محمد حسين: يجب التركيز على حل العوائق التشريعية لضمان حرية الصحافة

يشارك معنا الصحفي محمد حسين بتدوينة يلخص فيها العديد من التحديات التي تتطلب مزيدًا من النضال والجهد للتغلب عليها وتحقيق مناخ صحفي عادل وحر. تتنوع هذه التحديات بين ما يتعلق بطبيعة المهنة نفسها وما تواجهه من عقبات تشريعية وإدارية، وبين التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر على الصحفيين بشكل مباشر وغير مباشر.

 

  • نص التدوينة:

بمناسبة ذكرى يوم الصحفي المصري، الذي يوافق العاشر من شهر يونيو من كل عام، أود أن أشرككم ما يجول بخاطري وخاطر معظم أبناء مهنة البحث عن متاعب، سواء الملتحقون بالنقابة أو من هم في طريقهم إلى الاعتراف الرسمي بهم كأدوات فعالة تشارك في صنع القرار، وهنا، يسرني أن أترجم أفكاري المتواضعة في عناصر مهمة، لا بد من التعامل معها –بجدية- والتزام من مختلف الأطراف في مناخ من الاحترام المتبادل. تواجه مهنة الصحافة والإعلام في مصر، كغيرها من المهن الحساسة والمهمة، العديد من التحديات التي تتطلب مزيدًا من النضال والجهد للتغلب عليها وتحقيق مناخ صحفي عادل وحر. تتنوع هذه التحديات بين ما يتعلق بطبيعة المهنة نفسها وما تواجهه من عقبات تشريعية وإدارية، وبين التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر على الصحفيين بشكل مباشر وغير مباشر.

التحديات المهنية •التشريعات والقوانين: تعتبر التشريعات المنظمة للعمل الصحفي في مصر من أبرز التحديات التي تواجه الصحفيين. على الرغم من التعديلات التي أُدخلت على القوانين، لا تزال هناك مواد قانونية تفرض قيودًا صارمة على حرية الصحافة، بما في ذلك القوانين التي تبيح الحبس الاحتياطي في قضايا النشر وتغليظ العقوبات على المخالفات الصحفية. هذا يشكل تهديدًا مستمرًا لحرية التعبير ويحد من قدرة الصحفيين على أداء واجبهم بحرية ودون خوف من الملاحقة القانونية. • الرقابة والتحكم في المعلومات: تواجه الصحافة في مصر تحديات متعلقة بالرقابة والتحكم في المعلومات، حيث تُفرض قيود على الوصول إلى المعلومات وتداولها. هذا يعيق عمل الصحفيين ويحد من قدرتهم على تقديم تغطية شاملة وموضوعية للأحداث، مما يؤثر بالسلب على مصداقية الإعلام وقدرته على نقل الحقائق للجمهور. التحديات الاقتصادية • انخفاض الأجور وعدم الاستقرار الوظيفي: يعاني الصحفيون في مصر من تدني مستوى الأجور، مما يجعل من الصعب عليهم تلبية احتياجاتهم الأساسية. إضافة إلى ذلك، يواجه عديدًا من الصحفيين عدم الاستقرار الوظيفي، – وبشكل خاص، الصحفيين غير النقابيين -، حيث تكون عقود العمل غير دائمة وتفتقر إلى الضمانات الاجتماعية والتأمينية اللازمة. هذا الوضع الاقتصادي الصعب يؤثر بشكل مباشر على الأداء المهني للصحفيين وعلى قدرتهم على الابتكار والإبداع في عملهم. • تمويل المؤسسات الإعلامية: تعاني المؤسسات الإعلامية من نقص التمويل، مما يؤثر على جودة المحتوى الإعلامي المقدم. تعتمد العديد من المؤسسات على الإعلانات كمصدر رئيس للدخل، ومع انخفاض الإنفاق الإعلاني، تجد هذه المؤسسات صعوبة في تمويل عملياتها التشغيلية ودفع أجور الصحفيين. هذا يؤدي -في كثير من الأحيان- إلى إغلاق بعض الصحف أو تقليل حجم نشاطها، مما يحد من تنوع المشهد الإعلامي. التحديات الاجتماعية والنفسية • الضغط النفسي والمخاطر: يواجه الصحفيون ضغوطًا نفسية كبيرة نتيجة لطبيعة عملهم التي تتطلب العمل تحت ظروف صعبة وفي بيئات محفوفة بالمخاطر. التهديدات بالاعتداءات أو المضايقات، سواء من الجهات الحكومية أو غير الحكومية، تشكل جزءًا من الواقع اليومي لعديد من الصحفيين. هذا الضغط النفسي يؤثر على الصحة العقلية والنفسية للصحفيين ويحد من قدرتهم على العمل بكفاءة. • البيئة الاجتماعية: تؤثر البيئة الاجتماعية على عمل الصحفيين، حيث قد يتعرضون للضغوط من أفراد المجتمع أو العائلة نتيجة لتناولهم مواضيع حساسة أو مثيرة للجدل. هذا يمكن أن يؤدي إلى الرقابة الذاتية وتجنب تناول بعض المواضيع الهامة، مما يؤثر على جودة العمل الصحفي وموضوعيته. المعوقات التكنولوجية • التقدم التكنولوجي: في عصر التقنية المتقدمة، يواجه الصحفيون تحديات متعلقة بالتكيف مع التطورات التكنولوجية السريعة. الحاجة إلى تعلم مهارات جديدة واستخدام أدوات وتقنيات حديثة – منها أدوات الذكاء الاصطناعي – أصبحت ضرورة لضمان تقديم محتوى إعلامي متميز وفعال. لكن، مع ضعف الموارد المالية والتدريب الكافي، يجد كثير من الصحفيين صعوبة في مواكبة هذه التطورات. خلاصة القول.. إن هذه التحديات تتطلب جهودًا مشتركة من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة، والمؤسسات الإعلامية، ومنظمات المجتمع المدني، والنقابات الصحفية، لتوفير بيئة عمل أكثر أمانًا وعدالة للصحفيين. يجب أن يتم التركيز على تحديث التشريعات بما يضمن حرية الصحافة، وتحسين الظروف الاقتصادية للصحفيين، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى تعزيز التدريب والتطوير المهني لمواكبة التطورات التكنولوجية. إن تحقيق مناخ صحفي عادل يتطلب التزامًا جماعيًا وإرادة قوية لإحداث التغيير، بما يضمن أن يتمكن الصحفيون من أداء دورهم الحيوي في نقل الحقيقة وتوعية المجتمع دون قيود أو ضغوط.

 

يأتي هذا في إطار الحملة التدوينية للاحتفاء بيوم الصحفي المصري، وهي حملة سنوية يطلقها المرصد المصري للصحافة والإعلام بهدف تسليط الضوء على نضالات الصحفيين/ات المصريين والتحديات التي تمثل عائق في طريق المهنية والاستقلالية.

للمشاركة معنا،  ننتظر تدويناتكم/ن مصحوبة بتعريف قصير وصورة شخصية حسب رغبتكم/ن على رسائل الصفحة أو البريد الإلكتروني للمؤسسة: [email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى