حسام زيدان: أنا “صحفي”.. لا في إيدي سيف ولا تحت مني فرس

يشاركنا الصحفي حسام زيدان باحث أثري ومحرر ملف السياحة والآثار بجريدة الفجر، بتدوينة بمناسبة يوم الصحفي المصري

  • نص التدوينة:

أنا “صحفي”.. لا في إيدي سيف ولا تحت مني فرس هذه الكلمة الرشيقة التي عبر بها إبراهيم عيسى عن حال الصحافة بكلمات مختصرات، فالصحفي أو الصحافي أو ناقل الخبر، ليس سببًا فيما حدث، ولا هو يملك تعديل الواقع، هو فقط عين على الأحداث تُظهر الحقائق للسلطة وللقارئ، كي تتكامل الشفافية المطلوبة. والدور الذي يقوم به الصحفي لا يقل أهمية عن دور الطبيب في غرفة العمليات، ودور الضابط على الحدود، ودور المهندس في موقع عمله، بل قد يزيد في بعض الأحيان عندما يتصدى الصحفي لقضية من قضايا الفساد، أو يسلط الضوء على مشروعات التنمية، أو على الأفكار المبتكرة التي من شأنها رفع شأن البلاد. ويعاني الصحفيون وهم في سبيل مهنتهم سائرون، من عدة مشكلات قد تبدو لرائي من بعيد أنها ليست ذات أهمية، ولكن الملامس للواقع يجد أنها ذات بأس شديد على الواقع الصحفي. وتُعد أزمة قيد الصحفيين في نقابتهم من كبرى المشكلات التي تؤرق الصحفي، حيث أن جدران النقابة تُعد حصنًا أمينًا على حقوق الصحفي، وضمان مستقبله، فهي الرابط الوحيد الرسمي أمام كل الجهات، كما أن لها وقعًا في نفوس المصادر، وخصيصًا في بداية الحياة الصحفية. والحقيقة أن بوابة النقابة صارت في الكثير من الأحيان كبوابة المعاش، أصبحت تأتي في نهاية عمر الصحفي، وكأن دخول النقابة هو ماتش الاعتزال للفارس الذي حارب طويلًا، فكثيرًا من نجد صحفيون في سن الأربعين وهم لازالوا يطرقون أبواب النقابة ولم يُفتح لهم بعد. ندرة المعلومة وصعوبة الحصول عليها، وشح المصادر بالتصريحات الرسمية، يعتبر أرق دائم لدى الصحفي، وهو لعمري أمر عجيب، فالصحفي هو القناة الأكثر أمانًا وسرعة ما بين الجهة الرسمية والمواطن، فلماذا التأخر في إعطاء المعلومة، وما الداعي لإخفائها في بعض الأحيان. قد يكون ما سبق هما أكبر هاجسين يؤرقان الصحفي حاليًا، رغم أن الهواجس كُثر، والعوائق قد تكون كبيرة في بعض الأحيان، إلا أن عجلة العمل الصحفي لا تتوقف، وعام بعد عام يتبين مدى أهمية تلك الصناعة، ومهما تبدلت وسائلها وتعددت، سيظل الصحفي هو حجر الزاوية، وركن الأساس الركين في تلك الصناعة التي هي من دعائم الأمن القومي للبلاد.

يأتي هذا في إطار الحملة التدوينية للاحتفاء بيوم الصحفي المصري، وهي حملة سنوية يطلقها المرصد المصري للصحافة والإعلام بهدف تسليط الضوء على نضالات الصحفيين/ات المصريين والتحديات التي تمثل عائق في طريق المهنية والاستقلالية.

للمشاركة معنا،  ننتظر تدويناتكم/ن مصحوبة بتعريف قصير وصورة شخصية حسب رغبتكم/ن على رسائل الصفحة أو البريد الإلكتروني للمؤسسة: [email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى