أبوالحسن عبدالستار.. من قلب الصعيد إلى الصحافة الدولي

أبوالحسن عبدالستار.. من قلب الصعيد إلى الصحافة الدول
أبوالحسن عبدالستار، صحفي ومراسل تلفزيوني، نشأ في محافظة الأقصر، حيث وُلد الشغف بالحكي ورصد التفاصيل منذ الصغر. تخرج في كلية الآداب، قسم الإعلام، جامعة جنوب الوادي عام 2012، وبدأ رحلته المهنية في عالم الصحافة والإعلام، ليصبح اليوم مراسلاً لقناة القاهرة الإخبارية وعضوًا بنقابة الصحفيين.
الخطوات الأولى في الصحافة
بدأ أبوالحسن أولى خطواته الصحفية عام 2013، عندما التحق بمؤسسة “ولاد البلد” الإعلامية، حيث صقل مهاراته الأولى في العمل الميداني حتى عام 2015. ثم انتقل إلى القاهرة بحثًا عن تطوير مهاراته، فحصل على دبلومة في الصحافة التلفزيونية، مما فتح له الباب للعمل مراسلًا في قناة ANB الشبكة العربية للأخبار العراقية بمكتب القاهرة.
بعد عام من العمل في الصحافة الدولية، عاد إلى الصعيد ليعمل مراسلًا لقناة Extra News، حيث غطى أحداثًا مباشرة في محافظات الصعيد، من المنيا وأسيوط وسوهاج إلى الأقصر والوادي الجديد، لمدة عامين. استمر في رحلته الإعلامية بالعمل مراسلًا لقناة Ten TV حتى عام 2023، ثم انتقل إلى الصحافة المكتوبة، حيث عمل لمدة عامين في جريدة الوطن، قبل أن يعود إلى التلفزيون مجددًا مراسلًا لقناة القاهرة الإخبارية، إلى جانب عمله بموقع باب مصر، المتخصص في الثقافة والتراث.
بين الشغف والتحديات
لم تكن رحلة أبوالحسن سهلة، فمع بداية مشواره الصحفي، لم تكن أسرته متفهمة لطبيعة المهنة، خاصة مع الدخل غير المستقر الذي يميز البدايات الصحفية. ولكن مع مرور الوقت، استطاع أن يثبت نفسه، ومع إصراره على تطوير مهاراته، حظي بدعم عائلته التي أدركت أهمية ما يقدمه.
أحد أكبر التحديات التي واجهها كان ضعف الأجور في الصحافة الإقليمية وغياب التعيينات الرسمية والتأمينات، مما جعله يفكر مرارًا في ترك المجال. لكنه كان دائمًا يعود إليه، لأنه لم يجد نفسه في أي مهنة أخرى، حتى في الأدوار المرتبطة بالإعلام، مثل عمله كمستشار إعلامي لبعض المؤسسات الحكومية، والذي وفر له دخلًا ثابتًا لكنه لم يُشبع شغفه الحقيقي.
محطات صنعت الفرق
أحد أهم المحطات المهنية التي شكلت تجربة أبوالحسن كانت عمله في قناة ANB العراقية، حيث انتقل من كونه صحفيًا محليًا إلى مراسل في قناة دولية، وهو القادم من أقصى الصعيد، حيث كان أقصى ما يمكن أن يصل إليه هو لقاء محافظ. فجأة، وجد نفسه في قلب الأحداث الكبرى، يتعامل مع سفراء ووزراء ورؤساء دول، مما منحه خبرة واسعة في التغطيات الدولية.
أما المحطة الثانية المؤثرة فكانت زيارته إلى هولندا وبلجيكا ضمن دورة تدريبية في راديو هولندا، حيث تعلم أساليب التحقق من المعلومات ومواجهة الأخبار المضللة، مما أضاف بُعدًا جديدًا إلى مهاراته الصحفية.
الصحافة التلفزيونية والسينما التسجيلية
منذ بداياته، كان أبوالحسن شغوفًا بالصحافة التلفزيونية، ووجد متعته في إعداد التقارير الميدانية والتغطيات الحية، خاصة تلك التي ترصد حياة الناس في الشارع، الموالد الشعبية، وقضايا التراث والثقافة. كان أيضًا مهتمًا بالتحقيقات الصحفية التي تكشف معاناة المواطنين وتسعى لحل مشاكلهم من خلال التواصل مع المسؤولين.
لم يتوقف شغفه عند الصحافة فقط، بل امتد إلى السينما التسجيلية، حيث حصل على دبلومة في السينما التسجيلية من جزويت القاهرة، ثم أخرج فيلمه التسجيلي الأول “السر”، الذي يوثق الرحلة الروحية للقطب الصوفي أبوالحسن الشاذلي. الفيلم شارك في مهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي عام 2022، وكان خطوة مهمة في مسيرته الإعلامية.
طموح بلا حدود
رغم التطورات السريعة في عالم الصحافة مع هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي، لا يزال أبوالحسن مؤمنًا بأن الصحافة الجادة ستظل لها مكانتها. طموحه القادم هو العمل في الصحافة الدولية، سواء داخل مصر أو خارجها، حيث يسعى لنقل القصص من زوايا أكثر عمقًا واحترافية.
في رحلته من الأقصر إلى الصحافة الدولية، أثبت أبوالحسن عبدالستار أن النجاح في المجال الصحفي ليس مرتبطًا بالمكان، بل بالشغف والمثابرة، وأن من يمتلك عينًا ثاقبة وقدرة على سرد الحكايات، يمكنه أن يجعل صوته مسموعًا، أينما كان.