حقيقة صورة السيدة الفلسطينية ضحية “كلب الاحتلال”

ما يحدث في حرب غزة الآن يختلف تمامًا عن أي حرب سابقة شهدتها المدينة المحتلة، عشرات الصور ومقاطع الفيديو التي تصل إلينا كل يوم عبر الشبكة العنكبوتية تعكس قسوة الوضع هناك، ولكن مع تطور أدوات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل كبير تداخلت الحقائق والمعلومات، ولم يعد من السهل أن يفرق الجمهور بين الصور الحقيقية وبين الصور المُصنعة باستخدام البرامج الحديثة.

 

تحت شعار “غزة تُذبح في صمت” تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى صورة لكلب يهاجم سيدة عجوز فى قطاع غزة، بعد أن رفضت الاستسلام للجنود وترك منزلها كما أرادوا، فأطلقوا عليها “كلابهم” الشرسة لترهيبها وإجبارها على الاستسلام وترك الأرض لهم.

صورة السيدة الفلسطينية تتصدر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي

في غضون ساعات قليلة باتت تلك الصورة ضمن الأكثر تداولا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تعاطف شعبي وواسع مع السيدة العجوز، ولكن سرعان ما نفى الخبراء والمتخصصون في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي حقيقة هذه الصورة- رغم حقيقة أحداث الموقف بالفعل في غزة- حيث أكدوا أنها صورة من صنع الإنسان باستخدام برامج الذكاء الاصطناعي وليست صورة مأخوذة بعدسة كاميرا تصوير.

حقيقة الصورة

الصحفي أحمد جمال رئيس قسم تدقيق المعلومات في مؤسسة “أخبار ميتر”، أكد في حديثه لمؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام أنه بالبحث عن المصدر الأصلي للصورة من خلال علامة «in.visualart» المكتوبة عليها، تبين أن هذه العلامة خاصة بحساب على موقع “إنستجرام” لمصمم جرافيك يدعى “إسلام نور”، و كتب تعليقًا على الصورة أوضح فيها أن قناة “الجزيرة” حصلت على لقطات مسربة من كاميرا مثبتة بواسطة جنود الاحتلال على كلب بوليسي يهاجم امرأة فلسطينية مسنة في منزلها خلال عملية عسكرية في مخيم جباليا.

وبناء على تأكيد مصمم الجرافيك عبر حسابه الشخصي، فإن الصورة المتداولة بالفعل ليست حقيقية، وإنما صُممت بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي من وحي الواقعة الأصلية.

سبب تداول الصورة

وعن سبب الانتشار الواسع للصورة والهاشتاج المصاحب لها خلال ساعات قليلة من نشرها عبر تطبيق “إنستجرام” أوضح “جمال” أن تلك النوعية من الصور تثير التعاطف مع القضية الفلسطينية في المقام الأول والأحداث الأخيرة الصعبة في غزة، وأي صور  مشابهة لها سواء كانت مرتبطة بالأطفال أو المسنين يكون لها النصيب الأكبر من التداول الواسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وتابع الصحفي المتخصص في تدقيق البيانات، بأن الجمهور عندما يتعاطف مع قضية مثل أحداث غزة، يظهر التضامن مع أصحاب القضية من خلال تداول الصور التي تجسد معاناتهم سواء كانت صور  تعكس معاناة أو تعذيب أو إصابة دون التدقيق والبحث وراء حقيقة الصورة.

رواية السيدة الفلسطينية

بحسب ما ذكرته السيدة الفلسطينة ضحية هجوم الكلب الشرس عليها من خلال مقطع فيديو تم تصويره لها تروي خلاله الواقعة، فإنها تعرضت لتنكيل وانتهاكات كبيرة، مثلها مثل ما يحدث مع الكثير من السيدات الفلسطينيات، حيث حاول الاحتلال إجبارها على ترك منزلها ولكنها قاومت ورفضت فأطلق أحد الجنود كلبًا شرسا عليها وهي في فراشها أثناء نومها وتم سحبها خارج غرفتها، ما عرضها للإصابة بجروح بالغة وسط انعدام الخدمات الطبية في القطاع المحتل.

زر الذهاب إلى الأعلى