أحمد الأنصاري: أخلاقيات الترند وتدني السوشيال ميديا في مصر
يشاركنا أحمد الأنصاري، كاتب المحتوى، بتدوينة بمناسبة يوم الصحفي المصري.
- نص التدوينة:
أخلاقيات الترند وتدني السوشيال ميديا في مصر
في السنوات الأخيرة، شهدت منصات السوشيال ميديا في مصر تحولات جذرية في طريقة استخدام الأفراد لها. لم تعد هذه المنصات مجرد وسيلة للتواصل وتبادل الأخبار والمعلومات، بل أصبحت ساحة للتنافس الشرس على نيل الشهرة وجذب الانتباه. للأسف، هذا التنافس غالباً ما يأتي على حساب القيم والأخلاقيات. انتشرت في مصر العديد من الحوادث اللاأخلاقية التي توضح مدى تدهور المعايير الأخلاقية بين بعض مستخدمي السوشيال ميديا. بات الهدف الأساسي لدى البعض هو “ركوب الترند”، حتى لو كان ذلك يعني ارتكاب أفعال مستهجنة أو نشر محتويات غير لائقة. هذه الظاهرة تتفاقم يوماً بعد يوم، مما يعكس صورة سلبية عن المجتمع المصري ويساهم في تآكل القيم الأخلاقية. من أبرز هذه الحوادث، نشر مقاطع فيديو تظهر سلوكيات غير لائقة أو مواقف مفتعلة تهدف فقط لإثارة الجدل وجذب المشاهدات. هذا السلوك يعكس مشكلة أكبر، وهي رغبة الأفراد في تحقيق الشهرة بأي ثمن، حتى لو كان ذلك يعني التضحية بالقيم الأخلاقية والاجتماعية. الأثر السلبي لهذه الظاهرة لا يقتصر على الأفراد فقط، بل يمتد ليشمل المجتمع بأسره. إذ تؤدي هذه التصرفات إلى نشر ثقافة الانحطاط والاستهتار بالقيم، مما يؤثر على الشباب بشكل خاص، الذين قد يرون في هذه التصرفات وسيلة سهلة لتحقيق الشهرة والنجاح. لمواجهة هذه الظاهرة، يتعين على المجتمع المصري اتخاذ خطوات جادة لتعزيز الوعي بأهمية القيم الأخلاقية في استخدام السوشيال ميديا. يجب أن تبدأ هذه الجهود من خلال الأسرة والمدرسة، حيث يجب تعليم الأجيال الناشئة كيفية استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول وأخلاقي. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على الجهات المعنية وضع قوانين وتنظيمات تحكم محتوى السوشيال ميديا وتحد من انتشار المحتويات الضارة واللاأخلاقية. ختاماً، يبقى الأمل في أن يدرك الأفراد في مصر أهمية الحفاظ على القيم والأخلاقيات في استخدامهم للسوشيال ميديا. إذ أن الشهرة الحقيقية لا تأتي من خلال ركوب الترند، بل من خلال تقديم محتوى مفيد وهادف يسهم في بناء مجتمع أفضل.