يوم الصحفي المصري.. قوانين مُكبلة ومعركة فصولها لا تنتهي.. ورقة بحثية
تعد معركة الصحفيين ضد قانون اغتيال الصحافة، فصلًا من فصول لا تنتهي من الشد والجذب بين مهنة تتنفس الحرية، وقوانين في طبيعتها مهووسة بتكريس المحافظة والاستقرار. ولعل قانون 180 لسنة 2018، أو “قانون تنظيم الصحافة والإعلام والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام”، فصل آخر من هذه الجدلية المستمرة؛ حيث كان له بالغ التأثير على المجتمع الصحفي والإعلامي منذ ظهوره في 27 أغسطس 2018. هذا التأثير اتسم في جانب كبير منه بالسلبية، إذ أسهم بشكل واضح في تقليص مساحة الحركة أمام الصحفيين/ات والإعلاميين/ات، وكبلهم بالكثير من القيود والاشتراطات، سواء فيما يتعلق بالتغطية، أو فيما يتعلق بالبث والنشر. هذه القيود نقرأها في الارتفاع الكبير في أعداد الانتهاكات التي وقعت بحق العاملين/ات بالصحافة والإعلام كأثر رئيسي للقانون، ليس لما وضعه من مواد مقيدة لحرية عمل الصحافة والإعلام فحسب، وإنما لما بثه من روح محافظة ومتشككة مغرمة بالتضييق والتقييد.
لقد نجم عن إقرار قانون 180 لسنة 2018، جملة من القيود على العمل الصحفي والإعلامي في مصر، بعضها جاء نتيجة مباشرة لما قرره القانون من ضرورة الحصول على تصاريح أمنية قبل التغطية أو التصوير، والبعض الآخر ناجم بصورة غير مباشرة عن القانون؛ من جراء ما أشاعه في الفضاء العام من روح متحفظة تجاه التواجد الصحفي والإعلامي. وقد وثق المرصد المصري للصحافة والإعلام، خلال الفترة من 2019، أي بعد 4 شهور من التصديق على القانون، وحتى كتابة هذا التقرير في مايو 2024، وقوع 304 انتهاك، ناجمة بشكل أساسي عن القيود التي فرضها قانون 180 لسنة 2018.
وفي إطار ما سبق؛ تهدف السطور التالية، إلى تسليط الضوء على قانون 180 لسنة 2018، بشكل خاص على المواد التي كان لها تأثير سلبي واضح، سواء على حرية النشر والتغطية، أو على حرية العمل الصحفي والإعلامي بشكل عام؛ من خلال الصلاحيات الواسعة التي منحها للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أو من جهة تضييق المعيار المحدد لـ “الصحفي” و “الإعلامي”؛ بحيث أخرج من عباءة المهنة العدد الأكبر من ممارسيها عبر وصمهم بكونهم “منتحلي صفة صحفي”، وإن كان هذا التعريف الضيق والمحدود لـ “الصحفي”، لم يبدأ مع “قانون تنظيم الصحافة والإعلام”، إنما بدأ مع قانـون رقم 76 لسنة 1970، الخاص بإنشاء نقابة الصحفيين، فــي مادتــه الثانيــة.
للاطلاع على الورقة كاملة: يوم الصحفى المصرى ..ورقة قوانين مكبلة و معركة فصولها لا تنتهي