مصعب الشامي.. مصور قُتل بـ3 طلقات يوم فض “رابعة” (بروفايل)

“أخطو على أرض الصبار حافي القدمين.. وكلي إيمان صادق.. أن ما بعد أرض الصبار.. رمال ناعمة يكسوها الورد الحاني”، كلمات قالها مصعب الشامي، مراسل شبكة رصد الإخبارية، الذي سقط قتيلًا أثناء تغطيته عملية فض اعتصام رابعة العدوية، لأنصار جماعة الإخوان، والرئيس الأسبق محمد مرسي، في 14 أغسطس 2013.

7 سنوات مرت على مقتل “الشامي”، في عملية فض اعتصام رابعة، يوم 14 أغسطس 2013. مازالت إيمان جمعه، والدته، تذكر تفاصيل يوم وفاته. تتذكر أنها في هذه الليلة كانت على تواصل معه، وبينما كانا يتحدثان بعد صلاة الفجر، انقطع الاتصال بينهما فجأة، فإذا بها تسأله عما حدث له، فلم يرد، وفي ذات الوقت كانت تتابع المشاهد على شاشة التلفاز، لترى عدد القتلى والجرحى، وظل الوضع هكذا حتى قبيل المغرب، عندما جاءها اتصالًا من هاتف “مصعب”، ليفاجئها صوتٌ غريب، يعلمها أنه عثر على هذا الهاتف.

بدأ القلق يساور عائلته، فطلبت الأم من ابنها محمد أن يبحث عن أخيه وبالفعل سأل عنه فكان الجواب في البداية، “لا نعرف عنه شيئًا”، ثم جاءهم اتصالًا من هاتفه بأنه وجد هذا الهاتف على الأرض، فشعرت الأم أنهم يمهدون لها خبرًا، ثم أتتهم توقعات بأنه مفقود أو فُجّرمع سيارة البث، أو مصاب بحروق في المستشفى الميداني، وبعد ذلك جاء الخبر اليقين، أن مصعب الشامي، قُتل خلال أدائه لعمله، ولطخت كاميرته بدمه.

أصيب “مصعب الشامي”، بثلاث طلقات نارية، اخترقت جسده، إحداها في جانبه الأيسر بقلبه، والأخرى أسفل صدره في الرئة اليمنى، والثالثة نسفت ذراعه إلى نصفين.

ويروي والده مصطفى الشامي، أنه تلقى خبر وفاة ابنه في تمام الثامنة والنصف مساء الأربعاء يوم الفض، ووجد جثمانه في مسجد الإيمان، لافتًا أن المشكلة الكبيرة كانت تتمثل في نقل ابنه من القاهرة إلى الإسكندرية، مضيفًا أنه أخذ ابنه لدفنه دون تصريح دفن.

قبيل مقتله بـ 3أيام، كان ينتوي عقد قرانه، بعد خطوبة استمرت عامين، فيما تحولت صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، إلى دفتر عزاء، وانهالت الشهادات بحسن خلقه من أصدقائه.

ووثق “الشامي” اعتصام رابعة العدوية حتى يوم الفض لمدة 48 يومًا، بكثير من الصور والتفاصيل التي تناولتها وسائل الإعلام المحلية والعالمية والمنظمات الحقوقية والإنسانية، حتى قضى نحبه في ذلك اليوم.

المصور الصحفي مصعب الشامي

ذكرى مقتله 

وفي تقرير مصور نشره موقع العربي الجديد، بتاريخ 14 أغسطس  2018 في الذكرى الخامسة لوفاة “الشامي” قالت والدته إيمان جمعه: “إن ابنها كان ينوي خوض مجال الإعلام فضلًا عن رغبته في أن يوثّق الأحداث في العراق أو سوريا .

ثورة يناير

عندما انتفضت الإرادة الشعبية ضد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عام 2011، وامتلأت الشوارع والميادين بالمتظاهرين، كان التصوير الفوتوغرافي لا يزال في تلك اللحظة مجرد هواية لـ”الشامي” ، لم يكن قد احترفه بعد، لكن مع اشتعال أحداث الثورة على مدار 28 يومًا، قرر أن يغير مسار حياته ويتجه نحو التصوير، ولفتت تغطيته للثورة المصرية الأنظار في الداخل والخارج.

وحسبما نشرت المصري اليوم، حرص موقع “دويتش فيله” على نشر أهم صوره، والتي تمثل محطات مهمة للأحداث التي جرت في مصر منذ اندلاع الثورة.

الميلاد والنشأة

مصعب مصطفى حسن الشامي، مواليد 16 سبتمبر 1987، محافظة الإسكندرية، تخرج في كلية الآداب قسم الإعلام، التحق بالجيش المصري كمجند، يؤدي الخدمة العسكرية، في شهر يوليو 2011، وأنهى خدمته العسكرية في أكتوبر 2012، ثم عكف بعد ذلك على  أخذ دورات تدريبية في الإخراج والتصوير، بدأ بعدها حياته المهنية في فبراير 2013.

زر الذهاب إلى الأعلى