نظام الإذاعات الخاصة، التي لاتزال موجودة حتى الآن، وتعتبر محطة نجوم إف إم أول إذاعة خاصة في مصر، وهي الإذاعة الخاصة المحلية الرائدة، والتي انطلقت عام 2003 لتصبح أول إذاعة خاصة في مصر.
- وكانت نجوم إف إم نقلة في عالم الإذاعة، إذ جددت الدماء في هذه الوسيلة الإعلامية العريقة، وأعادت العمل على استهداف الجمهور من الشباب/ات والصغار بتقديم محتوى عصري يلائم التغيرات المتسارعة، كما قدمت بثًا مباشرًا على شاشات التليفزيون للتواصل مع جمهورها بطرق جديدة بداية من عام 2015.
- وفي السنوات الأخيرة سعت إدارة الإذاعة إلى الوصول لقطاعات أكبر وأوسع من الجماهير عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبر النايل سات عن طريق نجوم إف إم تي في، حيث بهدف تعزيز مكانتها عن طريق خلق طرق جديدة للتفاعل مع الضيوف والمذيعين بشكل مباشر.