محمد سعد خطاب في رسالته: أتمنى أن يتذكرني الناس دائمًا حتى لايبتلعني السجن 

ألقي القبض على الصحفي محمد سعد خطاب في منتصف العقد السابع من عمره، 20 أغسطس 2023، وباشرت نيابة أمن الدولة العليا، التحقيقات معه في اليوم التالي، موجهة له اتهامات “الانضمام إلى جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، واستخدام حساب على شبكة المعلومات الدولية بهدف الترويج لأفكار الجماعة الإرهابية، ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة”، وأدرجته على ذمة القضية رقم 2063 لسنة 2023، فيما لا يزال محبوسا على ذمة التحقيقات لما يقرب من عام.

 

تواصل المرصد المصري للصحافة والإعلام، الإثنين 12 أغسطس 2024، مع ابنة الصحفي محمد سعد خطاب، وفي حديثها للمرصد، قالت ياسمين محمد سعد خطاب، إن والدها يعاني من تدهور عام في صحته؛ إذ خسر ما يناهز 20 كيلو جرام  من وزنه، كما أنه بدأ يشتكي من أعراض مرضية جديدة في البروستاتا، وفي الضروس، فضلا عما يعانيه من أمراض من قبل القبض عليه، على رأسها معاناته من اضطراب المناعة الذاتية؛ كل ذلك ساهم في التردي العام لوضعه الصحي، مضافًا إليه، الحالة النفسية السيئة جراء الحبس في حد ذاته.

ما ضاعف من المعاناة الصحية لـ “سعد خطاب”؛ أن أمراضه تحتاج إلى تخصصات بعينها لا توفرها إدارة السجن؛ فعلى الرغم من شكواه من الآلم أسنانه المستمرة؛ إلا أن إدارة السجن لم تعرضه على طبيب لعدم توافر هذا التخصص في السجن، الأمر ذاته يتعلق بشكواه المستمرة من البروستاتا.

 

تنقل ابنته شعورها بالعجز والاستياء؛ لعجزها عن تخفيف آلام والدها؛ كونها لا تعرف ما يحتاج من علاج توقف معاناته؛ في ظل عدم عرضه على طبيب مختص يعرف حقيقة ما يعانيه من أمراض في الأسنان والبروستاتا.

تقول: إن إحدى أخوتها طبيبة أسنان حديثة التخرج، حاولت تشخيص آلام أسنان والدها، لكنها لم تنجح لغياب الأدوات اللازمة والوقت الكافي.

شكل آخر لمعاناة والدها في السجن، فبينما يعتمد بشكل كامل في غذائه على الطعام الذي يصله خلال الزيارة، إلا أن الكثير من هذه الأطعمة تفسد، في ظل عدم وجود ثلاجة، وارتفاع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة في الجو، في حين لا يستخدم والدها الطعام الذي توفره إدارة السجن بسبب ضعف جودته.

يشتكي الصحفي محمد سعد خطاب من قلة الوقت المخصص للتريض بشكل يومي، ساعة يوميًا، في وقت يعاني فيه من بطء الحركة.

توضح ياسمين سعد خطاب أن رسالة والداها الأساسية من داخل محبسه، أن يظل الناس تتذكره حتى لا ينسى ويبتلعه السجن دون أمل في الخروج.

تؤكد ابنة الصحفي المحبوس: أن أبوها يتلقى معاملة جيدة، وعدد السجناء في العنبر يعد مقبولا؛ فلا يعاني في مكان احتجازه من الزحام، وأنهم لا يقابلوا مشكلات أو تعنت خلال الزيارة، كما أنهم لا يعانوا صعوبات في إيصال الزيارات إلى أبيها. وأن ما يعكر صفو الزيارة، هو أن إدارة السجن لا تسمح إلا بدخول 2 فقط خلال الزيارة، ما يعني أنها وأخوتها الثلاث وأمها، كل منهم يتمكن من رؤية والدهم مرة وحيدة كل 3 شهور.

 

عن موقف النقابة: تقول إن النقابة تهتم بكل الصحفيين المحبوسين، وتسعى لخروجهم من السجون، لكن من جهة أخرى لم ترسل محامي لحضور التحقيقات أو جلسات تجديد حبس والداها.

 

وعن تأثير السجن والدهم على حياتهم، قالت: إنهم يعانوا بالتأكيد من أوضاع معيشية وحياتية شديدة القسوة، مع حبس عائلهم الوحيد، في ظل أسرة تتكون أب، وأم ربة منزل لا تعمل، وثلاث بنات حديثي التخرج، وهي نفسها لا تعمل؛ في الوقت الذي تتحمل فيه الأسرة مبلغ 7000 الآف جنيه تقريبًا كل شهر قبل زيارة والدهم في سجن بدر، وذلك نظير الأدوية والأوراق ومستلزمات السجين.

 

زر الذهاب إلى الأعلى