“تليجراف مصر”.. مولود جديد يُقدّم صحافة تليق بالقارئ
أصبح من الصعب خلال السنوات الماضية، أن تلتزم الصحف والمواقع الإخبارية المختلفة بالأخلاق المهنية للصحافة، بعد ظهور ألوان مختلفة من التكنولوجيا، التي وظّفتها الصحافة في موضوعاتها، مثل البث المباشر، والـSEO، والسوشيال ميديا، وغير ذلك، حتى أصبحت قضية العصر.
“تليجراف مصر” نجح في تحقيق تلك المعادلة، وتحت شعار “صحافة تليق بك”، انطلق هذا المولود الجديد في عالم الصحافة، وسط الكثير من التحديات التي تمر بها المهنة بشكل عام، والصحافة في مصر بشكل خاص، ونجح في اقتناص كفاءات من شباب الصحفيين، ليخلق تجربة شابة قوية وثرية.
بداية القصة
بدأت قصة “تليجراف مصر” منذ عامين تقريبًا، حينما فكّر الكاتب الصحفي سامي عبدالراضي والكاتب الصحفي محمد فودة، في الخروج بموقع إلكتروني إخباري، يُقدّم صحافة مهنية ومختلفة، وتم تأجيل الفكرة أكثر من مرة، ولكن حان وقت تحقيق الحُلم، والذي بدأ تجهيزه فعليًا منذ يونيو 2023، وتشكيل فريق العمل من الصحفيين المُحترفين خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، ومن ثم كانت الانطلاقة في 17 ديسمبر الماضي.
التقى سامي عبدالراضي بزميله محمد فودة عام 2007 في جريدة المصري اليوم، والذي أصبح بعد ذلك كبير محرري الإمارات، ونشأت بينهما صداقة قوية، ثم حُلم كبير بصرح صحفي وإعلامي متميّز، أصبح اليوم هو “تليجراف مصر”.
لماذا “تليجراف مصر”؟
لم يكن اختيار اسم “تليجراف مصر” أمرًا سهلًا، ولكن استغرق ذلك مجهودًا ووقتًا كبيرين، للاختيار من بين نحو 100 اسم تقريبًا، حتى تم الاستقرار على نحو 5 منهم، ثم الاتفاق على “تليجراف مصر”، باعتبار أن هذا يُعبّر عن الاختصار، أو الرسالة الواضحة والمباشرة، والمرتبطة بالكلمة، وهو ما يُعبّر عن السياسة التحريرية للصحيفة، بتقديم صحافة واضحة وسهلة للمواطن، تخدمه، وتساعده على المعرفة.
ماذا يعني “صحافة تليق بك”؟
“صحافة تليق بك”، هو شعار “تليجراف مصر”؛ حيث يُقدّم صحافة تليق بالمواطن مهنيًا وأخلاقيًا، وهذا هو السبب الرئيسي وراء انطلاق هذه الفكرة، لتقديم صحافة تحترم عقول المواطنين، ولا تلهث وراء “التريند”.
يقول سامي عبدالراضي رئيس التحرير: “نعمل بجهد للابتعاد على إسفاف التريند، وتقديم صحافة بمحتوى يليق بالجمهور المصري، ويحترم أدبيات المهنة التي تعلّمناها طوال سنوات عملنا في كُبرى المؤسسات، يجب على الصحافة ألا تعطي قيمة لما يُقدّمه الداعين للإسفاف على السوشيال ميديا أو في الشارع، وعدم الاكتراث بما يقولون أو يفعلون، هذه رسالة الصحافة الحقيقية، صحافة تحترم منطق الجمهور، وتُقدّم له خدمة، وتكون مناسبة له ولأخلاقيات المجتمع”.
ويضيف: “سياستنا التحريرية تعتمد على الدقة، وكل ما هو مهني وأخلاقي، نحاول قدر الإمكان الحفاظ على الحياد، والوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وعدم الانحياز، بالإضافة إلى تدقيق المعلومات، وتقديم صحافة قريبة من المواطن، وتُعبّر عنه، وليست جافة”.
التحدّيات التي واجهت “تليجراف مصر”
واجهت تجربة “تليجراف مصر” تحديات كثيرة قبل الانطلاق، جاء أبرزها العمل التقني المُعقّد، والأجهزة، والإنترنت، وتجهيز المُعدات واستديوهات التصوير، والتي واجهتها بكل قوة، ونجحت في التغلّب عليها.
وإجمالًا تواجه الصحافة في مصر تحدّيات كثيرة، وبالطبع في القلب منها المولود الجديد “تليجراف مصر”، الذي انطلق شعاعه منذ نحو 45 يومًا فقط، جاء أبرزها إتاحة المعلومات، خاصة في ظل غياب قانون حرية تداول المعلومات، ما يؤثّر بشكل أو بآخر على الموضوعات المُقدّمة، ويجعل الأمر أكثر صعوبة على الزملاء الصحفيين.
أكد سامي عبدالراضي أن هذا كان التحدّي الأكبر والأبرز للمؤسسة، في ظل غياب جرأة المسؤولين والتنفيذيين للكلام مع الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة، وهو ما يتسبب في غياب تداول المعلومات، قائلًا: “هل يمكن أن يكون السبب في ذلك هو الخوف من الحديث مع أيٍ من وسائل الإعلام؟ كيف يمكن أن تناقش الصحافة قضايا المجتمع المختلفة بدون مسؤولين؟ الصحافة ليست بعبع أو أمرًا مزعجًا”، لافتًا إلى أن مشاركة المسؤولين للصحافة ووسائل الإعلام هو سلاح تواجه به الدولة الشائعات، والأزمات، والكوارث، ويمنع حدوث المشكلات.
المعادلة بين المهنية والانتشار
ظلّت المعادلة بين المهنية والانتشار أمرًا صعبًا، خاصة على صعيد المؤسسات التي تهتم بالابتعاد على التدنّي أو الإسفاف، مثل “تليجراف مصر”.
ولفت سامي عبدالراضي إلى كثرة الصحف والمواقع خلال السنوات الماضية، والذي له جانبان؛ الأول إيجابيًا لأنه يخلق تنوّعًا في السوق الصحفي المصري، وآخر سلبيًا لصعوبة ضبط كل ما يُنشر على تلك المواقع والصحف بشكل كامل، وفي حال الخطأ، ينعكس ذلك على كل الصحف، حتى تلك التي تحرص دائمًا على المهنية.
يُعد التحدّي الأكبر بالنسبة لـ”تليجراف مصر” هو البث المباشر، والربط بين المهنية والانتشار؛ حيث قال سامي عبدالراضي: “الصحافة تنتشر عندما تعمل بمهنية، وفي قضايا تُهم الناس، وتخدمهم، ليس اللهث وراء التريند والإسفاف”.
وأضاف: “معادلة الانتشار والمهنية هي معادلة صعبة جدًا، والتي تُعتبر رهانًا كبيرًا على المؤسسة، تحقيق الانتشار وتقديم ما يحتاجه الجمهور، وتحقيق رغباته، بدون تقديم صحافة صفراء، تليجراف مصر تحاول تقديم خط خاص بها في الكتابة، والفيديو، والبث المباشر، والبرامج، والأخبار”.
أبرز الملفات التي عملت عليها “تليجراف مصر”
منذ انطلاقها كانت مختلفة، ونجحت في تحقيق العديد من الانفرادات، وناقشت ملفات وموضوعات مهمة، سواءً على المستوى السياسي، أو الرياضي، أو الاقتصادي، وأيضًا استخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة؛ حيث تعمل المؤسسة على إطلاق مشروع جديد يجمع بين الصحافة والذكاء الاصطناعي قريبًا.
أبرز الملفات التي خرج بها “تليجراف مصر مؤخرًا”، هو تحقيق حول الصحفي الذي زعُم البعض اغتياله في الغردقة، بسبب عمله على موضوع يخص الرئيس الأوكراني زيلينسكي، وعملت الجريدة على تقصّي الحقيقة، حتى اكتشفت أنه اغتيال بلا جثة، وصحفي بلا صحافة، وأكدت أن الموضوع في مجمله كان “فنكوش”، كما عملت الجريدة أيضًا على ملف الإعلامية والمذيعة إيمان الحصري، ونجحت في الحصول على انفرادات وتفاصيل جديدة موثّقة.
طموح المؤسسة خلال السنوات المقبلة
“نطمح إلى التوسّع في كل دول العالم”، هكذا قال سامي عبدالراضي رئيس التحرير، الذي أكد أن المؤسسة لديها مراسلين في عدد من دول العالم، مثل: فرنسا، وإيطاليا، والسعودية، ولبنان، وكندا، وتحاول إنشاء شبكة مراسلين خارج مصر حول دول العالم كلها.
كما تطمح المؤسسة إلى المشاركة في أكبر وأضخم المسابقات المحلية والدولية، بموضوعات مهنية، تشجّع على صحافة حرة، ومختلفة، ومهنية، وتقديم نماذج من صحفيين مهنيين للنور.
ما يجعل “تليجراف مصر” مختلفًا، هو التطلّع لتقديم محتوى مختلف في الكتابة، والعناوين، والفيديو، صحافة في مضمونها مختلفة، تناقش زوايا جديدة، وتعمل على الاختلاف في الشكل والعناوين والتصميمات.
وتطمح الجريدة لإصدار أول مطبوع ورقي لها، بمطلع شهر رمضان المقبل، وبالفعل حصلت على ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بإصدار صحيفة أسبوعية، وسيتم إطلاق “تليجراف مصر” الأسبوعية خلال فترة قصيرة، لتغزو السوق بصحافة مختلفة.
أقسام العمل داخل الجريدة
تعتمد الجريدة العديد من الأقسام المختلفة، التي يأتي أبرزها قسم الأخبار، والذي يضم داخله وحدة للسياسة، ثم القسم الرياضي، وقسم الاقتصاد، وأيضًا قسم المالتميديا، وهو المسؤول عن منصات التواصل الاجتماعي، وأقسام المنوعات والفيتشر، والتي تقدّم لقطة مختلفة للقارئ، وعناوين جذّابة، وغير ذلك.
تهتم “تليجراف مصر” بالتدريب، وعملت على استقطاب المتميّزين من طلاب كليات الإعلام المختلفة، والذين نجحوا في إنتاج مواد صحفية متكاملة، من كتابة إلى تصوير، ثم مونتاج، وحققوا العديد من الانفرادات المختلفة، بالإضافة إلى اهتمامها بالتدريب وتطوير مهارات العاملين بها.
حوارات مع شخصيات مؤثّرة
منذ انطلاق الجريدة، حرص سامي عبدالراضي رئيس التحرير على إجراء حوارات مختلفة مع شخصيات إعلامية وصحفية مؤثّرة، وبسؤاله قال: “حرصت على ذلك بهدف التطرّق إلى الجانب الإنساني لهذه الأسماء اللامعة، فحاورت مصطفى بكري، ومحمد الباز، وعماد حسين، ومحمد علي خير، وطارق عبدالجابر، وغيرهم، والذين يملكون تفاصيل قوية ومشوّقة حول حياتهم الشخصية، واهتمّت حواراتي بالجانب الشخصي والإنساني لهؤلاء الكُتاب والإذاعيين والإعلاميين، لأوجّه رسالة قوية بأن الجميع لديه قصة خفية، مليئة بالتفاصيل، ومن الممكن أن تبدأ بتفاصيل صعبة، ثم تنجح في تحقيق ذاتك، وتصبح ناجحًا، الجميع يمر بتجارب صعبة لا يتحمّلها أحد، وفي النهاية ينجح في التغلّب عليها، إذا أراد ذلك”.