“هنا القاهرة“.. أول كلمة انطلقت بها الإذاعة المصرية في مايو عام 1934، ارتبطت في أذهان المستمعين بصوت الإذاعي الكبير أحمد سالم، وانتزع بهما لقب أول مذيع بالإذاعة المصرية بلا منافس، وكان من أوائل الإذاعيين المصريين، وهو أحد سبعة تولّوا مسؤولية الإذاعة المصرية، ووضعوا أسس العمل بها، وهم: “محمد سعيد لطفي باشا، محمد فتحي، علي خليل، أحمد كمال سرور، مدحت عاصم، وعفاف الرشيدي“.
حياته وعمله
ولد “سالم” في محافظة الشرقية، فبراير 1910، وعلى الرغم من أنه درس الطيران، إلا أنه عمل في مجال الكتابة السينمائية، والتمثيل، والإخراج أيضًا، وسافر إلى إنجلترا؛ لاستكمال دراسته هناك، وعاد إلى مصر سنة 1931.
كان الراديو في تلك الفترة الزمنية جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية للبيوت المصرية، ذلك الصندوق الذي كان يجمع المصريين حوله، وكانت برامجه سببًا في تشكيل وعي ووجدان الكثير من الأجيال، بل كانت شاهدًا على مراحل هامة من تاريخ مصر، وساعده صوته المُميّز وثقافته، على أن يشغل منصب مدير القسم العربي بالإذاعة المصرية.
العودة إلى عالم التمثيل
وفي أحد الأيام، ذهب “سالم” لحضور حفل أقامه طلعت حرب باشا، كمذيع، بمناسبة نجاح شركات بنك مصر، واستطاع بذكائه وموهبته أن يجذب انتباه رجل الاقتصاد المصري الكبير طلعت حرب إليه، حتى أقنعه بالتفرغ لإنشاء شركة مصر للتمثيل والسينما، وبناء استوديو كبير يكون مصريًا خالصًا، فقدّم “سالم” استقالته من الإذاعة، وتفرّغ لبناء صرح السينما المصرية “ستوديو مصر“، وكان باكورة إنتاجه فيلم “وداد” لكوكب الشرق أم كلثوم.
بعد ذلك ترك “سالم” الإذاعة، ودخل عالم التمثيل، وشارك في بطولة العديد من الأفلامـ أبرزها “دموع الفرح” الذي يُعد آخر أعماله مع زوجته الفنانة مديحة يسري، وقدّم في تاريخه الفني 6 أفلام من تأليفه، وإخراجه، وبطولته، آخرها كان “دموع الفرح“، والذي عُرض عام 1950 بعد وفاته؛ حيث توفي عام 1949، بينما كان يصوّر الفيلم، واستكمل إخراجه فطين عبدالوهاب.
