“المهاجر”.. صوت اللاجئين والمهاجرين في مصر والشرق الأوسط

وافدون على أرض مصر من جنسيات مختلفة وديانات متنوعة، أجبرتهم ظروف الحرب والنزاعات في بلادهم على البحث عن ملاذ آمن يحتمون به، منهم من جاء بمفرده بعد أن فقد أهله وماله وترك خلفه ذكريات الطفولة وأيام الصبا، ومنهم من جاء بصحبة أسرته، جميعهم قطعوا رحلة عبور قاسية عبر الحدود لا تزال تفاصيلها محفورة في أذهانهم، كل ذلك كان حافزًا للصحفي “إيهاب زيدان” لإطلاق منصة إعلامية وخدمية، هي الأولى من نوعها، موجهة للمهاجرين واللاجئين في مصر والشرق الأوسط، تتحدث عنهم ولهم. 

بداية الفكرة

انطلقت شرارة الفكرة في ذهن “إيهاب زيدان” عام 2019، حيث كان صحفيًا متخصصًا في تغطية قضايا الهجرة واللجوء، ولاحظ حينها بحكم تخصصه، ندرة المعلومات المتاحة عن تلك الفئة، إضافة إلى عدم اهتمام أي من الصحف والمواقع الإلكترونية بذلك الجمهور العريض، وعدم وجود مكان يوفر لهم الدعم اللوجستي الكامل المتعلق بالتوعية الخاصة بحقوقهم وواجباتهم علاوة على التوعية القانونية؛ ومن هنا قرر إطلاق منصة إعلامية وخدمية موجهة للمهاجرين واللاجئين المتواجدين على أرض مصر وداخل الشرق الأوسط، وفي غضون وقت قليل وتحديدًا مع بداية عام 2023 كانت انطلاقة منصة “المهاجر” عبر الإنترنت.

أهداف المنصة

المهاجر هي أول منصة إلكترونية تفاعلية معنية بقضايا الهجرة واللجوء في الشرق الأوسط، تسعى لتحقيق مجموعة من الأهداف بأيدي فريق العمل الخاص بها، تتمثل في توفير الدعم المعلوماتي الكافي للمهاجرين واللاجئين الموجودين في مصر بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام، إلى جانب توفير التوعية القانونية اللازمة لهم للتعامل خلال المواقف المختلفة وحين التعرض لأزمات، وبحسب إيهاب زيدان المؤسس والمدير التنفيذي، في حديثه مع مؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام، تقدم المنصة الإعلامية أيضًا دعم نفسي للاجئين، ودعم مهني من خلال نشرتي الدعم النفسي، والفرص والوظائف والتدريبات الأسبوعية.

محتوى المهاجر

بخلاف ما توفره المهاجر من دعم معلوماتي وتوعية للاجئين والمهاجرين، فإنها تقدم أيضًا خدمات إنتاج محتوى صحفي لصالح مؤسسات إعلامية ومنظمات مجتمع مدني، لتسليط الضوء على قضايا اللاجئين والمهاجرين في الشرق الأوسط.

أنتج فريق المهاجر مجموعة من التقارير والتحقيقات الاستقصائية والمدفوعة بالبيانات، كشفت مجموعة واسعة من التحديات والإشكاليات التي يعاني منها اللاجئون/ات وطالبي/ات اللجوء، أبرزها تحقيق مدفوع بالبيانات يكشف كيف مول الاتحاد الأوروبي خفر السواحل الليبي لقتل اللاجئين في البحر المتوسط؟، وتحت عنوان “حق محجوب” أنتج فريق “المهاجر” تحقيقًا وثق فيه امتناع مستشفيات حكومية وخاصة عن علاج لاجئات خلال جائحة كورونا، وتحقيق آخر حول كيف تربح ميليشيات الدعم السريع من قطع الاتصالات في السودان، وآخر يربط بين الهجرة وأزمة المناخ بعنوان الكوارث المناخية في إفريقيا تدفع الأفراد للهجرة بحثا عن حياة أفضل، ومجموعة متنوعة أخرى من التحقيقات الاستقصائية والتحقيقات المدفوعة بالبيانات. 

أنتج المهاجر أيضًا في إطار منحة من المركز الدولي للصحفيين 4 قصص متنوعة، أولها تحقيق مدفوع بالبيانات بعنوان: “حبر على ورق.. الحوثيون يخرقون اتفاقهم مع الأمم المتحدة ويستمرون في تجنيد أطفال اللاجئين والمهاجرين الأفارقة بالمخالفة للقوانين والاتفاقيات الدولية”، وثق فيه تجنيد أطفال اللاجئين الأفارقة في اليمن، إضافة لمنهجيات ومسار تجنيد الأطفال الأفارقة في اليمن، وعدد المجندين في كل محافظة، والثاني تحقيق مدفوع بالبيانات من السودان بعنوان: “حرب على أجساد النساء.. طرفًا الصراع في السودان يغتصبن الرجال والسيدات”، وُثق فيه كيف يستخدم طرفي الصراع في السودان الاغتصاب بحق السيدات وبعض الرجال كسلاح عسكري؟ مع توثيق الوقائع بالبيانات وتوثيق استهداف بعض الأقليات، ورصد النتائج المترتبة على ذلك.

أما التحقيق الثالث فكان من الأردن بعنوان: “خارج سور المدرسة.. تقليص المساعدات للاجئين السوريين في الأردن يدفع الطلاب لسوق العمل وترك المدرسة”، وُثق فيه التأثير الطردي بين خفض مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة فاو المساعدات العينية والغذائية المقدمة للاجئين السوريين في الأردن، وبين ارتفاع نسب التسرب المدرسي، بسبب اتجاه الأطفال للعمل لمساعدة ذويهم في توفير احتياجاتهم، وبالتالي تتحمل المفوضية والمجتمع الدولي عواقب حرمان أطفال اللاجئين من التعليم، وهو حق أصيل من حقوق الإنسان وفقا للاتفاقيات الدولية.

والقصة الرابعة بعنوان: “خلف الستار.. لاجئات يقعن ضحايا للابتزاز الجنسي والاحتيال من قبل قيادي مجتمعي في مصر”، رصدت فيه منصة “المهاجر” جرائم الابتزاز الجنسي والاحتيال الذي مارسه لاجئ سوري ادعى أنه قيادي مجتمعي بحق اللاجئات في مصر، رُصد فيه شهادات 7 لاجئات حول تعرضهن لابتزاز وتحرش واحتيال.

شراكات وتدريبات

حصل إيهاب زيدان المؤسس والمدير التنفيذي لمنصة “المهاجر” على سلسلة تدريبات حول إطلاق الشركات الناشئة (Start Ups) لمدة عام متواصل، وشارك بالمهاجر في أعمال مؤتمر رواد الأعمال الاجتماعيين 2023. 

اُختير المهاجر كواحد من 8 مشروعات إعلامية ناشئة حصلت على التوجيه والتدريب من قبل برنامج توجيه المبادرات الإعلامية الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع لشبكة الصحفيين الدوليين بالتعاون مع المركز الدولي للصحفيين، وعقدت المنصة شراكة مع شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية.

الشراكة مع شبكة أريج سبقتها مجموعة شراكات مع مؤسسات صحفية وإعلامية إقليمية ودولية، في 9 دول مختلفة.

تحديات

يعتبر إيهاب زيدان أبرز التحديات التي تواجهه وكافة فريق”المهاجر” تتمثل في قلة الدعم المادي، حيث تقوم المنصة على جهود ذاتية بفريق عمل كامل من الشباب، فضلا عن عقبة أخرى تتمثل في تخوّف فئة اللاجئين والمهاجرين من التحدث لأي وسيلة إعلامية ما يدفع العاملون في المنصة إلى بذل جهد مضاعف لكسب ثقة تلك الفئة المتواجدة على أرض مصر، علاوة على صعوبات التواصل والوصول لمصادر في دول الصراع، ويطمح “زيدان” في توفير الدعم اللازم للعاملين في مجال تغطية قضايا المهاجرين لتقديم محتوى أفضل ومعلومات كافية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى