القاهرة 24.. تجربة شابة نجحت في الاستحواذ على مكانة كبيرة بالسوق الصحفي المصري

دائمًا ما تكون التجارب الشابّة أكثر صعوبة، خاصة وإذا عملت في ظروف ليست هي الأفضل، يكون نجاحها صعبًا، خاصة إذا رفضت الاستسلام، بل وخلقت لنفسها فرصة حقيقية في التواجد ومنافسة الكِبار، حتى أصبحت جزءًا منهم.

موقع “القاهرة 24” الإخباري، الصادر عن شركة القاهرة 24 للصحافة والدعاية والإعلان، ويرأس تحرير الموقع الكاتب الصحفي محمود المملوك، رفع شعار استغلال كل وسائل التطوّر التكنولوجي في التغطية الصحفية، وفتح أبوابه للشباب من الصحفيين والكُتّاب، الذين أعطى لهم فرصة للعمل في منصة إلكترونية بالكامل، استطاعت أن تتحدّى تلك التي عملت لسنواتٍ طويلة بإصدارات ورقية ومطبوعة.

نجح “القاهرة 24” في كسر الكثير من القيود المفروضة على الصحافة الإلكترونية؛ حيث يرى البعض ضرورة أن يكون لك إصدارًا ورقيًا حتى تُطلق على مؤسستك “جريدة”، ولكن “القاهرة 24” نجح في خلق مفهوم “الجريدة الإلكترونية”.

يهتم بكل ما يشغل المواطن في شؤون حياته، هكذا عرّف “القاهرة 24” نفسه على موقعه الإلكتروني، والذي كان في الكثير من الأوقات مثيرًا للجدل، وفرض نفسه على الساحة، والذي يعمل في جميع الموضوعات المتنوّعة، مثل أخبار الرياضة، والفن، والتكنولوجيا، والمرأة، والاقتصاد، وأخبار الحوادث، والتعليم، والسيارات، والثقافة، كما يهتم بالشأن المصري والعربي والدولي في كل التخصصات، بجانب التغطية الإخبارية على مدار الساعة، كما أن الموقع لديه مجموعة كبيرة من كُتّاب الرأي، ويمتلك مساحة لكُتّاب المقالات من الشباب، ويمتلك شبكة مراسلين كبيرة في جميع محافظات مصر، وجميع المؤسسات والهيئات الحكومية.

بداية القصة

وكشف عُدي إبراهيم مدير تحرير “القاهرة 24″، ومسؤول وحدة الذكاء الاصطناعي بالموقع، عن بداية القصة، والتي بدأت عام 2018، على يد الزملاء: محمود المملوك، ومحمد المحلاوي، ومحمود هاني، ثم انضم هو إليهم، وبدأ التسلسل الزمني لانضمام شباب آخرين، في صحيفة إلكترونية شابة، انطلقت من “لا إمكانيات” إلى تجربة ناجحة، وكان العامل المشترك بينهم هو حب المهنة، ثم انطلقت مع مجموعة من الانفرادات، وتغطيات مختلفة لأحداث مهمة، حتى فرضت “القاهرة 24” نفسها.

يقول “عُدي” إن “القاهرة 24” خاضت مشوارًا طويلًا من الموضوعات المميّزة في الكثير من الملفات والقضايا، السياسية، والرياضية، والإنسانية، وغير ذلك.

وأضاف: “وصلنا إلى تسجيل مكالمة الـVAR مع الحكم في إحدى المباريات الهامة، وعلى المستوى الاقتصادي قمنا بانفرادات عديدة، خاصة في البنوك وقطاع المال والأعمال، وكان لنا انفراد مميّز أيضًا في قضية الصحفي الإسرائيلي الذي صرّح بحرق الجنود المصريين في حرب 1967 بإحدى المزارع، ووصلنا آنذاك إلى قائد هذه الكتيبة، الذي أثبت بالدليل كذب الرواية الإسرائيلية، وأن جنود مصر الأبطال خاضوا معركة مليئة بالشرف والبطولة”.

وكان لـ “القاهرة 24” صولات وجولات في الكثير من القضايا التي انفردت بتفاصيلها، مثل حادث شهيد التذكرة، والعديد من حوادث القطارات المختلفة، وأخرى في تعيينات وتغييرات وزارية، وحادث حريق كنيسة إمبابة، ونص التحقيقات في قضايا مهمة أثارت جدلًا واسعًا في الشارع المصري، حتى فرضت نفسها على السوق الصحفي المصري، وكان لها السبق في أغلب الأخبار اليومية.

استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

كان “القاهرة 24” أول موقع أطلق مبادرة لاستخدام لغة البرمجة لإنتاج البيانات الصحفية الاقتصادية دون أي تدخّل بشري، وذلك لأول مرة في العالم العربي، وهو ما أكدته عددٍ من الرسائل العلمية والبحثية، أن “القاهرة 24” كانت أول مؤسسة إعلامية في مصر تستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل عام، وتقنيات الواقع المعزز بشكل خاص، في صناعة الخبر، ما كان له بالغ الأثر في توفير الجهد والوقت ومساندة الجهد البشري، الأمر الذي جعل “القاهرة 24” موضوع بحث لـ7 دراسات علمية عن الذكاء الاصطناعي.

ليس هذا فقط، بل منحت شركة “بوتنسيا سيستمز” الموقع، درعartificial intelligence initiative for press production in middle east؛ لريادته في إنتاج الأخبار باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، دون أي تدخّل بشري، كأول موقع إلكتروني في الشرق الأوسط يُطبّق هذه الخاصية في المواد الصحفية على مدار اليوم.

تحدّيات واجهها “القاهرة 24” خلال تجربته

موقع إخباري بهذا الحجم من التميّز، لابد وأن واجه العديد من التحديات، والتي نجح “القاهرة 24” في التغلّب عليها، وتحويلها إلى نقاط قوة، وجاء أبرزها هو محاولة فرض تجربتك على الساحة، وسط سوق صحفي مفتوح وسريع التطوّر والتغيّر، مع فريق عمل لا يزيد عن 5 أو 6 أفراد فقط في البداية.

وأكد “عُدي” أن التحدّي الأكبر بالنسبة لهم، كان قيام كل فردٍ منهم بأكثر من مهمة، والذي ميّزهم هو قدرتهم على عمل ذلك في بداية التجربة، خاصة مع دخول الذكاء الاصطناعي السوق الصحفي المصري، والذي كان عاملًا مهمًا بالنسبة لهم، وساعد بشكل كبير في التغلّب على مشكلة العدد.

وقال: “كما قال الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى لنا إننا نعاني من تصحّر صحفي، وجاءت القاهرة 24 لتزيده خصوبة، من خلال لغة صحفية رشيقة، ليست بعيدة عن لُغة السوشيال ميديا، وليست عامية دارجة أيضًا، ولكن أقرب للمواطن مثل العامية الفُصحى ببساطة”.

الجوائز التي حصل عليها الموقع

هذه الانطلاقة والاستمرار على القمة، توّج بالعديد من التكريمات والجوائز الصحفية المختلفة؛ فحصل “القاهرة 24” على العديد من الجوائز المحلية والدولية، أبرزها فوزه بجائزة مصطفى وعلي أمين للصحافة الإلكترونية لعام 2019، وكرّمته أيضًا مؤسسة “دير جيست” كـ أفضل موقع صحفي لعام 2022، في استفتاء المجلة لعام 2022، كما حصد الموقع جائزة أفضل موقع إخباري لعام 2022 وأيضًا 2023، في حفل توزيع جوائز “وشوشة” للأفضل، وجائزة أفضل موقع صحفي من مهرجان الفضائيات العربية في 2022.

وفي 2021، نجح “القاهرة 24” في حصد المركز الأول والثاني بـ جائزة كاثرين شنايدر الأمريكية للتميّز الصحفي، وجائزة أفضل موقع صحفي 2021 بـ مهرجان أوسكار العرب، وتم تكريمه بالمركز الأول في جائزة “جمعية كُتّاب صحافة البيئة”.

كما حصل أيضًا على الجائزة الأولى في مسابقة البيئة وجمعية “كُتّاب البيئة حول المناخ”، وجائزة التميّز من مهرجان “وشوشة” للأفضل، وجائزة أفضل موقع صحفي بمهرجان “أوسكار العرب” في العام ذاته.

ونجح الموقع أيضًا في اقتناص المركز الأول في مسابقة “منظمة الزراعة والأغذية العالمية”، وجائزة مهرجان الإسكندرية للإبداع الرياضي، كما حصل على المرتبة الثانية بنسبة 61.4% على مستوى المواقع الإخبارية، وذلك في نتائج استطلاع أجراها مركز بحوث الرأي العام بـ كلية الإعلام جامعة القاهرة، حول تغطية وسائل الإعلام.

ووقّعت “القاهرة 24” العديد من بروتوكولات التعاون للصُم والبُكم، وغيرها من بروتوكولات الأعمال الخيرية المختلفة، ومع جامعات، ومؤسسات مجتمع مدني، وهيئات حكومية، ومؤسسات كبيرة، ووزارات، كان آخرها تعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، بالإضافة إلى وضع خطة مقبلة عن تعاون مع مؤسسات أخرى.

وأشاد الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات بموقع “القاهرة 24″، في حديث جمعه برئيس التحرير محمود المملوك، على هامش وجوده في الساحل الشمالي لقضاء إجازته الصيفية.

محمود المملوك رئيس تحرير “القاهرة 24”

طالما كانت قضية ضم الصحافة الإلكترونية لنقابة الصحفيين، من أبرز التحديات التي تواجه الصحافة الجديدة، لتضم صاحبة الجلالة الزملاء العاملين بالمواقع والبوابات الإلكترونية تحت أجنحتها، باعتبار أنهم صحفيين ولكن باختلاف القالب، خاصة في ظل التطوّر التكنولوجي الكبير الذي شهدته الصحافة في العالم مؤخرًا، وفي القلب منها مصر.

يقول محمود المملوك رئيس تحرير موقع “القاهرة 24″، إن ضم الزملاء الصحفيين الإلكترونيين للنقابة بات أمرًا ضروريًا، خاصة وأنهم صحفيين فاعلين ونشطين في الوسط الصحفي، ولديهم القدرة على الإبداع بمهنية، باستخدام كل السُبل التكنولوجية الحديثة، وتوظيفها لخدمة الصحافة، لافتًا إلى أن نحو 70% من العمل الصحفي الآن، أصبح قائمًا على المواقع الإخبارية الإلكترونية، والتي يعمل بها زملاء مؤهلون للحصول على عضوية النقابة.

وأضاف أن عضوية المواقع الإخبارية الإلكترونية بنقابة الصحفيين، سيعود بالنفع على تلك المؤسسات، التي سيكون للعاملين بها مظلّة حماية قانونية، وأيضًا انتماءً لصرح عريق مثل نقابة الصحفيين، والأهم أن يشعر الزملاء أنهم ينتمون لكيان رسمي ومهني، ولا يصبحوا مُعرّضين لاتهامهم بانتحال الصفة أمام القانون.

وتابع: “لا يمكن التغافل عن منفعة أخرى، وهي حصول الزملاء على بدل التدريب والتكنولوجيا، والذي سيُساهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المؤسسات الصحفية في مصر”.

وعن آليات ضم الصحافة الإلكترونية، اقترح “المملوك” أن يشترط قانون النقابة في تكويد المواقع الإلكترونية، أن تكون منتظمة الصدور، وحاصلة على ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وترشّح عددًا تحدده النقابة من الزملاء، وينطبق عليها نفس الشروط التي يُقرّها القانون على الصحف المطبوعة، سواءً فيما يخص الأرشيف، أو فتح الملفات التأمينية، بالإضافة إلى التأكّد من استقرار المؤسسة ماليًا وإداريًا، مع ضرورة أن تراقب النقابة المؤسسات التي تطلب التكويد، وتتأكّد من التزامها بالأكواد المهنية، وعدم صدور أي مخالفات في حقها، أو جرائم أخلاقية، أو مُخلّة بالشرف.

ولفت “المملوك” إلى ضرورة تعديل قانون نقابة الصحفيين، بما يضمن تكويد تلك المواقع والبوابات الإلكترونية، وفي حال بدأ المجلس في هذه التعديلات، سيكون “القاهرة 24” من المؤسسات المشاركة بطرح وجهة نظره.

زر الذهاب إلى الأعلى