جريدة وبوابة الفجر.. 19 عامًا من الصحافة الجريئة والمتمرّدة

في نهار الرابع من يونيو 2005، كان المجتمع المصري على موعدٍ مع خروج مولود جديد للنور، يُسمّى “جريدة الفجر”، بشِعار يحمل اللون الأزرق، الذي يُعبّر عن الجرأة والقوة، ورسمًا لشابة تهتف بجوار علم مصر، وظلّ هذا الشِعار رفيقًا لها طوال 19 عامًا.

“الفجر” الصحيفة المتمرّدة، التي بزغ اسمها مع طليعة نهار ذلك اليوم، ظلّت شمسها تُضئ حتى الآن، حملت على عاتقها أن تكون منبرًا للمواطن، باحثًا دائمًا عن الحقيقة، وخاضت حروبًا فكرية في القضايا والملفات الجريئة، ودفعت أثمانًا كبيرة في سبيل ذلك.

شعار “جريدة لا تستسلم” لم يأتِ من فراغ، ولكنه عبّر عن المراحل التي عشاتها جريدة الفجر، التي خرجت من رحم الكثير من الأزمات، والمِحن، والتحدّيات، ونجحت في أن تعود كل مرّة من جديد، تصنع صحافة مستقلّة، مختلفة، وجريئة.

حاربت مؤسسة الفجر بمنصّاتها المختلفة، في قضايا وملفات محلية ودولية، أبرزها فساد الحزب الوطني في عز قوّته، وكان لها دور كبير في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين، ومحاربة تضليل الشعب المصري، وعملت على رفع وعيه تجاه ما كان يُحاك له من مؤامرات.

جريدة الفجر

جريدة الفجر هي صحيفة مصرية أسبوعية، مقرّها القاهرة، تأسست في 4 يونيو 2005، ويرأس مجلس إدارتها رجل الأعمال المصري نصيف قزمان، ورئيس مجلس تحريرها الصحفي المصري عادل حمودة، ورئيس التحرير التنفيذي للعدد الورقي الكاتبة الصحفية منال لاشين، ورئيس التحرير التنفيذي للبوابة الإلكترونية الدكتور مصطفى ثابت.

تُعتبر جريدة الفجر صحيفة مستقلّة، والتي حُوكم رئيس تحريرها أكثر من مرة في قضايا نشر، في عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك؛ بسبب جرأة الموضوعات التي كانت تناقشها، وعناوينها غير المألوفة.

على الرغم من مصادرة عدد الصحيفة أكثر من مرّة طوال تاريخها، وحجب مقالات رؤساء التحرير، إلا أن الجريدة ظلّت طوال ذلك الوقت تحارب بقوّة في مواجهة التحدّيات التي عاصرتها الصحافة على مدار أكثر من مرحلة عشاتها مصر، وخاضت في الكثير من الملفات الهامة، وفتحت الأفق في مواجهة قضايا الفساد السياسي، والمالي، والأخلاقي، وغير ذلك، وحققت صدى واسع في الشارع المصري، وكانت “صداع” دائم في رأس الحكومات والأنظمة.

بفريق عمل صغير، حققت جريدة الفجر نجاحات غير مسبوقة، وخلقت لنفسها مساحة كبيرة وسط الصحف المستقلّة، وأنارت لنفسها مسارًا مختلفًا، وخرج منها كِبار الكُتّاب الصحفيين، ورائدي العمل الصحفي والإعلامي في مصر الآن.
بوابة الفجر الإلكترونية

خرجت جريدة الفجر بمولودها الأول بعد عام فقط من انطلاقها؛ ففي 2006 نجحت في تأسيس بوابتها الإلكترونية، على الرغم من عدم انتشار ثقافة المواقع الإخبارية الإلكترونية في ذلك التوقيت، إلا أنها كانت صاحبة الفكرة، واستنبطت مُبكرًا أن الصحافة الإلكترونية قادمة في الأفق.

أسس البوابة الإلكترونية لجريدة الفجر الدكتور مصطفى ثابت، وهو رئيس تحريرها التنفيذي حاليًا؛ حيث كان الغرض منها في بادئ الأمر، هو أرشفة العدد الورقي بصورة PDF؛ لحفظه وتسهيل إطلاع الجمهور عليه في كل وقت ومكان، خاصة وأن مصر خلال تلك السنوات حتى ثورة 25 يناير 2011، عاشت ظروفًا مختلفة، وشهدت الصحافة المستقلّة تحوّلات كبيرة في ذلك التوقيت.

بداية الانطلاق

تحدّث الدكتور مصطفى ثابت رئيس التحرير التنفيذي لبوابة الفجر الإلكترونية إلى المرصد، والذي كشف تفاصيل المشوار الطويل الذي خاضه، وكان مليئًا بالتحدّيات خلال مرحلة الإطلاق، خاصة وأن الموقع في بادئ الأمر كان مقتصرًا فقط على نشر النسخة الإلكترونية من العدد الأسبوعي، ونظرًا أن ثقافة المواقع الإلكترونية لم تكن منتشرة في ذلك التوقيت، عانت الجريدة من سرقة موضوعاتها المنشورة على النسخة الإلكترونية طوال الوقت، وهو ما دفع إدارة الصحيفة لرفض فكرة إنشاء الموقع، إلا أنه كان بحُكم عمله أيضًا في المجال التكنولوجي، كان يرى طوال الوقت مستقبلًا كبيرًا للصحف الإلكترونية، وحارب في سبيل استمرار البوابة.

“نظرًا لحُبي الكبير للصحافة، بدأت في نشر موضوعات خارج إطار النسخة الإلكترونية من العدد الوقي، ولأنني كنت أعمل بشكل غير مُنظّم، واجهنا تحدّيات ومشكلات كثيرة”، هكذا وصف الدكتور مصطفى ثابت المراحل الأولى من انطلاق البوابة الإلكترونية، والتي توّجت بعد سنوات بانطلاق حقيقي وقوي، وبدأت البوابة الإلكترونية لجريدة الفجر في نشر موضوعات صحفية متكاملة، ومستقلّة عن العدد الأسبوعي.

تحدّي تحوّل إلى نجاح

تحدّيات كبيرة واجهتها بوابة الفجر الإلكترونية خلال مرحلة الانطلاق، أولها فكرة إقناع الإدارة بأهمية البوابة؛ فحارب الدكتور مصطفى ثابت غياب مفهوم الصحف الإلكترونية في ذلك التوقيت، وهو الذي لم يكن سائدًا، ودفع إدارة الصحيفة لأكثر من مرة لرفض الفكرة من الأساس، حتى جاءت ثورة 25 يناير 2011، وحققت البوابة مشاهدات غير مسبوقة، والتي كان لها تأثيرًا كبيرًا جدًا في الشارع المصري، خاصة وأن المنافسة في ذلك الوقت لم تكن صعبة، وفي النهاية اقتنعت الإدارة بأهمية تلك النافذة الإلكترونية، حتى سافر رئيس مجلس التحرير إلى أوروبا في ذلك التوقيت، وسمع إشادات كبيرة بما حققته بوابة الفجر، وتأكّد في ذلك التوقيت أن تأثيرها على الشارع في ذلك الوقت كان ضخمًا.

على الرغم من النجاح الكبير الذي حققته بوابة الفجر، إلا أن الكثيرين لا يعلمون أن وراء هذا النجاح كان فريقًا صغيرًا جدًا، لا يتعدّى 5 صحفيين، حتى وصلت إلى هذا الكيان الكبير، وأسست هيكلًا إداريًا متكاملًا ومنفصلًا.

يقول الدكتور مصطفى ثابت: “التحدّي الثاني الذي عاشته بوابة الفجر الإلكترونية، هو مواجهتها حملات كبيرة من التشويه، حتى على مستوى العديد من الدول، وحوّربنا لمدة 4 سنوات من المحور الذي كان يعادي مصر، ودفعت تلك الدول رشاوى لغلق منصاتنا الإلكترونية المختلفة، وبالفعل أُغلقت جميعها، والتي كانت تحتوي على نحو 5 ملايين متابع، وهو ما أثّر على أرباح المؤسسة، وتعرّضنا للحجب من جوجل بشكل كبير، ولكننا نجحنا في التغلّب على ذلك بأكثر من طريقة، وخرجنا من هذه المِحنة أقوى مما سبق”.

التحدّي الحالي الذي تواجهه ا بوابة الفجر، هو جزء أساسي من حلقة تعاني منها الصحافة في العالم، وبالقلب منها مصر، وهو أزمة استدامة التمويل، مع تأثّر نِسب التوزيع عالميًا، وارتفاع تكلفة الطباعة.

تجربة شابة

ظلّت جريدة وبوابة الفجر تجربة شابة بشكل حقيقي، وهو أبرز ما يميّزها أن هيكلها التحريري من فئة الشباب؛ حيث اعتمدت على إعطاء فرص حقيقية لهم، وأولتهم المسؤولية، وآمنت بقدراتهم الصحفية والمهنية.

أضاف الدكتور مصطفى ثابت: “دائمًا نراهن على الشباب، وطوال الوقت نكون حريصين على جذب أجيال جديدة، نعلّمهم مفاهيم الصحافة وأخلاقياتها، وهو ما يحافظ دائمًا على الروح الجميلة للمؤسسة، وهو ما نطلق عليه دائمًا كفريق عمل، عائلة الفجر”.

التطوّر التكنولوجي

مفهوم التطوّر التكنولوجي لدى بوابة الفجر كان مختلفًا عن الكثير من الصحف الإلكترونية، والتي رأت أنها مصدر قوة للصحافة، ويمكن الاستفادة من هذه الأدوات، وعدم الوقوف على الشكل النمطي والتقليدي الذي اعتادت عليه الصحافة، وتعمل على تنظيم تدريبات مستمرّة لصحفييها على وسائل التكنولوجيا المختلفة.

نجحت بوابة الفجر في إطلاق منصّات متخصصة، حققت صدى واسع، مثل الفجر الرياضي والفجر الفني، اللذان استطاعا أن يسجّلا انفرادات كثيرة، بالإضافة إلى إطلاق منصّات أخرى، متخصصة، وأيضًا إطلاق راديو أونلاين، وهو “راديو معاك”، ووصفه بأنه “تجربة رائعة ومُميّزة”،

رؤية بشأن المستقبل

يرى الدكتور مصطفى ثابت أن السنوات المقبلة ستكون انتعاشة جديدة للدولة المصرية، وفي القلب منها الصحافة، وبحُكم عمله في القطاع التكنولوجي، يرى أن هذا التطوّر سيدعم الصحافة على كافة المستويات، وهو ما سينعكس على المواقع الإلكترونية، وتجني ثماره في القريب العاجل.

إعادة هيكلة

تحدّث المرصد مع الصحفي أحمد الليموني مدير تحرير الموقع، والذي كشف عن خطة لإعادة هيكلة البوابة، وضعتها هيئة التحرير مؤخرًا، تضمن استغلال كافة الموارد البشرية المُتاحة، وتوزيع العاملين على أماكن تتناسب وتتماشى مع إمكاناتهم الصحفية، وتوجيهها في إطارها الصحيح، بالإضافة إلى خلق أقسام جديدة، تتماشى مع ما تحتاجه المهنة وتطوّراتها، وتم وضع تلك الخطة، مع خلق دوافع وحوافز تشجّع الصحفيين على العمل، وإنتاج مواد صحفية مُميّزة.

وقال: “السوق الصحفي المصري يعاني بعض الأزمات مثل الارتباك، الذي يأتي نتيجة للأزمة الاقتصادية التي تمر بها الدولة، وفي القلب منها المؤسسات الصحفية والإعلامية المختلفة، والتي تعمل على تسريح العمالة، أو تخفيض الرواتب، نحاول خلق دوافع جديدة للصحفيين، ووضعنا خطة بهدف فتح صفحة جديدة مع الزملاء، وكأننا نؤسس لمكان جديد، مع توظيف الإمكانيات المُتاحة للمؤسسة”.

وأضاف: “عملنا على استغلال إمكانات الزملاء بشكل كبير، وقمنا بدراسة إمكاناتهم بشكل فردي، ومحاولة تطويرها وتنميتها، ونجحنا في فترة صغيرة أن ننجح في عمل هيكلة إدارية، وتقسيم الميزانيات الخاصة بالأقسام، وإعادة هيكلة تلك الأقسام، والملفات التي تعمل عليها، وفريق العمل، ووضع لائحة للثواب والعقاب، وأيضًا عملنا مسابقة شهرية لأفضل موضوع صحفي؛ بهدف تحفيز الزملاء على إنتاج موضوعات قوية”.

كانت هذه الهيكلة دافعًا كبيرة لإعادة تنظيم البوابة، بعد أزمة مرّت بها لسنوات، بسبب غلق منصّاتها الإلكترونية المختلفة، لتعود الروح من جديد إليها، وتنجح في إنتاج مواد صحفية مُميّزة، تليق باسم المؤسسة، ومهنة الصحافة، والجمهور.

“دائمًا نحترم عقل القارئ، والتواجد والسرعة والاختلاف هم عنوان عملنا”، هكذا وصف أحمد الليموني سياسة العمل بالبوابة، والتي أكد أنها دائمًا ما كانت تبحث عن التميّز والاختلاف.

أبرز الملفات والقضايا

لا يهدأ لها ساكنًا، إلا وتراها تُشعل من جديد بتفجير ملف، أو تغطية مختلفة لحادث، أو تحليل لقضية مطروحة على الساحة، لتعود بوابة الفجر من جديد تخطف أنظار القُرّاء.

كشف “الليموني” عن إعداد البوابة لملف خلال الفترة الحالية، سيتم الكشف عنه خلال الأيام المقبلة، هو ملف سياسي اقتصادي، يهم الجمهور على كل المستويات، والذي تحاول البوابة تناوله بالاستعانة بالخُبراء، والمسؤولين، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، والقيادات التنفيذية بالمحافظات المختلفة، وستطرح من خلاله قضايا وملفات ساخنة؛ لتصل البوابة إلى حلول لمشكلات المواطنين.

ولفت إلى اهتمام بوابة الفجر بفتح الملفات والقضايا، والنشر في مساحات واسعة وحرّة، مع مراعاتها للحفاظ على الأمن القومي المصري، وخلاف ذلك ليس لها أي خطوط حمراء لمناقشة أي ملف، سواءً على المستوى المحلي، أو الإقليمي، أو الدولي.

وتابع: “نحاول الحفاظ على الشكل المهني في تقديم موادنا الصحفية، وفي نفس الوقت، توفير معلومة مُبسّطة للقارئ، وتقديم خدمات مختلفة له، ولكن في قوالب صحفية مهنية، ونعمل على كشف الفساد في كل الملفات، باعتبار أنه جزء من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر الآن”.

وعن التغطية الخارجية، كشف “الليموني” عن قيام بوابة الفجر بعمل تغطيات مُميّزة في كل الأزمات التي يمر بها العالم، مثل حرب غزة، والأزمة الليبية، والملف اليمني، وسوريا، ولبنان، والملف الأمريكي، والحرب الروسية الأوكرانية، ودور مصر في كلٍ منهم، وتأثّر قناة السويس بتلك الأزمات، وغيره، وهو من أبرز التغطيات التي تتميّز بها البوابة، بالإضافة إلى توظيف عدد من المراسلين في الدول المختلفة.

السياسة التحريرية

“سياسة تحريرية واضحة”، كان هذا العنوان الرئيسي لحديث مدير التحرير مع المرصد، والذي أكد أن الوضوح، والشفافية، والالتزام بالمهنية، والمصادر الموثوقة، هو ميثاق شرف بوابة الفجر، دون اللهث وراء أي “تريند”، ولكن خلق توازن مهني بينهم، وذلك بهدف خلق صورة ذهنية جيدة عن الصحافة بشكل عام لدى جمهورها.

وعن الأهداف التي تضعها بوابة الفجر، قال مدير التحرير: “مهمتنا الأولى هي نقل الحقيقة، كلّما استطعنا إليها سبيلًا، نحاول بقدر الإمكان عمل توازن بين جميع الأطراف، بحيث نغطّي الرأي والرأي الآخر، طالما كان ذلك لا يتعارض مع الأمن القومي المصري”.

كما تحاول البوابة الابتعاد عن “التريند”، باعتباره “الفجوة” التي تأكل الصحافة في مصر، كما وصفها الصحفي أحمد الليموني، وتعمل بوابة الفجر بجهد للابتعاد عن العناوين المُثيرة، والبث المباشر الذي ينتهك بكل وضوح كل معاني المهنية والصحافة، ويخوض في حياة المواطنين.

وأكد أن التحقق من المعلومات هو العمود الأساسي الذي تستند له بوابة الفجر قبل النشر، والتحرّي وراء الحقيقة هو هدفها الرئيسي، باعتبار أن هذا جزء من أهدافها ورسالتها.

وتابع: “لا ندّعي المثالية، ولكن لدينا سياسة تحريرية مرنة، ومتماشية مع تطوّرات الصحافة، والتغيّرات التي تطرأ سياسيًا، أو اقتصاديًا، وغير ذلك، نتقبّل ونتماشى مع الأوضاع”.

رسالة

ووجّه رسالة لمجتمع الصحافة قائلًا: “الصحافة تفقد معناها، يجب علينا أن نعود إلى مواثيق الشرف، نبحث عن المهنة، يجب على الصحافة أن تعود مجددًا لتكون منبرًا للمواطن، وتحترم عقله، ومشاعره، وتلتزم بالأخلاقيات المهنية، ولا تبحثوا عن الأرباح على حساب المهنية”.

وأضاف: “ما تشهده الصحافة مؤخرًا ليست حالة ضعف، ولا تراجعًا في مستوى أداء الصحفيين كما يُقال، ولكن الصحافة لديها شباب أصحاب مهارات كبيرة وإبداع، ولكن تدهور الأوضاع الاقتصادية لهم دفعهم لأكثر من عمل ومؤسسة، وهو ما يتسبب في تشتيت تفكيرهم، وتقليل أدائهم العملي”.

وتابع: “نحتاج مزيدًا من حرية الرأي والتعبير، الصحافة متعطشة لسقف أعلى من النشر، نفتقد حرية الحصول على المعلومات، يحب على القادة التنفيذيين أن ينفتحوا بشكل أكبر على الصحافة والإعلام، ويفهمون أهميته ودوره، وكيفية التعامل معه، عليهم أن يدركوا أن الصحافة والإعلام عنصر أساسي في اكتمال دائرة المجتمع، وليس شيئًا هامشيًا فقط، الإعلام هو العامل الرئيسي في إنجاح أي خطة تضعها الدولة بجهاتها التنفيذية”.

زر الذهاب إلى الأعلى