مفيد فوزي .. رائد الحوار الصحفي والتليفزيوني

وُلد فضوليًا، فكان يسأل فى كل لحظة عن كل شيء حوله، ربما كان فضوله هذا جنين صحفي يبحث عن معلومة.. دخل المدرسة الابتدائية وعنده علم بالكتابة.. قرأ كثيرا فى طفولته وشبابه وكان يستمع فى الراديو إلى كل من طه حسين، وعباس العقاد، وأحمد هاشم، وزكي نجيب محمود.. ومن خلال كل هؤلاء تربت أذنه على اللغة العربية الفصحى مبكرًا، قال له الكاتب الصحفي كامل الشناوي: “إن في جملتك الجرس الموسيقي”.. فتعالوا بنا نتعرف على السيرة الذاتية للإعلامي مفيد فوزي.

اسمه الكامل “مفيد فوزي سعد” من مواليد 19 يونيو عام 1933 م – بمحافظة بنى سويف، كان والده موظفا بوزارة الصحة، أما والدته فكانت ربة منزل وهي التي شجعته على نشوء موهبته الصحفية منذ الصغر.

بعد اتمام المرحلة الثانوية سافر بطلنا إلى القاهرة، وسكن مع خالته في شقتها بشارع رائف المتفرع من الترعة البولاقية بشبرا مصر ، والتحق بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة الإنجليزية وتخرج فيها عام 1959م.

كان مفيد فوزي في صغره مقبلا على قراءة الكتب من جميع أنواع المعارف محبا للغة العربية مما جعله يوجه بوصلة اهتمامه وقتها لعمل مجلات الحائط وأولها مجلة باسم “شمس الفكر”، وفي سنوات التكوين الثقافي والفكري هذه تفتحت عيناه على كتب سلامة موسى وكتابات محمد التابعي في مجلة آخر ساعة.

وخلال المرحلة الجامعية تعرف مفيد فوزي علي صائد المواهب المعروف باسم كامل الشناوي الذي أعجب به وعرفه علي بليغ حمدي وصلاح جاهين وقتها، كما تعرف علي عدلي فهيم الذي قدمه إلي حسن فؤاد في روز اليوسف، ومن هنا بدأ مشوار مفيد فوزي الفعلي مع الصحافة و الإذاعة ثم التلفزيون.

تدرب في بداياته الصحفية بجريدة روز اليوسف، وعندما نُشر اسمه لأول مرة على صفحات الجرائد، اشتري بطلنا العديد من النسخ وركب الترماي وكان يقرأ ويريد أن ينظر على اسمه من كان يجلس بجانبه، وأن يعرفوا أنه هو كاتب هذا الموضوع، ويرى أن ميلاده الحقيقي كان عندما عين في 1 يناير سنة 1957م فى “روزا اليوسف” بمرتب 18 جنيها و22 قرشًا.

أما أول حوار أجراه مفيد فوزي في حياته فكان مع السيدة زينب الغزالي تحت عنوان :”منعت الرجال من تقبيلي”، وكان عمره وقتها 21 سنة، وكان ومثله الأعلى من الصحفيين محمد حسنين هيكل، وأحمد بهاء الدين، وخلال مشواره فى عالم الصحافة تنقل فوزي بين صفحات الجرائد ما بين الفن،والسياسة، والأدب، والمجتمع.

لم يكن مشوار مفيد فوزي المهني سهلا، فقد واجهته العديد من الصعوبات فى بداياته عدم نشر موضوعاته، بدافع الغيرة والحسد من قبل رؤسائه المباشرين، وعن هذه المضايقات يقول بطلنا فى أحد حواراته الصحفية: “واجهتني بعض الصعوبات في النشر، وسخافة بعض الذين يسبقونني في العمر، والحسد حين يكون الإنسان أسلوبه أجمل من أسلوب رئيسه … لكن هذه الصعوبات استطعت تجاوزها مثل فرس يقفز من فوق المتاريس”.

كان مفيد فوزي يحرص أولا على دراسة الشخصية الشخصية التى سيجرى معها الحوار ، ويجمع المعلومات الخاصة بها من دار الكتب لعدم إتاحة الإنترنت فى الماضي، ويستغرق إعداد الحوار والتجهيز له من ثلاثة إلى خمسة أيام، ويعتبر حواره فى مجلة صباح الخير، مع عبد المحسن سليمان أشهر طبيب عيون آنذاك، من أكثر الحوارات الصحفية التى أجراها بطلنا فى حياته المهنية، حيث حول اسمه من مجرد اسم مكتوب ومطبوع ببنط 9 -وهو أصغر بنط في الصحافة- إلى كتابة اسمه بالكامل كمانشيت.

ساهم مفيد فوزي خلال مشواره في إعداد الكثير من البرامج الإذاعية أهمها: فوازير رمضان” مع آمال فهمي لمدة 10 سنوات، و”أوافق .. أمتنع ” تقديم سناء منصور، وفنجان شاي” تقديم سامية صادق.

كما قدم حلقات إذاعية في إذاعة الشرق الأوسط، منها: “ضيف في ليلة صيف”، “خواطر على الهوا” في برنامج ألوان مع مديحة نجيب، و”أين هم الآن”، و”نجوم الشر”، إلى جانب هذا ساهم في إعداد العديد من البرامج التلفزيونية أهمها: “نص ساعة من وقتك” مع سميرة الكيلاني، و”نجمك المفضل” مع ليلى رستم، و”عزيزي المشاهد” مع أماني ناشد، و”تحت الشمس” مع سلوى حجازي، “الغرفة المضيئة” مع لبنى عبد العزيز، و”النادي الدولي” مع سمير صبري.

وبعد مسيرة طويلة أمضاها في عالم الإعداد صدر قرار الإعلامية سامية صادق بظهوره على شاشة التليفزيون المصري عام 1982م لتقديم برامجه بنفسه وكان نصه كالتالي:” أن أفضل من يقدم برنامجا هو من يعده”، فكانت أهم البرامج التي قدمها على الشاشة: “عصر من الفن” عن أم كلثوم، و”صديقي الموعود بالعذاب” عن عبد الحليم حافظ، و”المدفع قبل الخبز أحيانا” مع المشير عبد الحليم أبو غزالة، و”الموسيقار وأنا” وحوار مطول مع محمد عبد الوهاب، وحلقات تليفزيونية منفصلة من إخراج جميل المغازي مع العديد من رواد الأدب والفن والسياسة، مثل: عمرو دياب، وإحسان عبد القدوس ، و يوسف إدريس ،و يحيى حقي والسيدة مفيدة عبد الرحمن ( أول محامية في مصر)، مصطفى أمين و نجيب محفوظ و أحمد زويل وفاروق الباز و محمد البرادعي ….وآخرين.

إلى جانب هذا حاور مفيد فوزي ، الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك 4 مرات، وحاور جميع وزراء الداخلية بداية من: حسن أبو باشا ، وأحمد رشدي ، و زكي بدر حسن الألفي ، وحتى حبيب العادلي، كذلك العديد من رؤساء الوزارات في مصر، أهمهم:عاطف عبيد ، كمال حسن علي ، وعلي لطفي ، وكمال الجنزوري، و أحمد نظيف.

كما ألف كتابًا بعنوان حوار مع أسماء لامعة”، تضمن لقاءات مع 35 شخصية شهيرة فى مجال الفن والفكر والسياسة والدين والأدب، مثل محمد عبد الوهاب وفيروز ونزار قباني وفاتن حمامة ولويس عوض وثروت عكاشة والاسقف مكاريوس وكمال الطويل وأحمد رامي وتوفيق الحكيم وبليغ حمدي وبديعة مصابني ومحمد الموجي وصالح سليم وحسن الإمام وإسماعيل الشافعي وجورجينا رزق ونجوي ابراهيم وعمر خورشيد وأحمد كمال أبو المجد.

المصادر:

https://gate.ahram.org.eg/daily/News/752/91/135284/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF-%D9%81%D9%88%D8%B2%D9%8A-%D9%8A%D8%A8%D9%88%D8%AD-%D8%A8%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1%D9%87%E2%80%8F%E2%80%8F.aspx

https://alrai.com/article/704151/%D8%A3%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF-%D9%81%D9%88%D8%B2%D9%8A-%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%A7%D8%B1

http://www.shbabmisr.com/t~112206&sa=U&ved=0ahUKEwi5tpeIipjMAhXMOhQKHTAlDTcQwW4IKjAJ&usg=AFQjCNHrAOccEh-23htXQoUXWQhAy97IuQ
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF_%D9%81%D9%88%D8%B2%D9%8A

زر الذهاب إلى الأعلى