صلاح منتصر.. شيخ الشيوخ «حرفة لا عمراً»
فقدت مصر فى وقت سابق اليوم الأحد، 15 مايو 2022، الكاتب الصحفي صلاح منتصر، أحد أهم الكتاب الصحفيين، الذي أفنى عمره في بلاط صاحبة الجلالة، وكان مثالا للعمل والاجتهاد والإخلاص.
على مدار مسيرته المهنية الحافلة بالإنجازات ناضل منتصر بقلمه وخاض المنازلات الصحفية، لنشر الوعي والمعرفة والتنوير. فكان مثالا للصحفي المخلص والمحب لوطنه.
وُلد منتصر فى القاهرة عام 1933، وتوفيت والدته بمرض السل وكان عمره 3 سنوات، فانتقل للعيش مع عمته فى مدينة دمياط، وكانت أسرة عمته تمتلك معملا لصنع الحلويات وبحكم نشأته معهم كان يشترك فى صناعة الحلويات خلال فترات الدراسة.
وقد خطط قبل امتهان مهنة الصحافة أن يصبح صاحب محل حلويات، وفقا للقاء تليفزيوني أجراه منتصر فى أواخر ديسمبر 2020، مع الإعلامى أيمن عدلى ببرنامج “كنوز الوطن” والذى يعرض عبر التليفزيون المصرى.
وفى اللقاء التليفزني ذاته، قال منتصر إنه دخل عالم الصحافة عن طريق الصدفة، إذ كان له أخ غير شقيق من والده يعيش بالقاهرة، وفى إحدى الإجازات المدرسية ذهب إليه بالمنزل لزيارته والإقامة معه لفترة وجيزة، وكان أخوه لديه أسطوانات غنائية وكتب ثقافية وجرائد يومية، وفى يوم من الأيام وجد ورقة من جريدة كانت تصدر فى ذلك الوقت تسمى “النداء” وبها قصة صحفية بعنوان “ليالى القاهرة”، فقرأها حتى نهايتها، وبعدها نطق قائلا: “الكتابة حلوة أوى” فقرر أن أكون كاتبا وخطط لذلك فيما بعد.
التحق بكلية الحقوق ثم قام بالعمل مع الكاتب الصحفي الكبير حسنين هيكل كصحفي بمؤسسة الأهرام، ثم بدأ بالكتابة بعموده الشهير «مجرد رأي» والذي اشتهر بكتابته طوال سنوات.
وفى مقال له نُشر فى جريدة “المصري اليوم، في يونيو 2020، بعنوان “شيخ شيوخ الصحافة، قال الكاتب الصحفي الراحل عباس الطرابيلي، إن “صلاح منتصر يمثل جيلاً من الصحفيين وتأتى «مشيخته» من أنه كان أحد عمد الديسك المركزى للأهرام.. إذ كان من يعمل بالديسك يشترط فيه أن يكون هادئ الطباع، غير انفعالى، وحيادياً لا ينحاز إلا للحقيقة.. كثير المعلومات- محلية وإقليمية وعالمية- ليتمكن من الحكم على الأخبار، وتلك هي المهمة الأولى للصحيفة.. أي «الإخبار» أي إعلام القارئ بالجديد، دون انحياز وبعيداً عن رأيه الشخصى”.
وأضاف الطرابيلي : “كان صلاح منتصر- من موقعه في الديسك المركزى لجريدة الأهرام بالذات في فترة الصراع الرهيب في المنطقة منذ تأميم مصر لشركة القناة والعدوان الثلاثى إلى المؤامرة الكبرى على مصر التي تمثلت في حرب ١٩٦٧ وما بعدها إلى آخر أيام السادات- «خزانة» معلومات هائلة عن مصر وعن المنطقة.. وهو ما أهله ليصبح على رأس واحدة من كبريات مؤسسات الصحافة في مصر”.
وتابع : “صلاح منتصر في مقدمة من يطلق عليهم شيوخ المهنة حرفة لا عمرًا، وقد ترفع عن أي منصب مهما كان مغرياً.. وكفاه أن عاش مصر كلها منذ أعلنت الجمهورية.. عاش مصر بكل انتصاراتها وأيضاً بكل انتكاساتها وهزائمها التي لم يكن الشعب مسؤولاً عنها”.
كان منتصر عضوًا لمجلس الشورى وعضوًا للمجلس الأعلى للصحافة في مصر، ورئيسًا لمجلس إدرة المركز الإعلامي العربي، كما تولى أيضا منصب رئيس لتحرير مجلة (أكتوبر)، ورئيس مجلس إدارة (دار المعارف) للطبع والنشر.
في يوم 7 من فبراير سنة 1991 كتب صلاح منتصر خاطرة بعنوان (أنت سيد قرارك) ليهيئ الأذهان لدعوته بترك التدخين التي حدد لها يوم التاسع من فبراير من كل عام، تزامنًا مع اليوم العالمي لمكافحة التدخين.
وكانت أميرة منتصر، ابنة شقيقة الكاتب الصحفي الكبير صلاح منتصر، كشفت الاثنين الماضى، تطورات حالته الصحية بعد إصابته بوعكة صحية، قائلة: “للأسف الحالة ليست مستقرة وهذا منذ فترة وكان يتلقى الرعاية الصحية منزليا خلال الفترة الماضية وتم نقله ثلاثة مرات في وقت سابق للرعاية المركزة “.
وأضافت خلال مداخلة عبر برنامج ” كلمة أخيرة ” الذي تقدمه الاعلامية لميس الحديدي على شاشة ON: “المرة دي تم نقله للرعاية المركزة وحالته الصحية مش مستقرة خالص وعنده نقص في الاكسجين، وكتبت النهارده عشان الناس تدعيله بالشفاء ومكنتش حابة أكتب ده بس حبيت أن محبيه يدعوله بالشفاء عشان يرجع يكتب مقاله مجرد رأي”.