بشأن ذكر جنسية عامل في واقعة تعدي على سيدة

❌ عامل فلسطيني/مصري/سوري/… تعدى على سيدة في أحد المحال
✅ عامل تعدى على سيدة في أحد المحال
تداول عدد من المتابعين على منصات فيسبوك وأكس على نطاق واسع منذ صباح اليوم الإثنين 2 يونيو 2025 واقعة تعدي عامل على سيدة بسلاح أبيض في أحد المحال بمنطقة مدينة نصر، وأشاروا في منشورات لاقت رواجًا، أن العامل يحمل الجنسية الفلسطينية مطالبين بترحيله وتشميع محل عمله الذي يملكه فلسطيني أيضًا.
في المقابل نقلت مواقع صحفية مختلفة الواقعة المتداولة وخلال ذلك وقعت في عدة أخطاء مهنية مثل ذكر جنسية العامل والتسرع في ذكر التفاصيل دون انتظار بيانات التحقيق الرسمية، على سبيل المثال:
نشر موقع نيوز روم خبرًا بعنوان (لاجئ فلسطيني يهدد سيدة مصرية بسلاح أبيض في مدينة نصر)
نشر موقع الحرية خبرًا بعنوان (لاجئ فلسطيني يشهر سكينًا في وجه امرأة مصرية داخل محل بمدينة نصر.. القصة الكاملة (فيديو)) وأضاف موقع الحرية داخل المتن فقرة تقول (رد غير متوقع.. لاجئ فلسطيني يرفع السكين: لكن ما حدث بعد ذلك خرج عن كل التوقعات، أحد العاملين في المحل وهو لاجئ فلسطيني لم يرد بالكلام أو التفاهم، بل أقدم على رفع سكين في وجه المرأة ، وذلك داخل المحل، في مشهد حقيقي وموثق بالفيديو، السكين لم تكن مجرد تهويش، بل تهديد مباشر، وواقعة تهز كرامة أي مواطن مصري، سكين في وجه سيدة مصرية على أرض مصرية).
فيما نشر موقع أوان مصر خبرًا بعنوان ( القبض على عامل فلسطيني لتهديده سيدة بسلاح أبيض داخل محل بمدينة نصر)
وحسب المعلومات الأولية، التي نقلها موقع القاهرة 24 والبيان الرسمي للمحل فإنه تم القبض على العامل المتهم، وأظهرت التحقيقات أنه لا يحمل الجنسية الفلسطينية كما تداول البعض.
كما تمت الإشارة إلى تشميع المحل بعد التحقق من أنه يعمل دون ترخيص، وتبين أن إقامة صاحبه منتهية، ويجري حاليًا اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حياله.
بعيدًا عن تفاصيل الواقعة التي ربما تتكرر دون أن تكون الجنسية عاملًا فاصلًا، يفرض هذا المثال تساؤلًا مهنيًا مهمًا: هل من الأخلاقي والمهني أن تذكر الصحافة جنسية المعتدي في تغطية إخبارية لا علاقة فيها للجنسية بالسياق أو الخلفية؟
الإجابة ببساطة: لا، لإن ذكر جنسية المعتدي في سياق جريمة فردية لا تضيف أي قيمة إخبارية، بل قد تكون أداة مباشرة للتحريض ضد جنسية أو طائفة أو عرق بالكامل، ما يُعد خرقًا لميثاق الشرف الصحفي ومبدأ عدم التمييز في التغطية الإعلامية.
حيث ركزت العديد من العناوين على عبارة “عامل فلسطيني يعتدي على سيدة مصرية”، وهو ما شكل انطباعًا عامًا مبنيًا على أساس الهوية، لا على الواقعة، ومثلت تحريض صريح على اللاجئين من نفس الجنسية، بل وامتد الأمر لكافة اللاجئين الموجودين داخل مصر.
لذا، كان من المفترض نقل الخبر دون الإشارات التحريضية التي يحملها وفي سياق واقعة لا يشترط وقوعها وجود جنسية محددة.
كما أن مواثيق الشرف المختلفة تنص على عدم نشر معلومات قد تؤدي إلى وصم جماعات أو أقليات بسبب جرائم فردية. ما لم تكن الجنسية أو الخلفية العرقية أو الدينية جزءًا محوريًا من الخبر، فإن ذكرها يُعد إخلالًا بالمهنية ويمهد للتحريض وخطاب الكراهية.
كما تعرف “استراتيجية وخطة عمل الأمم المتحدة بشأن بخطاب الكراهيّة” خطاب الكراهية بأنّه “أي نوع من التواصل، بالقول، بالكتابة أو بالفعل، يستخدم لغة تمييزية تحقيريّة تهجّمية عند الإشارة إلى شخص أو مجموعة على أساس هويّته، أي بعبارة أخرى على أساس دينه أو عرقه أو جنسيته أو لونه أو نوعه الاجتماعيّ أو أي عامل آخر يحدّد هويّته”.
لذلك، يوصي المرصد المصري للصحافة والإعلام غرف الأخبار والمؤسسات الإعلامية مراجعة سياسات التحرير لديها، خاصة فيما يخص الجرائم الفردية، والحرص على أن تبقى التغطية موضوعية، خالية من أي إيحاءات تمييزية أو تحريضية، أي أنه يجب التركيز على الفعل ذاته وليس على هوية الفاعل إلا إذا كانت هذه الهوية عنصرًا أساسيًا في تفسير الحدث.
المصادر:
خبر موقع نيوز روم: https://newsroom.info/72308
خبر موقع أوان مصر:
تقرير القاهرة 24:
https://www.cairo24.com/2222280
بيان المحل: