دليل: تزييف الحقيقة.. التلاعب في الصور الصحفية

لقراءة الدليل بالكامل: التلاعب في الصور الصحفية

لم يكن يدور في عقل لويس داجير ورفيقه نيسيفور نييبس – المخترعان اللذان ينسب إليهما بداية صناعة أقدم صورة فوتوغرافية بكاميرا في عام ١٨٢٦ – أن هذا الاختراع سيتطور بهذا الشكل المذهل، ويستخدمه البعض في الفن والتوثيق، وآخرين في التضليل والتزييف.

وربما أصيب محمد علي باشا (حاكم مصر ما بين عامي ١٨٠٥ إلى ١٨٤٨) بالذهول، بعد التقاط أول صورة شمسية له بتاريخ الرابع من نوفمبر عام ١٨٣٩ في مدينة الإسكندرية، لينبهر بهذا الاختراع العجيب قائلاً بلهجة تشوبها الدهشة إن “هذا من عمل الشيطان”، وهو ما وثقه مشروع ذاكرة مصر المعاصرة التابع لمكتبة الإسكندرية.

 وقد جاءت كلمة الفيلسوف الأمريكي مايكل فرانكس “الكاميرا لا تكذب” حاسمة لتضع كل من يحمل الكاميرا أمام مسؤوليته المهنية والأخلاقية. 

اكتسبت الصورة مصداقيّتها من منحى الإحساس بالاقتراب ومن افتراض أنها تنقل الواقع بحذافيره أو أنها تمنح الجمهور إطلالة مرئيّة عليه، فالمرء يرى الصورة بعينيه ولا يكتفي بما دون ذلك، أو هكذا يُحسَب. وإن انحصرت الرؤية قبل زمن التصوير بالمُعاينة المباشرة، باستثناء ما زعمته رسوم وتماثيل من تصوير الواقع؛ فإنّ هذه المعاينة تختلف عمّا تُتيح الصورةُ رؤيَته، فهذه الأخيرة وسيط له سلطانه النسبيّ على ما يُرَى في المشهد المنقول بواسطتها، وهي “نافذة افتعال وتزييف واستعمال وتوظيف من وجوه شتى”. (حسام شاكر ٢٠١٩)  

ويعد التلاعب في الصور الفوتوغرافية ظاهرة شائعة في المجتمعات المعاصرة، حيث أصبحت التقنيات الرقمية قادرة على تعديل وتغيير الصور بسهولة كبيرة لخلق صور غير واقعية. 

“تتسبب هذه الظاهرة في التأثير على الرأي العام وعلى الرؤية الصحيحة للواقع مما يترك تأثيرًا سلبيًا في تضليل وعي الجماهير أو حيثيات متخذ القرار”. – (ياسر بكر٢٠١٨).

وبالتالي يتطلب هذا الأمر دراسة متعمقة لأساليب التلاعب قديمًا وحديثًا، ولا سيما بعد انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي مع عرض أهم وأشهر النماذج في العالم ومصر. 

وكذلك الطرق والأساليب الفنية البسيطة والمتقدمة في كشف التلاعب والتحقق وتدقيق الصور

زر الذهاب إلى الأعلى