عمرو بدر: يجب التركيز على إمكانية وضع لائحة جديدة للأجر والتفاوض مع ملاك الصحف الخاصة لتعديل هيكل الأجور الهزيل
يشارك معنا في حملتنا التدوينية الكاتب والصحفي عمرو بدر عضو مجلس نقابة الصحفيين سابقًا.
وجاءت نص التدوينة:
كانت نتيجة انتخابات نقابة الصحفيين الأخيرة رسالة عاجلة وواضحة وحاسمة لكل الأطراف، فقد كشفت عن إحساس عام غاضب يسري في أوساط الصحفيين بسبب ما حدث ويحدث للمهنة طوال السنوات السبع الفائتة. ورغم الجهد الكبير والعمل الجاد الذي قام به مجلس النقابة الجديد، في محاولة لاستعادة دور وتأثير النقابة في مشهد المهنة، إلا أن ما تراكم من أزمات طوال سنوات مضت يحتاج لمزيد من الوقت لكي نستطيع أن نرفع ركام الحصار والقيود المفروضة على الصحافة، فضلًا عن التراجع غير المسبوق في مستوى معيشة الصحفيين، هذا الجهد الذي يحتاجنا جميعًا، المجلس والجمعية العمومية وجميع الصحفيين. ظني أن همومنا الآن يمكن اختصارها في ثلاثة ملفات رئيسية تحتاج إلى جهد وضغط وتفاوض مع كل الأطراف المعنية بمهنة الصحافة، نستكمل بها رفع الحصار، والانتقال بمستوى معيشة الصحفيين خطوات إلى الأمام، ثم مواكبة التطورات الهائلة التي شهدتها مهنة الصحافة طوال السنوات الماضية.
أولًا: الإصرار والتفاوض الجاد من أجل رفع القيود المفروضة على المهنة، والتمسك بكل النصوص الدستورية التي تضمن حرية الصحافة وقدرتها على التأثير، وإعادة الاعتبار للكلمة والصورة في الاشتباك مع كل القضايا الجادة في المجتمع. هذه المهمة الصعبة هي فقط القادرة على إعادة الهيبة والمكانة المفقودة للمهنة بعد أن تراجعت بشدة بسبب الحصار المستمر منذ أكثر من سبع سنوات، ويأتي في قلب قضية حرية الصحافة قدرتنا على العمل على إطلاق سراح كل الزملاء الصحفيين المحتجزين في قضايا نشر أو رأي.
ثانيًا: البدء في تجهيز أفكار وتصورات واقعية وقابلة للتنفيذ تساعد على تحسين مستوى معيشة الصحفيين، بعد أن أصبح تردي الأجور واضحًا بما لا تخطئه عين، ولعلنا نحتاج إلى أوسع حوار ممكن تتبناه النقابة، ويركز على إمكانية وضع لائحة جديدة للأجر، والدخول في تفاوض جاد مع ملاك الصحف الخاصة لتعديل هيكل الأجور الهزيل، واستخدام كل صور الضغط والتفاوض من أجل نقلة كبيرة فيما يتعلق بتحسين مستوى المعيشة، مع احتياجنا للتفكير أيضًا في صيغ جديدة ومبدعة للحصول على موارد يمكن أن تساهم في تمويل كل التجارب الصحفية الجديدة، تلك التي يمكن أن تثري سوق العمل وتوفر فرصًا جديدة للعمل، فضلًا عن تنمية موارد النقابة بما يساهم في مساعدة الصحفيين على مواجهة الضغوط الاقتصادية الصعبة التي باتت عبئًا حقيقيًا على غالبيتهم.
ثالثًا: نحتاج إلى مواكبة التطورات الهائلة التي لحقت بالمهنة في العالم أجمع بعد أن سادت الصحافة الرقمية وفرضت وجودها على واقعنا، هذا الواقع الذي يشمل الذكاء الاصطناعي وأدواته، وكيفية العمل على دقة المحتوى الصحفي، والابتعاد عن الأخبار والمعلومات غير الموثوقة، ونهاية بقدرتنا على الحفاظ على تأثير العمل الصحفي في خضم الهيمنة الكبيرة لشبكات التواصل الاجتماعي التي تنقل الأخبار بسرعة كبيرة لملايين البشر. كل هذه التطورات تحتاج إلى تغييرات كبيرة في واقعنا الصحفي، تشمل تدريبات مهنية وتغييرات تشريعية واطلاع على التطورات التي وصل لها العالم وما زلنا للأسف بعيدين عنها. ومن المهم الإشارة إلى أن الملفات الثلاثة مطروحة على مائدة المؤتمر السادس للصحفيين الذي تنظمه النقابة قريبًا، وبقي أن تأتي التوصيات الصادرة عن المؤتمر معبرة بشكل جاد عن أزمات المهنة، وقادرة على وضع حلول جديدة وغير تقليدية وقابلة للتنفيذ، والبدء في التفاوض مع كل الأطراف للانتقال بمهنة الصحافة خطوات مهمة إلى الأمام. شكرًا للمرصد المصري للصحافة والإعلام على مبادرته وعلى جهده المقدر والمهم. وكل عام وكل الزملاء الصحفيين بخير، ودامت وحدتنا وقدرتنا على استكمال النضال لخلق واقع أفضل تستحقه مهنة عظيمة تضمنا جميعًا.
يأتي هذا في إطار الحملة التدوينية للاحتفاء بيوم الصحفي المصري، وهي حملة سنوية يطلقها المرصد المصري للصحافة والإعلام بهدف تسليط الضوء على نضالات الصحفيين/ات المصريين والتحديات التي تمثل عائق في طريق المهنية والاستقلالية.
للمشاركة معنا، ننتظر تدويناتكم/ن مصحوبة بتعريف قصير وصورة شخصية حسب رغبتكم/ن على رسائل الصفحة أو البريد الإلكتروني للمؤسسة: [email protected]