حالة الصحافة والإعلام في مصر تقرير أغسطس 2024

لقراءة التقرير كاملًا: حالة الصحافة والإعلام في مصر

في البداية نشير إلى نمط من التضييقات بات تكراره مقلقًا، تم رصده خلال شهر أغسطس 2024، وهو استدعاء صحفيين من جانب أجهزة أمنية؛ دون مسوغات تستلزم الاستدعاء، ودون سند قانوني يشرعن هذه الخطوة؛ فضلًا عما تشهده هذه الاستدعاءات من انتهاكات تقع بحق الصحفي/ة المستدعى، من قبيل تغطية العينين، والانتظار لساعات طويلة، والخوف الذي يسيطر على الصحفي من أن يتم احتجازه ولا يسمح له بالرحيل، أيضًا القلق الذي يسيطر على ذوي الصحفي.

كذلك شهدنا خلال الشهر شكوى صحفيين من ذهاب رجال أمن إلى البيت واستجواب أهله عن الصحفي ومقر عمله ومكان تواجده؛ وهو بالضرورة ما يزعج أهالي الصحفيين/ات ويبث الخوف في الصحفيين/ات أنفسهم/ن.

بالعودة إلى الانتهاكات التي وقعت خلال الشهر، نجد أن المرصد المصري للصحافة والإعلام وثق وقوع 12 انتهاكًا خلال شهر أغسطس 2024. يظهر لنا تصنيف هذه الانتهاكات، من حيث نوعيتها، أن انتهاك “تجديد الحبس على ذمة التحقيقات” كان الأكثر تواترًا وتكررًا خلال الشهر، إذ تكرر وقوعه 11 مرة، في حين تكرر نوعية انتهاك “تضييق على عمل صحفي” مرة واحدة خلال الشهر فيما رصدنا.

هذه الانتهاكات توزعت من حيث جنس الضحية إلى، 11 انتهاكًا وقعت بحق صحفيين ذكور، بينما وقع انتهاك وحيد بحق مؤسسة صحفية كاملة، فيما لم تطال اية انتهاكات صحفيات إناث خلال الشهر.

فيما يخبرنا التوزيع الجغرافي للانتهاكات التي شهدها شهر أغسطس 2024، أن محافظة القاهرة شهدت وقوع 5 انتهاكات، فهي المحافظة التي شهدت العدد الأكبر من الانتهاكات التي وقعت خلال الشهر، أما محافظات (القليوبية، المنوفية، الشرقية) فقد شهدت كل منها وقوع 2 انتهاك في نطاقها الجغرافي، وفي ذيل القائمة تأتي محافظة الجيزة التي شهدت وقوع انتهاك وحيد في نطاقها الجغرافي.

يكشف لنا تصنيف الانتهاكات التي وقعت خلال الشهر، أن فئة كاتب صحفي كانت الأكثر عرضة للانتهاكات؛ إذ وثقنا وقوع 3 انتهاكات بحقها خلال الشهر، يليها فئات (ديسك، رسام كاريكاتير، محرر) والتي وقع بحق كل منها 2 انتهاك خلال الشهر، وفي نهاية القائمة تأتي فئات (مترجم، اختصاصي SEO، غير محدد التخصص) إذ وقع بحق كل منها انتهاك وحيد. وتشير فئة غير محدد التخصص إلى مؤسسة صحفية كاملة وقع بحقها انتهاك وطال بالضرورة كل العاملين/ات فيها.

أما تصنيف الانتهاكات وفقًا لجهة عمل القائم بالانتهاك. يكشف لنا أن “جهات قضائية” كانت صاحبة نصيب الأسد في ارتكاب الانتهاكات بحق الصحفيين، يليها مع فارق جذري فئة مدنيون؛ حيث ارتكب شخصان مدنيين انتهاك بحق مؤسسة صحفية.  

وأخيرًا، يستند فريق المرصد المصري، في التحقق من صحة وقائع الانتهاك المرصودة، إلى إحدى طريقتين؛ الأولى هي طريقة التوثيق المباشر- إذ يتم التوثيق عبر تواصل فريق عمل المؤسسة، مع الضحية أو الشهود، أو المؤسسة الصحفية، أو المحامين/ات، أو في حال توافر أدلة مادية، أو معلومات موثقة لجهات رسمية. 

والثانية هي التوثيق غير المباشر؛ حيث لا يتوفر تواصل مع الضحية، أو الشهود، أو المؤسسة الصحفية، أو المحامين/ات، كما لا تتوّفر أدلة مادية، أو معلومات موثّقة لجهات رسمية، إنما يكون المصدر الرئيس للمعلومات جهة حقوقية أخرى، أو صحفية، أو حزبية، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وفقا لنوع التوثيق، نجد أن كل الانتهاكات التي وقعت أحداثها خلال شهر أغسطس 2024، جرى توثيقها بصورة مباشرة، عبر العودة إلى ضحية الانتهاك، أو الشهود، أو المؤسسة الصحفية، أو المحامين/ات، أو بالعودة إلى أدلة مادية، أو معلومات موثقة لجهات رسمية.

محاور التقرير:

فضلًا عن المقدمة التي تقدم عرضًا مختصرًا لما ورد في التقرير وترسم خرائط الانتهاكات التي شهدها الشهر، فإن التقرير يتكوّن من محورين؛ الأول هو سرد تفصيلي للانتهاكات التي شهدها الشهر، والثاني هو تحليل إحصائي وقراءة متأنية، للانتهاكات المُسجّلة وتصنيفاتها، أما الخاتمة تتضمّن عددًا من الاستنتاجات.

زر الذهاب إلى الأعلى