بوابة مصر 2030.. صحافة تُعبّر عن المواطن وتكشف ما وراء الحدث
تعددت التجارب الصحفية الشابة في مصر خلال السنوات الماضية، ما يزيد من تنوّع السوق الصحفي المصري، باختلاف طبيعة تلك التجارب وسياساتها التحريرية، تصنع الفارق في ما يتناوله القارئ، كجزء من حقه في المعرفة، والتي حملت في طيّاتها الكثير من الطموحات والآمال، تناضل في طريقٍ طويل من البحث عن صحافة حرّة.
“بوابة مصر 2030” أبرز تلك التجارب الشابة والواعدة، التي قدّمت منذ انطلاقها تجربة صحفية ثرية، نجحت خلالها في الخوض بمجموعة من الملفات، وتواصلت بصورة مباشرة مع وزراء ومسؤولين، استضافتهم للخوض في قضايا الناس ومشكلاتهم.
عملت “بوابة مصر 2023” أيضًا على صحافة الشارع، من خلال نافذة “شكاوى المواطنين”، والتي أصبحت قناة تواصل رسمية ذات اتجاهين، بين المواطن والحكومة بأجهزتها المختلفة، تنطلق منها استغاثات المواطنين، ما يجعل صوتهم مسموعًا، باعتبار أن ذلك دورًا هامًا من الأدوار الأساسية التي تقوم بها الصحافة.
“موقع إخباري شامل، تتابعون فيه الأخبار المصرية، والعربية، والعالمية، في السياسة، والاقتصاد، والعلوم، والتكنولوجيا، والرياضة، والفن، والحوادث”، هكذار عرَفت “بوابة مصر 2030” نفسها على موقعها الرسمي، لتتناول صحافة تناقش كل القضايا، وأيضًا الحِرص على نقل صوت المواطنين، واهتمّت البوابة بتقديم صحافة مختلفة، عن طريق البحث فيما وراء الخبر، وهو ما يجعلهم دائمًا يبحثون عن الاختلاف والتميّز في جميع القضايا التي يتم تناولها.
بداية القصة
بدأت قصة “بوابة مصر 2030” منذ نحو 3 سنوات، والتي تتبع مؤسسة أسواق للمعلومات، وهي مؤسسة اقتصادية متكاملة، تهتم بالسلع الاستراتيجية، والبورصات المحلية والعالمية، ويصدر عنها عِدة نُسخ، باللغة العربية والأجنبية، ولها العديد من الإصدارات المختلفة.
قررت إدارة المؤسسة التحوّل من التخصص الاقتصادي، إلى إنشاء بوابة شاملة تضم جميع الأقسام، ومن هنا انطلقت قصة “بوابة مصر 2030″، التي اُختير اسمها ليكون مُعبّرًا عن رؤية الدولة المصرية 2030، عينًا للمواطن، وأخرى للمسؤولين.
تحت شعار “بوابة مصر 2030.. ما وراء الحدث”، انطلقت تلك البوابة الشابة، التي يعمل بها نحو 90 زميل/ة، أكثر من 60% منهم أعضاءً في نقابة الصحفيين.
السياسة التحريرية
يقول الصحفي علي الحمداوي نائب رئيس تحرير “بوابة مصر 2030″، إن الموقع اعتمد سياسة تحريرية واضحة منذ إنشائه، وهي سياسة تحريرية مُعتدلة، تحاول قدر الإمكان الابتعاد عن الإسفاف والابتذال، وما يُطلق عليه “صحافة التريند”؛ وذلك بهدف تقديم محتوى صحفي موثّق من مصادره، يليق بالمواطن.
أخذت “بوابة مصر 2030” على عاتقها هدفًا واضحًا، وهو التحقق من المعلومات، بما يتوافق مع فكرة تقديم محتوى يتضمّن “ما وراء الحدث”، وعدم الاكتفاء بتقديم معلومة فقط، ولكن يقوم الصحفيون/ات بتقديم معلومة واضحة وسهلة، تكشف تفاصيل جديدة فيما وراء الخبر، وموثّقة من مصادرها الرسمية.
يضيف “الحمداوي” أن “بوابة مصر 2030” لم تلهث يومًا وراء “التريند”، أو جمع المشاهدات والأرباح على موقعها ومنصّات السوشيال ميديا، عن طريق تقديم موضوعات مُبتذلة أو غير حقيقية، أو حتى بعيدة عن اهتمامات المواطنين، وحاولت قدر الإمكان أن تكون “من وإلى الجمهور”.
ووضعت “بوابة مصر 2030” شروط تُلزم الصحفيين/ات، الالتزام بميثاق الشرف الصحفي، وعدم الإخلال بالأكواد والقوانين واللوائح الصحفية، والأخلاق المهنية.
تحدّيات واجهت “بوابة مصر 2030”
تواجه الصحافة في مصر بشكل عام العديد من التحدّيات، وفي القلب منها تجربة “بوابة مصر 2030” الشابة، والتي واجهت تلك التحدّيات في بداية انطلاقها، ولكنها نجحت في التغلّب عليها، بمجهود من الصحفيين/ات العاملين/ات بها، سواءً على مستوى سُرعة الانتشار، أو جودة المحتوى المُقدّم.
أكد “الحمداوي” أن انتشار السوشيال ميديا كان تحديًا كبيرًا واجه البوابة في بداية انطلاقها، والذي دفعها إلى ضرورة التواجد في كل الأحداث دائمًا، حتى تنقل المعلومة بشكل دقيق، دون تجاهل عُنصر السرعة الذي خلقته السوشيال ميديا.
أبرز التحدّيات التي واجهت “بوابة مصر 2030″، كانت أزمة كبيرة مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، بسبب حقوق الملكية حول اسم البوابة؛ حيث اعتبرت الوزارة أنه حق ملكية لها، ولكن نجح الصحفيون في التغلّب على هذه الأزمة، والحصول على التراخيص اللازمة من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
وللتغلّب على أزمات التمويل والاستدامة التي تعاني منها أغلب المؤسسات الصحفية اليوم، لفت نائب رئيس مجلس الإدارة، إلى اتجاه البوابة تعديد مصادر الدخل، بهدف الحفاظ على اقتصاديات المؤسسة، وذلك عن طريق جذب أكبر عددٍ ممكن من القُرّاء أو المُعلنين، وفي نفس الوقت الحفاظ على مهنية المواد المُقدّمة.
أبرز الملفات والأقسام
عملت “بوابة مصر 2030” على قضايا تُهم المواطنين، وهو ما اعتبرته هدف من الأهداف التي خُلقت من أجلها الصحافة، وهو التعبير عن الناس ومشكلاتهم، ومناقشة قضاياهم، بالإضافة إلى طرح ملفات مختلفة تتعلّق بالدولة، ومواجهة الشائعات بتقديم معلومة صحيحة.
تحتوي البوابة على العديد من الأقسام المختلفة، التي تناقش قضايا المواطنين والحكومة، مثل أقسام: “الأخبار، السياسة، الحوادث، الاقتصاد، المحافظات، الخارجي، الدين والفتاوى، اللايف ستايل، شكاوى المواطنين”.
وتتميّز “بوابة مصر 2030” بقسم “مشروعات مصر”، وهو الذي يهتم بكل ما تقد!مه الدولة من مشروعات قومية، بما يتوافق مع رؤية الدولة التي تحمل البوابة جزءًا منها؛ بهدف تعريف المواطنين بها، وبجهود الدولة على كافة الأصعدة.
وكشف “الحمداوي” عن خطة البوابة خلال الفترة المقبلة، وهي تحويل الإصدار الإلكتروني إلى آخر مطبوع، وبالفعل بدأت المؤسسة السير في الإجراءات القانونية للحصول على ترخيص إصدار مجلة أسبوعية تحمل اسم “مجلة مصر 2030”.