“جريدة اللواء”.. صوت الحرية الثائر ضد الاحتلال البريطاني في مصر
تنوعت أساليب الزعيم الوطني المصري “مصطفى كامل” في كفاحه الوطني ضد الاحتلال الإنجليزي طلبًا لاستقلال مصر، ومن بين هذه الأساليب كانت جريدة اللواء، حيث رأى الزعيم الوطني أنه لا بد من إصدار جريدة يومية تصل إلى الشعب وتتصل بالرأى العام بشكل مستمر، ويغذي بها عقول القراء/القارئات ونفوسهم/ن، ثم تكون علمًا للحركة الوطنية التي بعثها واقتاد بزمامها.
البداية
بدأت فكرة إصدار “جريدة اللواء” حين أعد الزعيم الوطني مصطفى كامل معدات إصدارها عام 1899، وكان مقرها الأول بالمنزل رقم 13 بشارع فهمي بجوار محطة باب اللوق في القاهرة، ثم انتقل بها بعد حوالى عامين إلى المنزل رقم 29 بشارع الدواوين «نوبار باشا الآن» أمام وزارة العدل، وهو المنزل الذى عرف بـ”دار اللواء”، بحسب ما جاء في كتاب عبدالرحمن الرافعى بعنوان «مصطفى كامل باعث الحركة الوطنية»، حيث أراد الزعيم الوطني الشاب شحذ نفوس الشعب المصري ضد الإنجليز، وإعلاء روح الوطنية بينهم بكتابات صحفية جريئة.
إصدارات اللواء
أصدرت اللواء صفحاتها يوميًا باستمرار حتى فى يوم الجمعة، وكانت لا تتوقف عن الإصدار إلا في اليوم الأول من عيدي الفطر والأضحى، ثم أخذت تحتجب يوم الجمعة ابتداءً من شهر مايو 1901، وكانت تصدر على أربع صفحات، ثم في ثمانِ صفحات منع أواخر سنة 1906، بعد أن أحضر الزعيم مصطفى كامل آلة طباعة كبرى تطبع12 ألف نسخة في الساعة الواحدة، ما ساعد على زيادة إصداراتها.
المحتوى
بحسب ما ذكره”الرافعي” في كتابه، فإن مصطفى كامل كان يكتب الافتتاحية فى أكثر الأيام ويوقع عليها بإمضائه الشخصي، وكتب في جريدة اللواء المصري أعلام الكتاب والشعراء الوطنيين، منهم محمد بك فريد، خليل بك مطران، أحمد شوقى أمير الشعراء، إسماعيل باشا صبرى، مصطفى بك نجيب، إسماعيل بك شيمى، ويصا واصف، محمود بك سالم، فؤاد بك سليم، أحمد أفندى حلمى، وغيرهم من الكتاب.
الزعيم مصطفى كامل، كان صاحب لمسة مهمة في التاريخ السياسي للبلاد، كللها بتأسيس جريدة «اللواء» التي حملت من خلال صفحاتها لواء الحركة الوطنية، حيث اتسمت اللواء بالموضوعات الخطابية المحفزة للشعب والإصرار على خصومة الإنجليز، ولم تتحول عن ذلك المسار رغم ضغوط الاحتلال.
كانت صفحات”اللواء” منبرًا يقرأ فيه الشعب كل يوم خطبة بقلم مصطفى كامل بشأن الاستقلال، ما كان يشحن روح الوطنية في نفوس الوطنيين من أبناء الشعب، و كانت اللواء تحثُّ الشعب على المطالبة بالاستقلال، فكان منها بعث الوعي الوطني ومقاومة الاحتلال البريطاني.
وتعليقا على تاريخ الجريدة العريقة، قالت الدكتورة أماني ألبرت أستاذ ورئيس قسم الإعلان بإعلام بني سويف، لمؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام، إنه لم تكن الصحف في هذه الحقبة التاريخية محايدة، بل نشأت من قلب الواقع من أجل قضايا محددة ليكون لها دور كبير في تحريك الرأي العام والتأثير عليه.
واعتبرت “ألبرت”، أن السبب الرئيسي لنشأة الصحف في هذه الحقبة لتعكس وعي وطني قوي يترجم الواقع إلى رأي ويحث الجمهور على المشاركة لتغييره.