وائل الإبراشي.. مات مشاغب الإعلام
رحل عن عالمنا الإعلامي وائل الإبراشي، أمس الأحد الموافق 9 يناير 2022، عن عمر يناهز الـ58 عاماً، بعد معاناته مع فيروس كورونا ، وشُيعت جنازته من مسقط رأسه بمسجد شربين الكبير بالمنصورة صباح اليوم الاثنين.
كثيرون اختلفوا معه فى أدائه، ومع كل هذا أحبوه كإعلامي محترف حقق عبر تاريخه المهني الكثير من النجاحات. على المستوى الصحفي عمل الإبراشي فى مجلة روزاليوسف، وصوت الأمة والصباح، وحقق أكثر من سبق صحفي باسمه منها قضية لوسي أرتين، وغرق عبّارة السلام فى 3 فبراير 2006 بالبحر الأحمر، ومقتل المجند سليمان خاطر، ومذبحة بني مزار، ومعاناة مرضى الإيدز في مصر، وأسباب اغتيال السادات، وسلسلة الهاربين في لندن، وتحقيقات اللاجئين في الجولان.
إلى جانب هذا قدم الإبراشي عدة تجارب أخرى عبر عدد من القنوات الفضائية، فكان البديل المثالي للكثير من نجوم التوك شو، حيث قدم برنامج “الحقيقة” خلفاً للإعلامية هالة سرحان، بعد مغادرتها قناة دريم، وبعد تقديم الإعلامية منى الشاذلي، مقدمة “العاشرة مساء”، استقالتها من دريم عام 2012، أُسندت إليه مهمة تقديم البرنامج مكانها، ومع مرور الوقت، ورصده للأحداث التي تشهدها الساحة المصرية والإقليمية، وتحليلها من الزوايا كافة، استطاع الإبراشي أن يدفع البرنامج إلى الأمام، وأن يكوّن اسمًا بارزًا ومنافسًا قويًا لمُقدمي الـ”توك شو”.
وفى عام 2018، انضم الإبراشي، إلى قناة “أون” ليقدم برنامج “كل يوم” خلفًا للإعلامي عمرو أديب، وكان برنامج “التاسعة مساءً” عبر القناة الأولي المصرية آخر محطاته المهنية.
خناقات على الهواء
وخلال مشواره المهني، كان الإبراشى أحيانا يقوم بتسليط الضوء على بعض القضايا بهدف إثارة الجدل ومن ثم تتحدث الصحف عن محتواه وتزداد وترتفع نسب مشاهدة برنامجه، مثل قضايا “موسيقى الميتال، البهائيين، احتفالات الشيعة فى مصر، نبوءات الشيخ كشك بسقوط الحكام العرب، المضيفات المحجبات، ضحايا أسماك القرش، نجيب ساويرس والتجسس لحساب اسرائيل، اعتداءات الجماعات الاسلامية فى تونس على بيوت الدعارة”.
وشهدت البرامج التى قدمها الإبراشي، العديد من الحلقات الساخنة والتى كانت تنتهي فى معظم الأحيان إما بانسحاب الضيوف أو اشتباكهم مع بعضهم البعض، ففى برنامج “العاشرة مساءً”، نذكر مشادة الإعلامي أحمد شوبير والمعلق الرياضى أحمد الطيب، وحوار الشيخ محمود شعبان مع الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية والذى انتهى بالقبض على شعبان ثم دخوله السجن، وحادثة انسحاب وزير التعليم العالى السابق بعد حواره مع الدكتور محمد كمال المتحدث باسم أساتذة الجامعة المستقلة، واللقاءات التى استضاف فيها حلمى بكر مع بعض ممثلى الأغنية الشعبية فى الوقت الحالى مثل صاحب أغنية «شارب سجارة بنى»، وحوار علاء السيد مع محمد عبدالله نصر الشهير بالشيخ ميزو.
وعلى مدار عام كامل اختفى الإعلامي وائل الإبراشي عن الأضواء بسبب إصابته بفيروس كورونا، وبعد رحيله أمس الأحد، نعته أسرة القناة الأولى ببالغ الحزن والأسى، كما نعته أيضًا الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
وقالت الهيئة الوطنية للإعلام، عن الراحل: “الإبراشى يعد أحد أبرز الإعلاميين ممن قدموا إعلاما مهنيا صادقا وساهم من خلال برامجه المتميزة في تقديم معالجات لكثير من مشكلات وهموم المواطن، حيث قدم لشاشة التليفزيون برنامج التاسعة،كما كان الإعلامي الكبير يمتلك قلما صحفيًا حرًا وبكتاباته الصحفية المتميزة التي عبرت عن مواقفه الوطنية تجاه مختلف قضايا الوطن”.
قالوا عنه
وعبر عدد كبير من الإعلاميين عن صدمتهم الشديدة من خبر وفاة الإبراشي، وقال الإعلامي عمرو أديب فى تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، : “هزني خبر وفاة وائل الابراشي.. دائمًا كانوا يقولون عائد ويتماثل للشفاء لم أتوقع أبدًا أن ينتهي فجأة كدة.. كان أستاذ ومتميز وله بصمات وحلقات مهمة.. محدش كبير على الموت لكن وائل فعلًا أصابني بحالة ذهول كامل.. الله يرحمه ويصبر أهله وأصحابه يا رب”.
ونعته الإعلامية هالة سرحان قائلة :”خطف الوباء زهرة شباب الإعلاميين الأستاذ الصحفي المرموق وائل الابراشي رفيق وصديق وزميل رحلة عمر حافلة بالنجاح والكفاح والذكريات الجميلة”.
فيما قالت الإعلامية منى الشاذلي،: “وائل الإبراشي صاحب التجربة الصحفية والتليفزيونية الكبيرة، واحد من أهم نجوم الصحافة والإعلام”.
وكتب الإعلامي شريف عامر: “عرفته ضمن كتيبة صحفيين موهوبين من ربع قرن في الغرفة المجاورة لرئيس تحرير روز اليوسف، يتحدث قليلا، ويعمل كثيرا، هادئ على السطح، نشط الذهن دائما”.
ونشرت الإعلامية إيمان الحصرى، صورة للراحل عبر حسابها على موقع “فيس بوك”، وكتبت: “كنت لسه بكلمه من أيام وقالي إنه بقي كويس جدا وخرج للبيت وإنه اتبسط أوي واعتبرها بشرة خير لما شافني على الشاشة تاني، وأنه هو كمان راجع قريب إن شاء الله، صدمة كبيرة، سبحان الله، الله يرحمك يا رب”.
وكتبت الإعلامية إنجي علي خلال حسابها علي إنستجرام قائلة: “بكل الحزن والاسى من صدمتي في الخبر ده اعجز عن الكلام ..كان عندي امل كبير انك ترجع بالسلامه ..كنت عشرة سنين وزميل وصديق ومش هنسي كلامه ليا وحوارتنا بالساعات أثناء وجودنا في قناة دريم المونتاج وتكريمات ونجاحات مع بعض “.
وتابعت :” بجد من انضف واجدع البنى ادمين اللي عرفتهم في حياتي عمرى ما هنسى مواقفك و خفة دمك و حبك للبلد … اتقدم بخالص العزاء للمصريين و للأسرة الكريمة في المغفور له بإذن الله الأخ والصديق والزميل الصحفي والاعلامي ا / وائل الابراشي … ربنا يرحمه ويغفر له ويعفو عنه ويجعل مرضه شفیع ويصبر اهلك وكل محبينك نسألكم الدعاء وقراءة الفاتحه ”.