أحمد جمال: حراس الحقيقة في عصر التضليل.. دور مدققي المعلومات في بناء إعلام نزيه

يشارك  معنا الصحفي  أحمد جمال رئيس قسم التحقق من المعلومات بمرصد أخبار ميتر بمناسبة يوم الصحفي المصري.

  • نص التدوينة:

في زمنٍ باتت فيه المعلوماتُ سلعةً رائجةً، تُباعُ وتُشترى على منصات التواصل، وتتقاذفُها الأمواجُ العاتيةُ للأخبار المُفبركةِ والدعاياتِ المُضلّلة، تبرز أهمية مجال تدقيق المعلومات كأحد أعمدة الصحافة الحديثة. تدقيق المعلومات أصبح عملية حيوية لضمان دقة الأخبار وصحة المعلومات التي تصل إلى الجمهور، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا وقدرة على التمييز بين الحقيقة والزيف. مدققو المعلومات يواجهون ضغوطًا نفسية كبيرة ومخاطر أمنية عديدة، خاصة عند التعامل مع معلومات حساسة أو قضايا مثيرة للجدل. قد يتعرضون لتهديدات وضغوط من جهات تسعى لمنع نشر الحقيقة. لذا، من المهم توفير بيئة آمنة ومدعومة لهؤلاء المدققين ليتمكنوا من أداء مهامهم بفعالية دون خوف من الانتقام أو الترهيب. ولا يقتصر دور مدققي المعلومات على الجانب المهني فقط، بل يمتد ليشمل جانبًا اجتماعيًا مهمًا. فهم يلعبون دورًا محوريًا في حماية المجتمع من تأثير الأخبار الكاذبة والشائعات التي يمكن أن تثير الفتنة وتزعزع الاستقرار. فلا شك أن تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التحقق من المعلومات ومصادرها يسهم بشكل كبير في بناء جبهة قوية ضد المعلومات المضللة. ويعد أبرز التحديات التي يواجهها مدققو المعلومات هي نقص التمويل الكافي، فمكافحة انتشار المعلومات المضللة تتطلب موارد كبيرة، بدءًا من التكنولوجيا الحديثة وصولًا إلى تدريب الكوادر البشرية المتخصصة. وبدون تمويل كافٍ، تصبح جهود التدقيق محدودة، مما يسمح للمعلومات المغلوطة بالانتشار والتأثير على الرأي العام. تلعب التكنولوجيا دورًا مزدوجًا في عالم تدقيق المعلومات. من جهة، توفر الأدوات التكنولوجية إمكانيات متقدمة لتحليل البيانات والتحقق من صحة المعلومات بسرعة وكفاءة. ومن جهة أخرى، تستخدم نفس هذه التقنيات لنشر الأخبار الكاذبة وتصنيع محتوى مضلل بشكل متزايد. لذا، يتطلب الأمر تطورًا مستمرًا في أدوات التدقيق لمواكبة هذا التطور السريع. وبلا شك فإن تدقيق المعلومات ليس مهمة سهلة، بل يتطلب مهارات خاصة وتدريبًا مستمرًا. ويجب دائمًا على الصحفيين ومدققي المعلومات مواكبة أحدث الأساليب والتقنيات في هذا المجال. لكن الحصول على التدريب المناسب يمثل تحديًا آخر بسبب نقص الموارد والدعم المؤسسي. فالتدريب المستمر ضروري لضمان قدرة المدققين على كشف الحقائق بدقة وسرعة. ختامًا؛ في يوم الصحفي المصري الموافق 10 يونيو من كل عام، نحتفل ليس فقط بنضالات الصحفيين عبر التاريخ، ولكن أيضًا بالأدوار الحيوية التي يؤديها مدققو المعلومات في عالمنا المعاصر. التحديات التي يواجهونها، سواء كانت تمويلية أو تكنولوجية أو نفسية، لا تقلل من أهمية دورهم في الحفاظ على نزاهة الأخبار ودقة المعلومات. إن دعم هذه الجهود من خلال توفير التمويل اللازم والتدريب المستمر والبيئة الآمنة أمر حيوي لضمان مستقبل صحفي مشرق وأكثر مصداقية.

يأتي هذا في إطار الحملة التدوينية للاحتفاء بيوم الصحفي المصري، وهي حملة سنوية يطلقها المرصد المصري للصحافة والإعلام بهدف تسليط الضوء على نضالات الصحفيين/ات المصريين والتحديات التي تمثل عائق في طريق المهنية والاستقلالية.

للمشاركة معنا،  ننتظر تدويناتكم/ن مصحوبة بتعريف قصير وصورة شخصية حسب رغبتكم/ن على رسائل الصفحة أو البريد الإلكتروني للمؤسسة: [email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى