“معلومات مباشر”.. وجبة اقتصادية دسمة بلغة المواطن البسيط
قبل عشرين عامًا من الآن كانت الصحافة الاقتصادية في مصر والوطن العربي، على موعد مع ميلاد منصة إعلامية جديدة معنية بالاقتصاد وسوق الأوراق المالية في مصر وعدد من الدول العربية، يسعى مؤسسوها دومًا إلى تقديم وجبة اقتصادية دسمة للقراء/ات بلغة بسيطة يفهمها الجميع، بداية من خبراء/خبيرات الاقتصاد حتى المواطن/ة البسيط/ة إيمانًا بحق الجمهور في فهم خريطة اقتصاد البلد وما يؤثر على الحالة المادية الخاصة للفرد.
البداية
منذ تدشينه في عام 2004 يهتم موقع “معلومات مباشر” الذي يندرج تحت مظلة واسعة تسمى “مباشر ميديا”، بشقين أساسيين في محتوى الاقتصاد، وهما سوق الأوراق المالية والاقتصاد الكلي بشكل عام، ويغطي في موضوعاته المنشورة 12 دولة وهي: مصر والسعودية وتونس والعراق وفلسطين والإمارات والبحرين وعمان وقطر والكويت والأردن والمغرب، وهناك نية قائمة للتوسع في محتواه ليشمل عدد أكبر من الدول، بحسب رواية الصحفي أحمد الشمسي، رئيس تحرير “مباشر ميديا” في حديثه لمؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام.
الرسالة والهدف
تبدو دائما لغة الأرقام مزعجة للكثير من الجمهور، ويصعب على أغلبنا فهم مؤشرات البورصة وسوق المال، ومن أجل هذا يسعى “معلومات مباشر” إلى تبسيط المحتوى الاقتصادي المقدم عبر لغة سهلة خالية من التعقيد، لوضع المواطن/ة البسيط/ة دائما في المشهد الاقتصادي، ويقول “الشمسي”، إنه يسعى دائما وكافة فريق الموقع إلى “أنسنة” القصص الاقتصادية، أي ربطها بالقضايا الإنسانية التي تمس المواطنين/ات والبعد عن استخدام مصطلحات اقتصادية معقدة.
أقسام الموقع
يتميز موقع معلومات مباشر بالتنوع في الأقسام والمحتوى المقدم على موقعه الرسمي، فهناك قسم خاص بأسواق المال في مصر والدول العربية التي يغطيها، ولا يغفل هذا القسم أيضا تغطية أخبار أسواق المعادن والطاقة.
إلى جانب أقسام آخرى معنية بالاقتصاد، كالشركات وصناديق الاستثمار والاقتصاد الإسلامي وأخبار العقارات والبنوك.
تطوير مستمر
رغم خبرته الواسعة في مجال الصحافة، إلا أن الصحفي”أحمد الشمسي” رئيس تحرير “مباشر ميديا” يرى أن الصحافة الاقتصادية تحديدا تتطلب من الصحفي/ة اطلاع وتعلّم مستمر، وبحسب تعبيره لغة البورصة وأسواق المال وتأثيرات سوق الذهب والدولار بالأسعار، كل ذلك أمور اقتصادية تحتاج إلى جانب فهم جيد وصحفي واعي قادر على توصيل المعلومة للجمهور بشكل بسيط، وهو ما يسعى دائمًا إلى تعلمّه مع توظيف خبرته الطويلة في صحافة “الفيتشر” لأنسنة الموضوعات الاقتصادية.
فريق العمل
يعمل “معلومات مباشر” بنسختيه العربية والإنجليزية بفريق عمل صغير من الصحفيين/ات المتخصصين/ات في الاقتصاد، تقوم العلاقة بينهم في الأساس على التشاور والنقاشات المفتوحة، وإبداء الآراء لتقديم محتوى متميز عن غيره من المواقع الاقتصادية، وبحسب قول “الشمسي” لديهم أجندة عمل أسبوعية تتضمن أبرز الأحداث المتوقعة للعمل عليها طيلة أيام الأسبوع، إلى جانب المتابعة اليومية للأحداث الاقتصادية، كالمؤتمرات أو أي تراجع أو ارتفاع في مؤشرات سوق الأوراق المالية، يتناقشون بينهم على زوايا متميزة لكل حدث لعرضه على القارئ/ة بشكل تفسيري وتحليلي وليس فقط خبري.
جائزة الإعلام العربي
في مايو عام 2024 حصل “معلومات مباشر” على جائزة الإعلام الرقمي كأفضل منصة اقتصادية ضمن جوائز الإعلام العربي التي تقام سنويًا، واعتبر “الشمسي” هذا الفوز تكليلًا لجهد الفريق الذي يعمل باجتهاد وسعي من أجل الجمهور بعيدًا عن السعي وراء التريند وتحقيق الأرقام على حساب المنفعة المجتمعية.
تحديات
آفة عصرنا الحالي هو السعي وراء “التريند” وتحقيق مكاسب هائلة عن طريق المشاهدات، وهو ما يتجنبه تماما فريق عمل “معلومات مباشر” الذي يحافظ على رسالة واضحة وهدف محدد، وهو الوصول إلى القارئ/ة البسيط/ة بمعلومة مفيدة ولغة بسيطة دون بث أي معلومات مضللة، أو عناوين جذابة لا صلة لها بالمتن لمجرد تحقيق مشاهدات عالية، بحسب قول رئيس تحرير مباشر ميديا.
الذكاء الاصطناعي وبرامجه المنتشرة حاليًا أيضًا أحد التحديات التي يواجهها الموقع الاقتصادي كغيره من المواقع الصحفية والإعلامية، حيث أصبح لديهم تحدٍ واضح لمواجهة سيطرة برامج الذكاء الاصطناعي على وظائف المستقبل كما يروج البعض، ويسعى “الشمسي” وفريق العمل كافة إلى توظيف تلك البرامج في تطوير المحتوى المقدم عبر منصتهم الاقتصادية بما لا يلغي العنصر البشري الذي لا غنى عنه في أنسنة القصص ووصف المشاعر، حسب تعبيره.
تطلعات مستقبلية
يسعى الموقع الاقتصادي الفائز بجائزة الإعلام الرقمي، إلى تطوير شكله ومحتواه بشكل مستمر، كما أسسوا قسم خاص بالمالتي ميديا لمواكبة التطور الحالي في طريقة تلقي الجمهور للمحتوى الإعلامي، مع الالتزام الدائم بالمعايير المهنية والصحفية، كما يستهدف “معلومات مباشر” إلى تدشين تطبيق إلكتروني خاص بهم عبر الهواتف المحمولة ليصبح متاحًا بشكل أسرع وأسهل أمام الجمهور.